– مسرحية قصيرة –
الاول : ( وهو ينظف المكان ) هل كتبت لها ليلة البارحة ؟
الثاني : ( وهو ينظف في الجهة المقابلة) نعم ..
الاول : لماذا لا تتوقف عن الكتابة لها ؟
الثاني. : لا استطيع
الاول. : إن خطاباتك لا تصل اليها .. وانت تعرف ذلك ..
الثاني. : أعرف ..
الاول. : ولكنك كل ليلة تكتب لها ، وهي في الحقيقة ، لا تقرأ ولا تكتب
الثاني. : أنا أقرأ وأكتب ..
الاول. : أنت تكتب لمن لا يقرأ ولا يكتب ، ماذا دهاك ؟
الثاني. : أكتب لها لأنني ، أنا بحاجة الى أن أكتب لها ..
الاول. : ( وهو يجمع القمامة ) تكتب كل ليلة منذ سنوات طويلة ، كل ليلة تكتب رسالة جديدة لها ، وتلقي بما تكتب في صندوق البريد ، وكل ثلاثة أشهر ، حين يمتلئ ذاك الصندوق ، تفتح صندوق البريد ، وتلقي بكل رسائلك التي كتبتها سابقا في القمامة ، ثم تعود في نفس الليلة للكتابة ، أخبرني ، ماذا يجرى لك ؟
الثاني : ( وهو يجمع القمامة ) الذي يجري ، أن الكتابة تدفعني في الصباح التالي كي استطيع أن أنهض من فراشي ، وأتحرك كي أجمع نفايات الآخرين ، وأحتمل ما فيها من قاذورات ، الكتابة هي الوحيدة القادرة على حملي أنا وهمومي ، أنا أعرف شيء واحد فقط ! أعرف أنني لا أكتب لكي تقرأ هي ما أكتب ، أنا أكتب لكي أقدر أنا أن أتحمل ، وأن أتنفس ، ومن ثم أتحرك ..
الاول. : تحرك اذن ونظف المكان ..
الثاني. : حسنا .. أنا أحاول أن أنهي عملي قبل المساء ، لكي أكتب رسالة جديدة لها ، لقد اشتقت للكتابة لها ، متى يجيء المساء ..
الناصرية
1/5/2018
التعليقات (0)