علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــــــــــ
تمثل أيام شهر رمضان فرصة كبرى لاصلاح ذات البين وتطييب النفوس ورأب الصدع وتقع على عاتق القنوات الفضائية مهمة توجيه خطاب رمضاني رسالي هادف لارساء قيم اخلاقية وتربوية هي قوام الحياة الانسانية الحقيقية. غير ان هذا الكلام يمكن ان ينطبق على بعض القنوات الفضائية العربية لكنه بكل تأكيد لا ينطبق على فضائية مشحونة ضد التوجه المستقبلي للعراق فالذي يأخذ عينة من برامج ومسلسلات قناة الشرقية يجد ان السمة الغالبة في مسلسلاتها الرمضانية هي تهديم كل ما تحقق في العراق بعد التغيير النيساني والسخرية من كل مظهر من مظاهر التطور والتقدم ومناوأة العملية السياسية بكل تفاصيلها وتبرز نبرة العدوانية واضحة جلية من برامجها المحشورة بالرقص على الجراح العراقية بدلاً من تضميدها ومحاولة ارساء خطاب وطني يدعو الى المحبة والتسامح وهذا يدل على ان القناة ومن يقف وراءها ماضية في مشروعها التسيقطي لاي مظهر ايجابي في الحياة العراقية الجديدة لأهداف وغايات وضيعة! لم تكتف القناة بتسقيط الرموز التي تمثل العراق بل اوغلت في تسقيط فنانين كما حصل مع راسم الجميلي وجواد الشكرجي وخليل ابراهيم وقاسم الملاك وقد لفت انتباهي مسلسل الاطفال (دار دور) لقاسم الملاك اذ ان مقاطعه الحوارية تصلح للأطفال دون سن العاشرة وهو يصدق عليه المثل القائل (كذب مصفط أفضل من صدق مخربط)! لكن ما ادهشني فعلاً هو هذا التجميع المقصود لسنافر العراق من ذوي الاحتياجات الخاصة فهل قصدت الجهة المنتجة اظهار العراقيين مسوخاً؟ وقد يقول قائل ان في هذا مبالغة فالقناة تريد التخفيف من أعباء المواطن بالكوميديا وهو تساؤل مشروع لو كان هناك توازن في موضوعات المسلسلات أما ان تنتج تسعة مسلسلات محورها الاستهزاء من الحكومة والعراقي بصورة منحطة فلابد ان في الامر (إن).!
إن اغتيال الشخصية بالتسقيط اسلوب عفا عليه الزمن والشيء المؤكد ان القناة التي تسلك هذا السلوك اللا أخلاقي انما تسهم في تسقيط نفسها وربما نجدها يوماً معروضة للبيع في (اعلان مدفوع الثمن)! وعلى نفسها جنت براقش!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)