مسرح عُكاظ
يُعد سوق عُكاظ مسرحاً ثقافياً معرفياً ذو بُعدِ إقتصادي اجتماعي هذا في قرون الجاهلية التي سبقت الإسلام وكان كذلك في العصر الإسلامي حتى وصل لمرحلةِ متقدمة في عصرنا السعودي الحديث ، يتميز سوق عُكاظ حالياً بمساهمته في الحراك الثقافي والسياحي الذي تشهده البلاد فهو يقوم على قدمين الأولى ثقافية والثانية اقتصادية وفي ذلك نفعُ عظيم إذا استمرت اللجان المُنظمة والمُشرفة عليه في مراجعة البرامج وتطوير البيئة الحاضنة لذلك السوق الثقافي المهم والكبير على المستوى العربي.
بالأمس القريب تداعى المجتمع مُستنكراً قيام فتاة بإحتضان الفنان ماجد المهندس على مسرح سوق عُكاظ وهو يؤدي إحدى أغانيه ، تداعي المجتمع ليس بمستغرب فهو يثور ضد كل تصرف أنثوي ولو كان ذكراً لما تحرك قيد أنملة ، مجتمعنا العظيم مصاب بعقدة الغيرة ليس على الأنثى بل منها يقف ضدها وضد تصرفاتها ويشن الهجوم عليها لسببِ بسيط ألا وهو أعضاءها التناسلية ، أعضاء الأنثى التناسلية مُلك للذكر السعودي يستمتع بها كيفما شاء ولكي يستمتع وجدت زواجاتِ شتى بإسم الشريعة والعفاف .
الأخطاء تحدث في كل مكانِ وزمان ووجود فعالية ثقافية أو فنية يعني وجود جمهور متعطش وضيوف مبدعين وهذا ينتهي إلى تزاحم الجمهور وإرادة الوصول الى الضيف وهنا تبزر أهمية التنظيم وإدارة الفعالية ، ما حدث بمسرح سوق عكاظ من إعتلاء المنصة واحتضان ماجد المهندس تصرف فردي لا مُدبر كما يتوهم الغُلاه ومن يسير في ركابهم ، الفتاة تستحق العقوبة أم لا فهذا يعود إلى وقائع التحقيق والتحقق من حالتها الصحية والنفسية لكن لماذا التشنيع عليها فأربعون عاماً من التشدد والتحريم كفيلة بإحداث أمراضِ نفسية وسلوكياتِ مُشينة يلحظها المجتمع بعد أن يتنفس الهواء الصحي النقي وهذا ما حدث .
رغم صراخ الغلاه ودوران عبارات التحريم والتشنيع سيبقى سوق ومسرح عكاظ منارة للحياة السوية وستستمر العجلة في الدوران وسيبقى كل تصرفِ فردي خاطيء في نطاقه الذي لن يتمدد أو يتقلص طالما الوعي المجتمعي والقانون سيدا هذا العصر الجديد ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)