مواضيع اليوم

مسلسل ضياع الشباب ودور الأًصدقاء فى إفساد الأسوياء

طارق الجيزاوى

2010-03-08 15:17:26

0

تتعدد الهموم والمخاطر المحدقة بالشباب العربى وأسبابها كثيرة ومتشعبة بعضها يتعلق بالأسرة وأسلوب التربية وبعضها يتعلق بوسائل الاعلام وبعضها بضعف الوازع الدينى وبعضها خارجى موجه يخضع لاعتبارات سياسية نعلمها جميعا وتتعلق بأولاد عمومتنا وبأهدافهم الاستراتيجية لتحقيق حلم الحكم من النيل إلى الفرات

 

فإذا اتفقنا على أن اللوم فى هذا المقام ليس له محل من الإعراب ولكى نتمكن من الاقتراب أكثر من الإجابة بصورة علمية على السؤال الرئيسى لقضية هذا الأسبوع وهى:

 

إلى أين يسير شباب هذه الأمة ؟،

 

وسعيا للتعرف على الأخطار المحدقة بالشباب ولإيجاد الحلول العملية لهموم هذه الاجيال، لابد لنا من التعرف أولا على تلك المخاطر والهموم التى يهدر فيها الشباب طاقته واستعراض مسبباتها، لذلك من الافضل تقسيم الشباب إلى فئتين من الاعمار حتى يتسنى لنا تصنيف تلك الهموم وفق نوعيتها.

 

الفئة الاولى وهى التى مازلت تتلقى التعليم بالمرحلة المتوسطة وأعنى بها الملتحقين بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، أى مرحلة المراهقة وهى مرحلة فى غاية الحساسية تحتاج منا للتعامل معها منتهى الحرص والصبر الجميل،

أما الفئة الثانية فهى فئة شباب الجامعات اليافع والمتخرجين منهم، هموم هاتين الفئتين متشابهة فى معظمها وقد تختلف بتطور العمر والاهتمامات.

أولا : تأثير الاصدقاء !!

 

صديقك .. إلى أين يسير بك ؟

قد يؤثر فيك صديقك ، فكثيراً ما يكون لنا مبادئ نؤمن بها، ونسير عليها في غالب الاحيان، ولكن هذه المبادئ تتعرض أحياناً لهزة كبيرة، إذا كان صديقنا المقرّب يخالفنا فيها، خاصة إن قدم الأمر لنا على شكل نصيحة مخلصة بأن نصبح مثله أو نسير على خطاه .

 

 

فهل أنت ممن يهتم بانتقاء صحبته؟

 

 

 

وهل تعتبر أن صحبتك لهم لها الأثر الكبير في توجيه سلوكك؟

 

 

وهل تملك القدرة على ترك الصديق إذا كان يقف عائقاً بينك وبين التغيير الإيجابي؟

 

إذا جاريت في خلق ذميم فأنت ومن تجاريه سوءاً

1-هذا البيت من أبيات الشعر التي لا تغيب عن بالي فقد أثر فينا كثيراً فلابد من الأهتمام بإختيار الصديق الذي يعينني على طاعة الله ,فقد قال الشافعي -رحمه الله-

 

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها

 

صديق صدوق صادق الوعد منصفاً

 

2-وأنا أعتبر بأن الصداقة لها أثر كبير في توجية السلوك , فعندما أخطىء يقوم الصديق الوفى بإرشادي إلى الطريق السليم وإعانتي.

3-بالطبع أنا وانت نملك القدره على ترك الصديق إذا كان يقف عائقاً بيني وبين التغير الايجابى فلا يمكن أن يكون صديقك صديقا إذا كان لا يحب لك الخير ,وإن كان وجود الصديق الصادق نادرا فى هذه الايام .
قال حسان بن ثابت

أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ

 

وَلَكِـنْ فِـي البَلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ

فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِـي

 

فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ

 

وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ

 

وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ

 

سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ

 

فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ


وأيضا هذه أبيات فى الصداقة والاصدقاء


أبحرت في بحر الكلامِ لأقتفـــي أحلى كليماتٍ وأحلى الأحــرفِ
لكنما الأمواج ردت قاربــــــــي فتحطمت خجلا جميع مجادفـــي
لو أنني أنشدت الف قصــــــــيدة لوجدتها في حقكم لا لن تفــي
ونظمته نظما يدّر مشاعـــــــــرا من كل قلب قد أبت أن تختفـــي
سيروا الى العلياء واقتادوا العلا وامضوا الى الإبداعِ دون توقفِ
واُهنىء نفسي لأني قد حظـــــيت بجمع أخوانٍ كظــــــــــلٍ وارفِ
شكرا لكم يرعاكم رب السمــــاء كونوا كجسمٍ واحدٍ متكـــــــاتفِ

- إنعدام الرعايا الاسرية

 

 

ويرتبط اختيار الاصدقاء عادة بتوجيه الاسرة ومراقبتها علاقات ابناءها وتطور تلك العلاقة ومدى ارتباطها باصدقاء نافعين او فاسدين فهناك القادرين وهناك غير القادرين من الاسر على تلبية مطالب أبنائها، وباستثناء المعدمين من تلك الاسر فالمشكلة ليست فى الغذاء أو الكساء فالجميع يأكل والجميع يلبس كل على قدر استطاعته ولكن الجميع يتساوى فى انعدام الروح الاسرية المطلوبة وتبادل الأفكار وعرض المشاكل لإيجاد الحلول والتأسى بخبرات الأب أو الأم فى مواجهة ظروف الحياة، مما يجعل الابناء يهربون للاصدقاء ورفقاء الدراسة او الجيرة وهذا يحدث فى البيوت العربية و لكن بنسب متفاوتة منذ فترة ليست بالقصيرة وتحديدا منذ انطلاق كل من الأب أو الأم أو كليهما لاهثين وراء توفير لقمة العيش للأسرة وترك حوائط البيوت ورائهم باردة، فأصبح قاطنى هذه البيوت من الأبناء لساعات طوال بلا رقيب أو حسيب أو رعاية فعلى سبيل المثال انعدمت متابعة التصرفات و افتقدت التغذية السليمة أو متابعة الاستذكار أو التحكم فى مشاهدة التلفاز واختيار نوعيات البرامج الملائمة أو استخدام الحاسب الآلى بصورة مثالية وسليمة أو فى تحديد فترات الراحة وساعات النوم ….الخ، وبالتالى تم زراعة وتنمية نوع من الحرية التلقائية و الغير موجهة بصورة سليمة منذ نعومة ألاظفار وهى التى تعكس البعض من التصرفات الغريبة على مجتمعاتنا وجميعها للأسف مبنية على أسس غير سليمة وغير صحية وهى بالطبع ليست سوية، الابنة لم تعد أمها كنز اسرارها ومن يبادر بحل مشاكلها كما كانت دائما وفى كل العصور، والابن لا يرى ابوة إلا مشغولا عنه دائما بعملة وسفرة مما افقده بوصلة تفكيره لأن يماثل حكمه على الامور ما قد يساويه أو يضاهيه من منظور الأب الذى خبرته سنون الحياة الطويلة.

 


إلى هنا انتهى مقال اليوم
وإلى اللقاء غدا مع دور المنظومة التعليمية والعلمية فى تربية الشباب
ولكم تحياتى

محاسب / طارق الجيزاوى

الاسكندرية فى الاثنين 08 مارس 2010




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !