الشعوب العربية لم تفهم ما حدث من خلاف وشقاق بيم مصر والجزائر بسبب التنافس على الترشح للبطولة الدولية لكرة القدم . كرة القدم لها أنصارها وعشاقها ولمباريات كرة القدم مشجيعيها ومجانينها وأحداثها تميزت في أغلب الأحيان بالعنف والفوضى وأحيانا بالتشابك والقتال . وأختلفت الشعوب في مدى شدة رد فعل والأنتصارلها ففي أوربا أصبحت مباريات كرة القدم مصدر قلق قوات الأمن في كل أنحاء أوريا , وأعبتر الشعب الأنجليزي من أكثر الشعوب تحمسا لها . وتحول بعض عشاق كرة القدم إلى عناصر إرهابية غوغائية تتعاطى المشروبات الكحولية وتدمر وتحرق كل ما في طريقها وتقع عليه أعينها . لهذا تعلن حالة الطوارئ في أبة مدينة أوربية تقام فيها مباراة بين فريق أنجليزي وأخر أوربي.للسيطرة على بعض المشاغبين المعروفين المرافقين لجماهير الكرة ووضعهم في قوائم سوداء في بريطانيا والدول الأوربية. ويساق المئات منهم الى السجون بسبب ما سببوه من دمار وحرائق وأعتداءات على الأفراد والشرطة . وهذا لا يحدث بين الدول الاوربية وإنجلترا فقط بل هو ظاهرة في كل المباريات بين الدول الأوربية ودول امريكا اللاتنية وحتى الدول الأفريقية ولكن بدرجة أقل وفي فترات متباعدة , لكن رغم كل ذلك لم تؤدي هذه الحوادث والمشاغبات إلى عداوة وبغضاء بين الشعوب كما حدث في مباراة مصر والجزائر في السودان . فتعالج مثل هذه الأحداث في إطارها الرياضي والتنافس بين الشباب الملئ بالحيوية والنشاط والتشابك مع بعضهم البعض. كل هذا يجعلنا نشك في إستغلال وسائل الأعلام في مصر والجزائر ما حدث في المباربات بين البلدين لنشر بذور العداوة والبغضاء بين شعبين شقيقين تربطهما رابطة وثيقة أكبر من أي رابطة بين شعبين عربيين أخرين . بالأضافة إلى أن مصر في جميع مراحل تاريخها أعتبرت وتعتبر زعيمة العالم العربي , ومصدر نهضته وقوته ولا أحد يجادل في هذا . وموقف مصر دائما فوق الصغائر والخلافات التي تطفو على السطح في العالم العربي من حين لاخر. معظم اللوم العربي وجه في هذه المرة ألى الاعلام المصري لأته بالغ في بت سمومه بين أفراد الشعب المصري عصب الامة العربية وعماد نهضتها وتقدمها . والأدهى أنتقال هذه الدعاية العدائية إلى المسئولين في أعلى سلم السلطة في مصر مما جعل الكثيرين وأنا منهم يصدفون بأن الحملة مفتعلة لأسباب سياسية ولأمتصاص غضب الشعب المصري لأحواله الأقتصادية والسياسية , صحيح ان جماهير الكرة الجزائرية معروفين بالغلظة والخشونة خاصة من عاش منهم في فرتسا كما أن الجزائر مرت بفترات حروب تحرير وإرهاب وحكم بوليسي شرس لم تعرفه دولة عربية أخرى جعل من شبابها صعب المراس, وقد بالغ انصار الكرة الجزائريين في رد فعلهم ومهاجمة الجماهير المصرية في السودان وفي المنشئات المصرية في الجزائر حسب ما ورد من أخبار لا نعرف مدى صحتها . لكن هذا لا يبرر إنتقال صدى هذه الحوادث الى المستوى الرسمي . ومن المضحك أن يقارن الأعلام ألمصري حضارة مصر ونهضتها وأمجادها بأمثالها في الجزائر أو أي بلد عربي أخر, لأننا جميعا نومن أن مصر هي العروبة ومصدر فخرنا جميعا ولا تعلو العين على الحاجب كما يقول المثل .كما لا تستطيع مصر التنكر لعروبتها وزعامتها حتى ولو أرادت, لان ذلك كمن يتنكر لتاريخه وثقافته وأصوله ودينه . لقد حكم مصر حكام نصروا العروبة والاسلام وشيدوا حضارة المنطقة العربية منذ ألاف السنين وكانوا تاريخا ناصحا لمصر العظيمة وفخرا للعروبة والأسلام . كما حكم مصر حكام تنكروا للعروبة وحاولوا التنصل من إنتماءاتهم لها ودور مصر القيادى في المنطقة , ولكن سرعان ما أختفوا في مزبلة التاريخ . وبقت مصر كما عرفناها فخر الامة العربية وشعلتها رغم الظروف السيئة والمخزنة التي تمر بها الامة العربية والأمة الأسلامية كافة . إننا نامل أن لا يلهينا هذا الحادت العابر عن قضاينا العربية والاسلامية المصيرية ومواجهة التوسع الصهيوني والتحرر من الغزو الأقتصادي والعسكري الغربيين . فالأمة العربية تتلقى ضربات موجعة كل يوم , والأنظمة العربية لاهية بتبجح حكامها وأولادهم وغارقة في مشاكلها السياسية والاقتصادية والامنية لأنها تواجه قوى البغي والأستعمار منفردة متناسية دورها الوطني والقومي ووحدة الأمة العربية والأسلامية التي تعلو المصالح المالية والدنيوية .
التعليقات (0)