لا ريب ان احداث مدينة العيون تعيدنا إاى احداث غزة ليس بالصورة التي يتصورها البعض لكن من خلال الاهتمام الاعلامي الكبير التي تتلاقاه من ناحية و من خلال مواقف الدول و الشعوب من هذه الاحداث .فالاطراف المتنازعة تحاول بطريقة أو بأخرى أن تجعل رأيها هو الصواب و تقدم الادلة لنقض نظرة الطرف الاخر .
لماذا المغرب دائما يقع ضحية الاعلام الاسباني أو الجزائري ؟ لماذا هو دائما يقف موقف المدافع حتى يتحول ما يقال و يذاع في اذاعتينا كأنه رد فعل لمغرب غير واثق من نفسه و من دبلوماسيته.
و أنا اتتبع المسار الذي أخذته أحداث العيون يتبين جليا أن المغرب لا زلاال يفتقر إلى الكثير سواء عل المستوى الدبلوماسي او على المستوى الاعلامي . لقد استطاعت جبهة البوليساريو و حليفتها الجزائر ان تكون لوبيا اعلاميا و سياسيا يدعم قضاياها لقد استطاعة ان تجعل المغرب في موقف لا يحسد عليه هو موقف المدافع عن موقف لا غبار عليه .
يتبين جليا أن الدبلوماسية المغربية في مسار و ان دبلوماسية جبهة البوليساريو و حليفتها في مسار أخر . أصبحت الملفات الكثيرة التي يحاول المغرب أن يدفنها ملفات حقوق الانسان و حرية التعبير و غيرها هي اوراق للضغط عليه دائما . و من يسمون نفسهم جمعيات حقوقية تركز دائما على شيء اسمه المغرب تحت ضغط لوبيات السياسة المناوئة للمغرب .
أحداث العيون هي نسخة مطورة لقضية اميناتو حيدر فنفس التركيز الاعلامي و نفس المواقف السياسية و التأكيد على خروقات حقوق الانسان بالمغرب هي خلاصة احداث العيون وقبلها قضية اميناتو حيدر. الصحافة الاسبانية تحاول دائما أن تخفي الحقيقة و ان تشوهها ليس حبا في جبهة البوليساريو و لكن نكاية في المغرب و المغاربة . والبعض في الصحافة المغربية هو من يقف موقف المدافع و قليلا ما يبدأ هجمة على الصحافة الاسبانية أو يحرك الرأي العام الدولي و تنبيهه إلى هاته القضية اللهم ابواق في ابار لا تسمع و لاتغني من جوع .
انه مسلسل طويل منذ نشاة ما يسمى بالبوليساريو إلى الان قدم المغرب مجموعة من التنازلات و لم يستطع لحد الان أن يقدم حلا واضحا و عمليا لقضية الصحراء . و التهاون الذي يطبع الديبلوماسية المغربية يطرح اكثر من سؤال أولها كيف يمكن حل قضية من هذا النوع ؟
في نظري أول ما يمكن أن نبدأ به ومن جديد و هو تجسيد الموقف الموحد للمغرب السياسي و المغاربة فخلال هذه الاحداث صدرت مجموعة من البيانات التي لا تتفق و مبدأ مغربية الصحراء . هاته البيانات أصدرها مغاربة يعملون و يدرسون في المغرب بدون رقيب و لا حسيب .
أصدر النهج الديمقراطي القاعدي كفصيل طلابي بيان يندد " بالهجمة التي قام بها النظام على أبناء الصحراء و اكد على حقهم في تقرير مصيرهم " كما أن موقف الجمعية المغربية لحقوق الانسان ينم بصورة أو باخرى على تخوف من إصدار بيان شامل للاحداث خصوصا أنها متعلقة بالصحراء و الكل يعرف موقف بعض اليساريين في الجمعية من صحرائنا المغربية و الضغوط التي يمارسونها من أجل تبني البعض لهذ ا الموقف . و لا يمكن أن نعطي للقضية حقها التام و قيمتها الاساسية بدون تاسيس و إعادة هيكلة قنواتنا الاعلامية التي أكل عليها الدهر و شرب و اصبح عدد مشاهديها واحد في المائة من المغاربة إضافة إلى ذلك
تأسيس لجنة حقوقية تدافع عن ابناء الصحراء و ترفع قضايا حقوقية عل جبهة البوليساريو نظرا لخروقاتها في مخيم تندوف و ممارساتها اتجاه المغاربة ..
و كباقي الطلبة استرجع دائما الذكريات التي تذكرني بتهاون المغرب في وضع حد لصحراويين الانفصاليين و مدى قوتهم في بعض الجامعات المغربية مراكش أكادير و ترهيبهم الطلبة الوحدويون أو المغاربة . إن أحداث العيون و ما نتج عنها هو نتاج لتهاون عرفه المغرب في قضية اساسية تغيرت معطياتها و اصبحت حربا مفتوحة الان فالمؤتمر التاسع لجبهة البوليساريو يؤكد على أنه لا بديل إلا الحرب إذا ما فشلت المفاوضات و ما يحدث الان ه الشرارات الاولى لحرب مفتوحة بين المغرب و البوليساريو مدعومة من الجزائر .
فهل المغرب مستعد فعلا لهاته الحرب ؟ هل بهذا القطب العمومي المتجمد يمكنه أن يدافع إعلاميا عن مواقفه ؟ هل بقوانينه الجديدة و الاستهتار من طرف المسؤولين بببأبناء الشعب يمكن أن نحل ازمة الصحراء؟ أليس حليا أن يغير المغرب من سياساته اتجاه انفصالي الداخل؟ أسئلة و اخرى تحتاج إل اجوبة عميقة فهل من مستمه .............
محمد الشبراوي
التعليقات (0)