إن مجموعة من المسلمات يتم التغاضي عنها خاصة مع لعبة اسمها السياسة . فمجموعة من المسلمات واجب الإيمان بضرورتها في حل القضية الفلسطينية سرعان ما تم التغاضي عنها أو إفقادها أهميتها من خلال تهميشها و تغيير مفاهيمها أو عدم وضعها كنقاط أساسية في برنامج العمل من اجل القضية الفلسطينية.
فصعوبة وضع حل جذري لقضية فلسطينية و مع تعنت إسرائيلي واضح حيث تتجاهل المجتمع الدولي بكل مكوناته لتصنع ما تريد و تطبق مشروعها كاملا بغض النظر عن الرفض أو القبول من طرف من يسمون مؤثرين في السياسة الدولية.
و قبل أن نعرج على المسلمات السابقة الذكر كان لابد من أن نشير إلى الأحداث الأخيرة التي عرفتها الساحة الفلسطينية من تهويد للمآثر الإسلامية الفلسطينية من طرف سلطات الاحتلال و ردود الفعل المتباينة بين الدول العربية و السلطة الفلسطينية كدا الشعب و المجتمع الدولي .
فأول رد فعل كان نابع من الشعب الذي رفض رفضا باتا التخلي عن مقدساته التي بدأت تتغير ملامحها من إسلامية إلى يهودية _اسرئيلية حيث كانت انتفاضة. عبر الشارع من خلالها على أنه لازال ينبض و انه مستعد دائما للمواجهة و الاستشهاد في سبيل الله و الوطن و مكان اسمه القدس . لكن الغريب في الأمر هو الموقف الباهت من طرف "السلطة الفلسطينية التي أكدت على أن ما فعلته إسرائيل هو عائق في طريق السلام كأن هذا السلام كان قد وجد طريقه أصلا من خلال مجموعة من المحطات السابقة و كأن تهويد المقدسات لا يدخل في أجندتها " السلطة الفلسطينية " الواجب الدفاع عنها .
شخصيا كنت انتظر رد فعل من طرف الدول الإسلامية "العربية " التي يظهر أنها نسيت قضية اسمها قضية فلسطين و أن ما يجري في هذه الأراضي لم يعد يهمها و لا شأن لها به و أنه ستحاول فقط المساعدة في عقد مفاوضات بين السلطة الإسرائيلية و الفلسطينية . اللتان تحاولان وبجد وضع خارطة طريق أخرى تجد لها طريق مسدودا يستهلكه من يؤمنون بأن المفاوضات هي الحل لهذه القضية.
الكل تابع و بطريقته مسار الأحداث الأخيرة التي بينت التغير الجذري لقضية إسلامية عربية مهمة جدا حيث أصبحت تمثل نقسها و أصبح من يمثلها لا يؤمن بمقوماتها لتدخل قي فراغ مريب افقدها مقوماتها و مقومات مقاومتها التي تهدف إلى تحرير أرض فلسطين كاملة و ليس جزء منها .
فالمفاوضات ليست حلا جذريا للقضية الفلسطينية و اثبت فشله في كثير من المحطات وأن من يتمسك بهذا الخيار إنما يتمسك " بوهم "يخدم من خلاله الكيان الصهيوني أو دولة اسمها إسرائيل .
أن الانتفاضة الشعبية على الوضع الحالي من انقسام بين فتح و حماس لا تشكل خطرا على إسرائيل و أنها مستمرة في مشاريعها .
إسرائيل استطاعة أن تغير من الأزمة الحقيقية و هي احتلال فلسطين و عاصمتها القدس الشريف إلى أزمة صراع على السلطة و صراع فكري و اديولوجي و استطاعت أن تقزم دور الدول العربية في هذه القضية .
و بالتالي فأي تعامل غير التعامل مع القضية الفلسطينية على أنها قضية وطنية لكل مسلم و أنها جوهر قوة العرب و المسلمين و أنه لا حل سياسي لا يستند إلى المقاومة كأساس يبقى حلا وهميا تستغله إسرائيل لتمرير مشاريعها.
محمد الشبراوي
http://minbare.elaphblog.com
التعليقات (0)