قرأت فى موقع شفاف الشرق الأوسط عن إعلان ما يمكن وصفه بتجمع يسمى " مسلمون ضد التمييز – المواطنة هى الحل "،
أعجبتنى حقاً تلك الفكرة الجريئة التى أنتزعت زمام المبادرة بوعى إنسانى وخرجت من حيز الأفكار والشجب والإدانة والمواساة إلى حيز التنفيذ العملى وأثبت بها أصحابها فى المقام الاول أن ضميرهم حى لا يحب النفاق أو مسايرة هوجة التصريحات والكلام المعسول الذى يقال فى كل مناسبة أو حادث إرهابى، بل هذا هو ما يجب أن يفعله كل مصرى يشعر بمواطنته الحقيقية لأرض مصر والدفاع عن المواطنة المصرية الحقة .
آن الآوان للأكثرية الصامتة أن تبوح بأسرار مصر الحضارة ويعلنوا رفضهم لكل محاولات تدمير الشخصية المصرية والبناء الوطنى للمواطنة الصحيحة ، آن الآوان أن يرفضوا مفاهيم الأقلية والأغلبية التى بشر بها رؤساء مصر عن طريق دستور الأغلبية الدينية.
هذا التجمع من المواطنين أتمنى أن يشمل كل المصريين الذين يؤمنون بمصريتهم وأن ينشروا الوعى بالمواطنة الحقة التى يرتضيها الخالق والمخلوق معاً ، أن يساعدوا الناس على أن يتجنبوا مشاعر النفاق والكراهية التى يبث سمومها رجال الدين والدنيا لأنها أصبحت تجارة رابحة لمن يبحث عن الشهرة والنجومية والمال النفطى ، هؤلاء الذين تغلغلوا فى جماعات وجمعيات يستغلون خواء الناس الثقافى ليزرعوا الرجعية القائمة على إثارة المشاعر الدينية وتصفية حسابات وصراعات عنصرية عبثية لا نفع فيها بل هى مضيعة للوقت وللجهد المصرى.
تجمع أو حركة مسلمون ضد التمييز عليها العمل من أجل كشف الأنحطاط فى المؤسسات التعليمية بدءاً من المدرسة وصعوداً إلى الجامعة حيث أنتشر دعاة التخلف والتمييز الدينى على حساب الكفاءة أو المواطنة ، وأصبح الذين يقودون العملية التعليمية والتربوية أتباعاً لجماعات دينية متطرفة الأفكار.
أتمنى أن يبدأ المثقفين بنشر ثقافة جديدة تقف ضد هذا التمييز تقوم بنشر الحقيقة ودفع مؤسسات الدولة إلى تبنيها، ضمير المثقفين الذى تغافل عن أيديولوجية " الطظ فى مصر وإللى فى مصر " التى قيلت ولم تقوم الدنيا أو تقعد بل كأنه كلام طبيعى وأن مصر هذا أصبحت فى خبر كان ولا وجود لها.
أنا مع أفكاركم التى تنادى بأن المواطنة هى الحل ليس لأنى أؤمن بالمسيحية أو الإسلام ولكننى أؤمن بحرية المواطن قبل كل شئ وبحقوقه فى المواطنة التى يكفلها القانون بعيداً عن عقائد الأديان التى تنتقص من تلك الحقوق مهما قال البعض عكس ذلك ، وإذا كان الجميع يؤمن بأنه لا إكراه فى الدين ، فعلينا جميعاً أن ندافع عن حقوق من يؤمن ومن لا يؤمن ، بنفس المبدأ أى من شاء أن يؤمن ومن شاء أن يكفر ، وأن يتخلى رجال الأديان والمثقفين عن أعتبار الكفر جريمة ، لأن هستيريا المشاعر الدينية الغاضبة ضد الآخر هى نتاج خطب ومواعظ تعتبر الكفر جريمة وهى التى أفسدت الشخصية المصرية.
كل ما جاء فى بيان تجمعكم جيد ولكن يحتاج أن يصل إلى عقل وقلب كل مواطن مصرى سواء فى المجتمع المصرى أو مسئول فى المؤسسة السياسية المصرية حتى تتكاتف الجهود لإنجاح هذا العمل وحتى تتقدم مصر فى طريق الحضارة الإنسانية.
2006 / 5 / 2
التعليقات (0)