هجر النور تلك البلاد في فجر يوم بائس . عندها رأيت السماء تغضب . فأجمعت جيوش سحب هوجاء .. فسحبت سيوفها من إغمادها لتطلق برقا من نصلها . عندها تسمع صليل السيوف متمثلا برعد يُسمع الأصم فاختبأت جميع سيوف الكوفة في ملاذها . و ساعات الليل مشرفة على الفناء . و القمر يضيع في جيوب السماء . و تودع النجوم الفضاء . فيتسرب الفجر لتقتحم الشمس ظلام الليل فتحوله نهاراً .. لكنه نهار مظلم ! ضوء الشمس المفتقر لهالة النور . و السحب غاضبة لا تريد إهدار دموعها وهي تصرخ .. هل حدث شيء ؟ ام ان الرب غاضب على البشر؟.. سمعت الناس تتكلم في زحمة الأسواق . ( ضربوه على رأسه ولكنه لا يزال حيا ) . من هو هذا الشخص ؟ لا اعرف كثيرا عن الناس لأنني من دين مختلف . فكل ما اعرفه هو إنني أجد رزقا أمام الباب كل يوم عند الفجر . فاسمع طرقات الباب فاعلم انه هو . لكن من هو ؟ أحاول ان اتبعه لكني لا أحظى برؤيته . انه ملائكة صالحة يبعثها الرب لأنه يعلم إنني رجل مسن عاجز . أو قد يكون عيسى المسيح ؟. انتابني الفضول كي أرى الرجل الذي تتحدث الناس عنه . فإذا به رجلا وقورا كنت قد رايته من قبل ... انه الخليفة !! نضرت اليه وهو ملقى فلم اجد فرقا بينه و بين سيفه , فكلاهما مشطور الرأس .ما اعرفه هو انه رجل شجاع فكيف استطاعوا ضربه !! و هل له أعداء ؟؟ و هل غضب السماء الذي شهدته كان لهذا الرجل ؟؟ لا يزال حيا و الريح لا تزال تعصف بغضب لترفع رمال الأرض و تحجب الرؤية .. حتى حل اليوم التالي . و عند الفجر . لم يدق الباب احد ... طلع النهار و انتظار دام يوما كاملا . ولا تزال السماء غاضبة . و لم يطرق خشب الباب . اين الملائكة الصالحة ؟ هل تركني ربي ؟؟ خرجت مع غضب السماء . و صليل سيوف السحاب . و صراخ الرياح ... و انا أقف خارجا اصرخ مع الدعاء .. الهي اين الملك الصالح الذي كنت تبعث .؟ أين أنت أيها المسيح ؟ فسمعت صوتا يدوي صداه في ميادين الفضاء . (فزت ورب الكعبة) ... فزال كل شي .... الريح ..... البرق .... الرعد .....الرمال ..... السحاب ... كل شي تلاشى . وكأن الغضب قد زال . فظهرت خيوط الفجر . و صاح المؤذن .. و أشرقت الشمس . و رايت الناس تتدفق كالسيول . تتبع نعشاً يشع منه نورا . من هو صاحب النعش ؟؟ و ما بال الفقراء و اليتامى يتبعون النعش ؟ و لمن يكون ؟؟ وجدت نفسي أسير مع الحشود و اليأس يعتمر بأسي ... حتى سالت احدهم فأجابني : "هذا من كان لله وليا... وللرسول وصيا ... و للمؤمنين أميرا ... وللفقراء و اليتامى كفيلا .... انه ابو تراب" ....... هل هذا الرجل هو الذي كان يضع كيس الرزق عند الباب ؟.. وهل غضب السماء كان حقا له ؟.. وهل للخليفة ان يخدم رعيته بيده حتى لو كانوا على دين مختلف ؟... انه حقا دين الله الجديد ؟؟.. فصرخت باكيا نادما على سنين ضائعة بصوت اهتزت له السماء .... اشهد ألا اله إلا الله . و اشهد ان محمد رسول الله ...............
التعليقات (0)