مسرح المفتاحة احتساب الأفلام

مسرح المفتاحة احتساب الأفلام
بقدرة قادر تحول مسرح المفتاحة الرائد من حاضن للفعاليات الوطنية المتعددة إلى ساحة للاحتساب الفكري المنظم والمؤدلج , احتساب أتى على خلفية عرض فيلم سينمائي عٌرض ضمن فعاليات صيف ابها لهذا العام /مهرجان "أبها يجمعنا" 34/ فيلم بعنوان هيفاء والذي يحكي قصة ارتباط المرأة بالأرض والمكان، ويجسد المرأة العسيرية الجنوبية , فيلم يختصر تاريخ منطقة وجمالها وتنوعها المتعدد وتراثها العريق , مستنداً على ان الفن يؤدي رسالة وينقل الجيل من مرحلة زمنية وعمرية معينة إلى مرحلة وحقبة تاريخية عبر مشاهد ممتعه , فيلم قوبل باحتساب شعاره الغيرة على الدين وأن ذلك الفن يٌخالف الشرع والنظام !
لقد تحول الاحتساب من سلوك يٌبتغى به وجه الله إلى سلوك يبتغى به تسجيل مواقف وبطولات وهذا ما أظنه وإلى وسيلة غير قانونية يتم من خلالها القفز على اختصاص جهات حكومية رقابية متعددة وذلك سبب ظني الذي أكاد أجزم أنه الصحيح فالشيخ الكبير إذا لم يعجبه أي شيء وإذا لم يوافق هواه أي أمر فإنه يقوم باستدعاء طلابه ليقومون بالاحتساب بالنيابة عنه وتلك عملية تعني توريث الفكر وتجنيد جنود المستقبل , وتنمية الحس الحركي لدى الاتباع من طلبه العلم .
أساس القضية فكري والا كيف يتم الاحتساب ضد عرض فيلم , فالسينما وسيلة يتم من خلالها عرض ما يتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع بمعنى انها محكومة بضوابط وتعليمات واضحة , وبما أننا مجتمع ذو خصوصية متعددة فإن السينما كوسيلة وكفن سابع تغيب شمسها عن سماء الوطن لاسباب فكرية بحته فهي ضحية فكر الصحوة الذي لم يسلم منه أحد !
بما أن الاساس فكري فإن اهل الاحتساب لا يتقيدون بالأنظمة , ففي البلد جهات رقابية متعددة فلماذا لا يتوجه من لديه نية إحتساب ويطرح رأيه على طاولة تلك الجهات , أم ان الغيرة تستلزم الانقضاض مباشرة على وكر العرض ؟
كل فعالية تٌقام تواجه بمفردها جيش المحتسبين الغير منضبطين فكرياً , مواجه سوف تسفر عن كوارث مستقبلية إذا لم يضع العقلاء حداً لتلك التصرفات ذات الطابع الادلوجي البحت , فكل الهدف من تلك المواجهات هو فرض الرأي وإعادة نشر وتوجيه التخلف بطريق متعددة , نهايك عن اصطياد أجساد صغيرة متحمسة .
لست ضد الاحتساب لكنني ضد الفوضى , وضد الأدلجه والإرهاب الفكري, والا مالذي يمنع وجود سينما محلية تسهم في إثراء المشهد الثقافي المحلي , أظن أن على عقول الاحتساب إعادة قراءة الواقع بوعي تام بعيداً عن الاحتقان وظن السوء .