مسيحيي الشرق الأوسط وحتمية الرحيل
قرار البرلمان الأوروبى الأخير بفتح باب اللجوء الديني للأقباط هو بالتأكيد قرار جيد بصورة مبدئية، وهو سيفتح الباب للقادرين على تدبير أمورهم، لكنني أرى أن مسيحيي الشرق الأوسط عموماً ينبغي رحيلهم من المنطقة، فهذا أولاً سوف ينقذهم من الإسلاميين الذين بسبيلهم للسيطرة على الشرق الأوسط كله، وثانياً قد يكون هذا الرحيل للمسيحيين عاملاً مساعداً لشعوب الشرق المسلمة على أن تحسم أمرها مع التيارات الدينية، بعد رحيل المنافس أو العدو التقليدي المسيحي (حسب رؤية المتطرفين). . لذا أرى ضرورة قيام مؤسسة خيرية عالمية تتولى عملية ترحيل المسيحيين من الشرق الأوسط، وتسهل لهم الإجراءات والعلميات اللوجستية وما تحتاج عملية الترحيل من تمويل مادي ومساندة قانونية لحفظ حقوقهم المادية والمعنوية والقانونية في أوطانهم، وذلك حتى لا يرحل القادرون فقط ويتركون الفقراء لمصير لابد أن يكون في هذه الحالة أكثر سواداً. . قد يبدو هذا الكلام بغيضاً أو حتى شاذاً من وجهة نظر وطنية، لكن من يركز على الإنسان، ويدير ظهره لما قد يتعارض مع الإنسانية من مطلقات مثل الوطن وما شابه، لابد وسيجد أن هذا هو الدواء المر المتاح حالياً لإنقاذ ملايين الأبرياء من محرقة ما يسمونه زيفاً وادعاء "نهضة إسلامية"، علاوة على احتمال مساهمته ولو سلبياً على قيام المسلمين بإزاحة هؤلاء الظلاميين إلى حيث ينبغي أن يكونوا.
أخيراً ينبغي التنوية إلى اعتقادي الجازم بأن الظلاميين يرحبون ولو في دخيلتهم بما دعوت إليه، لكي يتخلصوا من "الكفر والكفار"، وقد حدث هذا في السودان حين نادى حسن الترابي بانفصال الجنوب، في حين كان جون جارانج الزعيم الجنوبي وحدوياً ينادي بسودان ديموقراطي موحد. . هؤلاء الظلاميين يعلنون بوضوح أنهم لا يعترفون بالأوطان، هم فقط يسرقونها ويسلبوننا إياها ليحققوا بها أسطورة خلافتهم الإسلامية
قد يبدو للبعض هذا الكلام "انهزامية"، لكنني أراه من قبيل "شجاعة الاعتراف بالهزيمة"
التعليقات (0)