م
المكان .. مملكة المعابد التسعة والتسعين .. مملكة تطل على النهر العظيم ، نهر الخصب والنماء .. تتبعثر أحياء المملكة على طول النهر .. وأهل المملكة بسطاء يعتنقون دين واحد ، يعبدون فيه إلهاً واحداً ، ولكن كل مجموعة من أهل المملكة ، ترى ذاك الإله بشكل وهيئة تختلف عن رؤية الآخرين له ، فكل مجموعة نحتت نصباً للاله يختلف عن المجموعات الأخرى .. فتوزعت المعابد التسعة والتسعين ، و نصب الآلهة ، بشكل تناثر حول مركزها ، حيث اكبر ساحة في مملكة المعابد ، والتي سميت باسم احد أبطال الأساطير القديمة ، حيث يقال .. إن هذا البطل مرّ بهذه الأرض في غابر الأيام ، وبعد هزيمته بآخر المعارك التي خاضها قرب مملكة المعابد ، وقعت قدميه على هذه الأرض ، فأصيب بالحمى ومات ، ورغم انه دفن بعيدا ، بقي الاعتزاز بموته في أرض المملكة ، مدعاة للفخر ، فوضع له نصب كبير في اكبر الساحات وسط المملكة .
الفصل الأول
المشهد الأول /
قصر الملك .. خادمين في قاعة العرش ..
خادم أول : ( يدخل وهو ينش على الطيور التي وقفت على كل نوافذ القصر ) اغربي أيتها الطيور من هنا ..
طيور غبية .. اغربي من هنا ..
خادم ثان : ( يدخل وهو ينش بعصا ) ابتعدي من هنا أيتها الطيور .. اش .. اش .. هيا طيري بعيدا لقد
أفسدت نوافذ القصر .. ابتعدي .. اش .. اش ..
خادم أول : لا اعرف ما الذي حصل لهذه الطيور .. منذ ثلاثة أيام وهي تطير هنا .. وتحط على نوافذ قاعة
العرش بالذات ..
خادم ثان : ( باستهزاء ) ربما تريد مقابلة الملك وتقديم شكوى لنقص الخدمات في المملكة ( يضحكان )
خادم أول : متى سيصل الملك إلى قاعة العرش في رأيك ؟
خادم ثان : لا اعلم أكثر مما تعلم أنت ، ولكن لا زال لدينا بعض الوقت ، يجب أن يكون كل شيء جاهز .
( يقومان بعملية التنظيف )
خادم أول : نعم أنت على حق .. يجب أن نقوم بعملنا على أكمل وجه .
خادم ثان : هيا تحرك بسرعة لكي لا يدركنا الوقت ، فنعاقب بشدة ..
خادم أول : نعم يجب أن لا نعاقب هذه المرة أيضا . أنا إلى الآن لم أنس عقوبة وزير الأمن في المرة السابقة .. حيث كانت ( فلقة مملكة المعابد ) شديدة ، فأهل المملكة يجيدون استخدام الفلقة التي تتميز عن فلقة البلدان المجاورة .
خادم ثان : لا تتحدث عن أهل مملكة المعابد التسعة والتسعين بهذا الشكل ، قد تسمعك الجدران .. وهذه المرة لن يكتفي وزير الأمن بالفلقة ، بل سيسلخ جلدك ، لقد سمعت أنهم صنعوا آلة جديدة لسلخ الجلد بسهولة .. اسكت وإلا جربوها بك .
( خادم أول يتلفت )
خادم أول : ( يهمس للخادم الثاني ) إذا كنت تريد أن تسمع الحق ، فإن الملك الجديد للمملكة أشد قسوة من الملك السابق ، نعم .. فأبناء الحكم الجديد قد قتلوا الكثير من الناس .. والسجون عادت لتمتلئ من جديد .. وبدأت الاعتقالات تشمل الكثير من عبدة الآلهة التي يختلف شكلها وهيئتها عن الإله الذي يعبده الملك !
خادم ثان : الجميع في مملكة المعابد يعبدون الإله نفسه ، ولا فرق بين الإله الذي يعبده الملك ، وآلهة التي يعبدها الشعب ،رغم أن أشكالهم مختلفة ، من حيث الشوارب والعيون والطول والقصر ، والعضلات المفتولة ،إلا إنها كلها تماثيل لإله واحد ، ثم إن الملك احد أبناء أحياء مملكة المعابد النجباء ..
خادم أول : هذا رأس المشكلة ، فلو كان من خارج المملكة فستكون الأمور أفضل ، انه يدافع عن إله الحي الذي ينتمي إليه ! لقد وعدنا في بداية استيلائه على العرش قبل سنوات ، بحرية الرأي ، وحرية الممارسات الدينية ، وإفراغ السجون ، وزيادة في حصة الفرد من الغذاء ، ولكن هاهو يعود ليضيق على الحريات وأولها الممارسات الدينية .
خادم ثان : ( تذكر شيئا ) صحيح .. أنا لم أفكر في أن أسألك عن أمر ما ؟
خادم أول : عن ماذا تريد أن تسألني ؟
خادم ثان : أنت من أي حي في المملكة ؟ يعني ما هو شكل وهيئة الإله الذي تعبده ؟
خادم أول : ( يضطرب .. يتلفت مترددا ) أنا ؟
خادم ثان : نعم أنت ، ماذا حصل لك ؟ .. لماذا أنت مرتبك هكذا ؟
خادم أول : أنا .. لا أبداً .. أبداً.. أنا ..من .. من الحي نفسه الذي كان يعيش فيه الملك ..
خادم ثان : يعني أنت مثل الملك تقول بجواز أكل طيور المستنقعات ..
خادم أول : نعم .. نعم أنا مثل الملك أأكل من طيور المستنقعات ،
خادم ثان : أوه .. هذا شيء مقزز .. طيور المستنقعات القذرة .. مقزز جدا
خادم أول : ماذا !
خادم ثان : .. وهل صحيح أنكم تأكلون طيور المعابد أيضا .. حسب فتوى رهبان معابدكم الجديدة ؟
خادم أول : .. نعم .. أنا والملك نأكل حتى طيور المعابد المقدسة .. فهي طيبة المذاق ..
خادم ثاني : تأكلون حتى الطيور المقدسة ! هذا مقزز للغاية ..
خادم أول : أنت تتقزز من طعام الملك .. وتستهزئ بأفكاره وممارساته الجبارة
خادم ثان : ولماذا أنت منفعل لهذه الدرجة .. لا أنصحك .. فقد تصاب بنوبة قلبية .. يا عزيزي ..
خادم أول : أنت تتكلم عن قداسة الملك المبجل العظيم .. ولا تريدني أن أنفعل ..
خادم ثان : بصراحة .. نعم أتكلم عن الملك .. وأعني الملك بكلامي .. ولا تعجبني عبادة الحي الذي كان يسكن فيه .. ولا أطيق شارع النهر الذي ولد فيه بتاتا ..
خادم أول : أنت فعلا شديد الوقاحة ، تتكلم عن الملك بهذه الطريقة .. سأرفع عليك تقريرا الآن .. ثم أقدمه لوزير الأمن ..
خادم ثان : ( يلوي رأسه ) ألم أقل لك لا تنفعل لهذه الدرجة .. الانفعال قد يقتلك ..
خادم أول : أنا أتكلم بجد .. يجب أن تسحب كلامك فورا والا ستكون العواقب وخيمة ..
خادم ثان : وإذا لم أفعل .. ولم اسحب كلامي .. ما لذي ستفعله ؟
خادم أول : سأكتب عنك التقرير فورا .. ( يلقي عصى المكنسة من يده )
خادم ثان : ولكنني نسيت أن أخبرك ..
خادم أول : تخبرني بماذا ؟
خادم ثان : أخبرك .. أنني أعرف من تكون .. وفي أي حي تسكن .. وأي إله تعبد ..
خادم أول : ( متعجبا ) ماذا ! ( مرتبكا ) أنت تعرف في أي حي أسكن !
خادم ثان : نعم .. ولقد رفعت عليك صباح هذا اليوم تقريرا شديد اللهجة .. يفضحك ، ويفضح أفكارك .. وهو الآن على مكتب السيد وزير الأمن ، سيقرأه حالما يستيقظ .. ربما الآن يكون بين يديه ..
خادم أول : يا الهي ..
( صوت وزير الأمن من الخارج ينادي ) : اجلبوا إلي هذا الخادم الزنديق ..
المشهد الثاني /
قصر الملك .. وزير الأمن ، ووزير راحة الملك ، في قاعة العرش ..
وزير راحة الملك : سيدي وزير الأمن ، لا أجد ضرورة قصوى تدعوك لتعكير صفو الملك .. والضغط عليه أكثر من طاقته ، إنه يحتاج إلى قسط اكبر من الراحة ، وأنا بصفتي وزير راحة الملك ، اعمل ليلا ونهارا على تحقيق ذلك .
وزير الأمن : أنا أقول لك يا سيدي الوزير ، إنها قضية أمن المملكة .. يجب أن يكون الملك في الصورة .. هذا يريح الملك حسب علمي ..
وزير راحة الملك : سيدي الوزير ، الملك سهر طوال الليلة الماضية للتباحث في أمر المستجدات السياسية في الساحة الإقليمية .. وقد بذل مجهود كبيرا لتقريب وجهات النظر في المشاكل العالقة .. وتعرق .. نعم ..لقد تعرق كثيرا لشدة التعب في الاجتماعات الثنائية بين أطراف النزاعات العرقية والاثنية في مملكتنا .. لذا أرى أنه يستحق أن نمنحه وقتاً كافيا للنوم وللراحة .
وزير الأمن : سيدي الوزير .. أنا وزير الأمن وأعرف أين قضى الملك ليلته الماضية .. أرجو أن تقدر موقفي الأمني ، الأمر في غاية الخطورة .. أنا بحاجة ملحة للقاء الملك فورا .
وزير راحة الملك : ماذا تقصد بأنك تعرف أين قضى الملك ليلته الماضية ؟
وزير الأمن : أنا أعرف في أية قاعة من قاعات القصر كان الغناء والرقص والخمر .. واعرف الجناح الذي بات فيه الملك في أحضان ثلاث جوارٍِ ، بذلت أنت ، قصارى جهدك في الحصول عليهن من النخاس في حي عبدة الإله ذي الشوارب المفتولة .. وهن نساء من شمال مملكة الجبال المجاورة ..
وزير راحة الملك : ( يشتاط غضبا ) أنت تتجسس على خصوصيات الملك .. سيدي الوزير ؟
وزير الأمن : أنا وزير الأمن واعرف كل شيء في المملكة .. حتى دبيب النمل في باحة دارك ..
وزير راحة الملك : باحة داري !! أتعني أنك تتجسس على داري ؟
وزير الأمن : أنا لا أتجسس على دارك ، ولكن واجبي الأمني يدعوني لمعرفة حتى ما يدور داخل غرفة نومك ..
وزير راحة الملك : ( يفغر فاهه متعجبا ) في غرفة نومي .. وأنا بلا قميص ..
وزير الأمن : بل .. عذراً .. بلا سروال داخلي ، سيدي الوزير ..
وزير راحة الملك : ( في غاية التعجب ) بلا سروال داخلي !!
وزير الأمن : ولقد كنت أنت وال …
وزير راحة الملك : ( يقاطعه وهو يغلق فم الوزير بيده ) حسنا .. حسنا وماذا تريد مني الآن ؟
وزير الأمن : ارغب من سعادتك ، أن توقظ الملك من نومه ، وتقنعه باللقاء معي فورا ، لأمر هام جداً ..
وزير راحة الملك : حسنا .. حسنا .. ولكن أنا أحذرك للمرة الأخيرة .. لا تقترب من غرفة نومي ..
وزير الأمن : لن أخبر أحدا سيدي الوزير بمشاكلك في غرفة النوم .. أعدك بذلك ..
( يخرج وزير راحة الملك غاضبا )
المشهد الثالث /
قصر الملك .. وزير الأمن والملك ووزير راحة الملك في قاعة العرش ..
الملك : ماذا تعني بأن الأمر خطير .. سيادة الوزير .. ؟ أنا أعرف كل ما يحدث في أحياء مملكة المعابد .. مملكتي الجميلة ..
وزير الأمن : نعم مولاي الملك ، ولكن هناك تحركات مريبة يقوم بها أبناء بعض الأحياء ، إنهم يرسلون سراً وفودا إلى مملكة الجبال المجاورة ، لدعمهم بالمال والسلاح ، هذا أمر قد يقود المملكة إلى حرب أهلية وشيكة .
الملك : نحن على علاقة طيبة مع مملكة الجبال المجاورة .. ليس هناك ما يدعو إلى القلق من هذه التحركات الساذجة .
وزير راحة الملك : نعم أنت محق مولاي الملك .. فأهل مملكة الجبال أصدقاء .. وأصدقاء ودودين للغاية ..
وزير الأمن : ولكن مولاي الملك يعلم أيضا ، أن هناك فرق كبير بين العلاقات الملكية بيننا وبين مملكة الجبال ، والعلاقات التي يتصدى لها عبدة الإله ذي الشوارب المفتولة ، وعبدة الإله ذي العينين الواسعتين ، إنها عملية لصب الزيت على النار .. أنت تعرف مولاي الملك أن كل حي من أحياء مملكتنا يعبد إلهاً يختلف عن إله الحي الآخر ، وهذا الأمر سبب الكثير من الضغائن والأحقاد التي أضعفت المملكة ، ونحن الآن نخاف من التدخل الخارجي من قبل بلدان الجوار، والذي قد يزيد النار تأججا .
وزير راحة الملك : لا تخف ، سيتصل جلالة الملك ، بملك مملكة الجبال ، ويضع حلا مناسبا .
وزير الأمن : ( غاضبا ) أرجوك سيدي الوزير لا تتدخل في هذا الأمر .. يجب أن يكون الملك على علم بخطورة الموقف .. ( يخاطب الملك ) مولاي الملك .. مملكة الجبال لهم غايات في مملكتنا ، وهذا يجعلهم في موقف يتحركون من خلاله لتحقيق بعض المصالح هنا .. وقد يتآمرون على جلالة الملك ..
وزير راحة الملك : جلالة الملك يستطيع أن يتحسس مثل تلك المشاكل .. لا تقلق ..
وزير الأمن : ( يهمس بأذن وزير راحة الملك ) أرجو منك سيدي الوزير أن تترك مشاكل أمن المملكة لي مع الملك ، وتشغل نفسك بأمر الجواري الجميلات ، ولا تنسى الاهتمام بمشاكل غرفة نومك .. فهي مشاكل مستعصية في نظري ..
وزير راحة الملك : ( مترددا .. يخاطب الملك ) نعم .. نعم مولاي الملك .. نعم .. تحتاج إلى اتخاذ موقف حازم وجدي تجاه المشاكل والمستجدات في الساحة السياسية .. نحن لا نرغب في المشاكل مع الأصدقاء في مملكة الجبال العزيزة ، فهم أصدقاء على جميع المستويات الخاصة ، وكذلك العامة .. وأشدد على الخاصة جلالة الملك ..
الملك : ( يتثاءب بشكل مبالغ فيه ) وماذا يقترح وزير الأمن ؟
وزير الأمن : نقترح حملة اعتقالات لرؤوس الجماعات ، التي نشك في علاقاتها الخارجية ، وأرشح بعض الاغتيالات للشخصيات ، التي يمكن أن يسبب لنا اعتقالها بعض المشاكل ، ولا ننسى في الوقت نفسه أن نقلل من التجمعات ، وننشر الدوريات في أماكن مختلفة من المملكة ، وأرشح أيضا .. نعم أرشح رفع درجة الإنذار إلى المستوى طيط .
الملك : افعل ما تجده مناسبا أيها الوزير .. ولكن ابتعد عن أبناء الحي الذي كنت اسكن فيه ، فهم أبناء مخلصون للملك وللمملكة ..
وزير راحة الملك : وأبناء الحي الذي كنت أسكن فيه أيضا .. أيها الملك العظيم .. أليس كذلك ؟
الملك : وأبناء الحي الذي كان يسكن فيه سيادة الوزير ، فهم مخلصون لي أيضا ..
وزير راحة الملك : مخلصون .. مخلصون جدا سيادة الملك ..
( يخرجون )
الفصل الثاني
المشهد الأول /
في ساحة النصب الكبير وسط مملكة المعابد ..
مظاهرة حاشدة لأبناء حي عبدة الإله ذي العينين الواسعتين ..
أحد المتظاهرين يهتف ..
متظاهر 1 : أفضل كل المعبودين .. ذي العينين الواسعتين ..
الجميع : ( يردد خلفه ) أفضل كل المعبودين .. ذي العينين الواسعتين ..
متظاهر 1 : أفضل كل المعبودين .. ذي العينين الواسعتين ..
الجميع : ( يردد خلفه ) أفضل كل المعبودين .. ذي العينين الواسعتين ..
متظاهر 2 : نعم .. نعم .. ذي العينين الواسعتين .. كلا .. كلا.. ذي الشفتين المتهدلتين ..
الجميع : ( يردد خلفه ) نعم .. نعم .. ذي العينين الواسعتين .. كلا .. كلا.. ذي الشفتين المتهدلتين ..
متظاهر 2 : نعم .. نعم .. ذي العينين الواسعتين .. كلا .. كلا.. ذو الشفتين المتهدلتين ..
الجميع : ( يردد خلفه ) نعم .. نعم .. ذي العينين الواسعتين .. كلا .. كلا.. ذي الشفتين المتهدلتين..
( يصعد أحد الكهنة فوق منصة في وسط الساحة )
الكاهن : ( بأعلى صوته ) أيها الشرفاء من أبناء الإله ذي العينين الواسعتين الكبير المبارك المعظم الخالد .. بوركتم ، وبورك جهدكم الذي تبذلونه لنصرة الدين الحق ، والذود عن حمى المعتقدات المقدسة والخالدة ، وبوركت سواعدكم السمراء ، التي تبني صروح المجد والمتمثلة بتشييد ثلاثة وثلاثين نصبا جديدا ، للإله المقدس ذي العينين الواسعتين ، في أماكن مختلفة من المملكة ، وبأموالكم التي حصدتموها من مشاريعكم الاستثمارية . وأبشركم بأن الإله ذي العينين الواسعتين ، قد نزل الليلة الماضية في المعبد ، واخبرني شخصيا بأنه قد رضي عنكم أنتم فقط ، ولم يرض عن عبدة الآلهة الأخرى ، وسيرضيكم بخلودكم انتم وأبناءكم في أرض المعابد المقدسة .. فطوبى لكم وانتم ترددون شعارات المجد والخلود لذي العينين الواسعتين ..
الجميع : ( يردد خلفه ) المجد والخلود لذي العينين الواسعتين ..
الكاهن : المجد والخلود لذي العينين الواسعتين ..
الجميع : ( يردد خلفه ) المجد والخلود لذي العينين الواسعتين ..
الكاهن : ( يهتف ) من يعبد ذي العينين الواسعتين فقد حقن دمه .. ولا نقبل بعبادة غيره في هذه الأرض ..
الجميع ( يهتفون ) الموت .. الموت لأعداء ذي العينين الواسعتين ..
( يخرجون وهم يهتفون )
المشهد الثاني /
في ساحة النصب الكبير وسط مملكة المعابد ..
شاب يحمل منشورات ويوزعها على المارة ..
الشاب : ( ينادي ) اقرأوا فتوى تحريم طيور المستنقعات .. وطيور المعابد المقدسة .. ( يعطي منشوراً لأحدهم ) ) اقرأوا فتوى تحريم طيور المستنقعات .. وطيور المعابد المقدسة .. ( يرمي بمجموعة إلى الأعلى ) .. تمعنوا في الفكر .. والدلالة الصحيحة على حرمة هذه الطيور … تمعنوا جيدا في ملابسات المسألة الفقهية .. واتركوا ما يقول أبناء الأفكار المغلوطة .. (يعطي منشور لأحدهم )
( ينثر الشاب ما بقي من منشوراته إلى الأعلى ثم يسرع خارجا ..
يدخل شاب آخر متوجها إلى مكان مرتفع ، وينادي بأعلى صوته )
الشاب 2 : أيها الناس .. أيها الناس .. اسمعوا وعوا .. لقد جاء أمر الإله .. وتقاطرت على أهل الأرض بركات السماء وطيبها العبق .. كي ننعم به نحن أبناء مملكة المعابد التسعة والتسعين ، بكل أحياءها .. برضى الإله وبركاته الدائمة .. فلقد جاء كاهننا الأعلى المفدى ، وحي من السماء صباح هذا اليوم .. يؤكد أن طيور المستنقعات ، وطيور المعابد حلال أكلها .. وليس محرما أبدا .. لأنها – وهنا يقصد طيور المستنقعات وطيور المعابد – حلال أكلها لكونها تملك مخرجا بيضويا وليس دائريا .. وهذا يؤهلها لكي تكون ذات طعم مقبول .. لذا ندعوكم للالتزام بحلية هذه الطيور المباركة ..فإن فيها من الفوائد الروحانية ، والفوائد الجسمية شيئا عظيما .. فهي نعمة كبيرة على أهل مملكة المعابد التسعة والتسعين ، وخاصة الفقراء منهم .. فلا تأخذكم أراء أصحاب الأهواء بعيدا عن إلهكم وتحقيق رضاه ..
احد المارة : ( يخاطب الشاب ) ومن أي المعابد أنت أيها الشاب ؟
الشاب 2 : أنا خادمكم ، من معبد ذي الحاجبين المعقودين .. ولقد أيدنا ووافق على فتوانا ، أصدقاؤنا في معبد ذو الحنك الدقيق ، وأصدقاؤنا في معبد ذي الأنف المدبب .. ونحن في طور المناظرات الفقهية لإقناع باقي الناس من أتباع المعابد الأخرى ، بصواب هذه الفتوى المباركة .
أحد المارة : أغرب من هنا أيها الزنديق .. لقد أتيت برسالة الضلال ، ومشعل الفتنة .. انزل والا قتلناك هنا ..
(يسحب الشاب من المكان المرتفع ، ويدفع به خارجا ..
يخرج الشاب هاربا .. وتدخل مجموعة متظاهرة أخرى .. وهي تهتف )
المتظاهرين : تسقط مملكة أكلي طيور المعابد المقدسة ..
تسقط مملكة أكلي طيور المعابد المقدسة.. يسقط عبدة الشيطان ..
يسقط الملك .. تسقط وزارة الأمن .. تسقط المملكة .. تسقط المملكة ..
( يدخل رجال الأمن .. يركضون بالهراوات خلف المتظاهرين .. يمسكون بعضهم .. ويهرب الآخرون )
المشهد الثالث /
في ساحة النصب الكبير وسط المملكة ، الناس تركض جيئة وذهابا ..
صوت أول : مصيبة .. مصيبة ..
صوت ثان : كارثة .. كارثة ..
رجل 1 : ( ينادي ) ماذا حصل ؟ .. ما المصيبة ؟
رجل 2 : ( ينادي وهو يدور حول نفسه ) ماذا حصل .. أية كارثة ؟
صوت ثالث : مصيبة .. كارثة عظيمة ..
رجل 1 : أ يخبرنا أحد ماذا حصل .. هيه أنت .. تكلم ..
رجل 2 : ( يمسك بشاب يركض ) اخبرني ما الذي حصل ؟
الشاب : لا أستطيع يا سيدي .. إنها كارثة حلت بأهل مملكة المعابد المساكين ..
( يخرج هاربا )
رجل 2 : ( يحدث نفسه ) يا ساتر .. يا رب .. ما الذي حصل .. هل أذن الإله بالقيامة ..
رجل 1 : لماذا لا يريد أحد أن يخبرنا ما الذي حصل ؟
( تدخل امرأة تحمل طفل صغير .. تقف في وسط المسرح منهكة )
رجل 1 : سيدتي أأنت بخير ؟
رجل 2 : هل حصل مكروه لطفلك سيدتي ؟
المرأة : سنموت جميعا يا سيدي .. سأموت أنا ، وسيموت طفلي المسكين ، طفلي الذي لا ذنب له سوى أنه من أبناء مملكة المعابد .. طفلي الذي لا ذنب له سوى أنه من أطفال هذا الزمان .. يجب أن أهرب من مملكة المعابد التسعة والتسعين الآن .. سأغادرها بعيدا .. ( تهم بالخروج )
رجل 1 : أرجوك سيدتي .. انتظري .. خذي واشربي هذا الماء وارتاحي قليلا .. ( تشرب الماء )
والآن اخبرينا ما الذي حصل .. أخبرينا أرجوك ..
المرأة : حسنا سيدي سأخبرك .. ولكن باختصار ..
رجل ثاني : نعم كما تشائين ، باختصار ..
المرأة : أتعرفان الطيور التي تحلق فوق معبد ذي العينين الواسعتين .. ؟
رجل 1 : نعم يا سيدتي اعرفها جيدا ..
رجل 2 : نعم أنا أيضا اعرفها .. وأنا أتبرك بإطعامها مما اشتري من السوق ..
المرأة : وهل تعرفان الطيور التي تحلق فوق معبد ذو الشوارب المفتولة .. ؟
رجل 1 : نعم نعرفها جيدا .. وهي من النوع الجيد .. وتنجب كثيرا ..
رجل 2 : نعم أنت على حق .. إنها طيور ممتازة .. ولكن ما بها طيور معبد ذي العينين الواسعتين ، وطيور معبد ذي الشوارب المفتولة ؟
المرأة : صباح هذا اليوم حلقت أسراب من هذه الطيور ، واتجهت باتجاه معبد ذو الحاجبين المعقودين ، ومعبد ذو الحنك الدقيق ، ومعبد ذو الأنف المدبب ..
رجل 1 : وماذا حصل ؟ .. تكلمي ؟
رجل 2 : يا أخي دعها تتكلم .. لا تقاطع المرأة ..
المرأة : قامت هذه الطيور ..أأ.. يا الهي .. كيف أتكلم بمثل هذا الحديث ..
رجل 1 : تكلمي يا سيدتي ولا تخافي .. تكلمي ..
رجل 2 : تكلمي لن نخبر أحدا أبدا ..
المرأة : قامت هذه الطيور ….
رجل 1 : نعم .. نعم .. ما الذي قامت به هذه الطيور ..
المرأة : لا .. لا .. أستطيع ..
رجل 2 : سيدتي أرجوك تكلمي .. فقط اذكري ما لذي فعلت هذه الطيور ..
المرأة : لقد ..أأ .. لقد ذرقت ..
رجل 1 : ماذا فعلت ؟
المرأة : لقد ذرقت ..
رجل 2 : من الذي ذرق ؟
رجل 1 : صحيح سيدتي .. من الذي ذرق ؟
المرأة : طيور معبد ذي العينين الواسعتين ، وطيور معبد ذي الشوارب المفتولة ..
رجل 1 : وما الجديد في الأمر يا سيدتي .. الطيور تذرق كل يوم .. ولعشرات المرات ..
رجل 2 : ولقد تعودنا على كثرة ذروق طيور المعابد على بيوتنا ، وحتى على رؤوسنا .. إنها تذرق صباحا ومساءا ، صيفا وشتاءا .. في الفرح والحزن .. ليس هناك ما يمنعها من الذرق ، فهي مقدسة .. نعم .. وذروقها هي الأخرى مقدسة جدا ..
المرأة : أنتما لا تعرفان أين ذرقت ..
رجل 1 ورجل 2 : أين ؟
المرأة : على حاجبي الإله ذي الحاجبين المعقودين ، الموجود في ساحة معبده ..
رجل 1 ورجل 2 : ماذا !
المرأة : وبعدها توجهت لتذرق على حنك الإله ذي الحنك الدقيق ، الموجود في ساحة معبده ..
رجل 1 ورجل 2 : ماذا !
المرأة : وبعدها ادخرت خزينا من الذروق ، لتمطر به أنف الإله ذي الأنف المدبب ، الموجود هو الآخر في ساحة معبده ..
رجل 1: ماذا ! .. إنها حرب عالمية بمعنى الكلمة ..
المرأة : أنتم تذكران ما الذي حصل في المرة السابقة ، حين قال أحد أتباع ذي الشفتين المتهدلتين عن شوارب النصب الخاص ، بعبدة الإله ذي الشوارب المفتولة ، بأن فيها شعر غير منتظم .. قامت حرب استمرت لثلاثة اشهر دون هواده ..
رجل 1 : نعم وحصل الشيء نفسه .. حين مر أحد أتباع الإله ذي الأنف المدبب أمام نصب الإله ذي العضلتين المفتولتين .. وابتسم باستهزاء كما يدّعون .. قامت الحرب ولم تنته إلا بخسائر كبيرة ..
ورجل 2 : هيا لنهرب .. قد لا نصل إلى مكان بعيد قبل أن تقوم الحرب وتحترق مملكة المعابد بأهلها ..
رجل 1 : أنت على حق .. هيا بنا .. ( يخرجان راكضين بسرعة )
المرأة : ( تركض خلفهم ) خذوني معكم .. ( تخرج )
الفصل الثالث
المشهد الأول /
قصر الملك .. قاعة العرش .. يدخل الملك ووزير راحة الملك ..
وزير راحة الملك : سيدي صدقني الأمر كله تحت السيطرة ..
الملك : وأين هي تلك السيطرة التي تتحدث عنها ؟ الوضع في داخل المدينة قد فلت من أيدينا ..
وزير راحة الملك : لا أبداً ، الناس فقط قلقت من الحادث ، وخاف بعضهم ففضل مغادرة المملكة تحسبا لأي مكروه قد يحدث .. وأنت تعرف شعب مملكة المعابد ، الإشاعة تأكل معه وتشرب ..
الملك : هناك تقارير تؤكد خروج مئات الآلاف من سكان المملكة إلى البلدان المجاورة .. !
وزير راحة الملك : أنت تعرف شعب مملكة المعابد مولاي الملك .. يذوبون في البحث عن الراحة ، والسفر مهم للغاية لديهم ، فهو هوايتهم الأولى ، ثم أن هذه الأيام شديدة الحرارة ، سيقضون إجازة في جنان مملكة الجبال المجاورة .. صدقني لقد سافروا للاستجمام وسط الطبيعة ..
الملك : أنت تحاول أن تزين لي الأمور أيها الوزير ، إن الوضع خطير جدا ..
وزير راحة الملك : أنا أحاول أن أتركك في حالة معنوية جيدة ، لكي تعرف كيف تخرج من هذا الأمر ..
الملك : الوضع قد ينفجر في أية لحظة .. عبدة الاله ذي الحاجبين المعقودين لن يسكتوا عن الطيور التي ذرقت على الحاجب المقدس للنصب الكبير .. سيكون ردهم كبيراً بلا شك .. ويجب علينا أن نكون على أهبة الاستعداد للتصدي لأي عمل قد يهدد سلطة المملكة …
وزير راحة الملك : سيدي خذ برأيي واترك نارهم تأكل حطبهم .. فليقتل بعضهم بعضا .. لنتخلص من عبدة الإله ذي الحاجبين المعقودين على يد عبدة الإله ذي العينين الواسعتين ، وقد نكون أكثر حظاً فنتخلص من الجانبين بضربة واحدة ..
الملك : وماذا عن عبدة ذي الحنك الدقيق ، والأنف المدبب ، فهل سيتركون عبدة ذي الشوارب المفتولة دون أن يلقنوهم درساً قاسيا ، فلقد كانت طيور ذو الشوارب المفتولة، في ذلك اليوم متغذية بوجبة كبيرة جدا من أنواع مختلفة من الحبوب ، مما ترك أثرا سيئا على صحتها ، حيث أصابتها جميعا موجة كبيرة من الإسهال الشديد ، الأمر الذي جعل من نصب ذي الحنك الدقيق ونصب ذي الأنف المدبب مثارا للسخرية ، لكثرة الذروق التي أنزلتها الطيور مثل وابل من المطر ..
وزير راحة الملك : وماذا سنفعل في رأيك .. للخروج من هذا الأمر مولاي الملك ؟
الملك : أنا في حيرة من أمري .. الأمر في غاية الخطورة ..
وزير راحة الملك : أرسل في طلب وزير الأمن للتباحث في الأمر ..
الملك : لقد أرسلت في طلبه ، وأنا انتظر وصوله الآن ..
وزير راحة الملك : ( يهمس للملك ) يجب أن تكون شديدا مع وزير الأمن ، واجبه الآن أن يخلص الملك والمملكة من هذه المشكلة الكبيرة ، ونخرج بأقل الخسائر ، يجب أن تضغط عليه أكثر يا مولاي .. ثم إنني أشك بهذا الرجل .. هو الوحيد الذي يعرف كل الأسرار التي تدور في المملكة ، كيف لم يعرف أن طيور الإله ذي الشوارب المفتولة وطيور الإله ذي العينين الواسعتين قد قصدت معابد الإله ذي الحنك الدقيق والإله ذي الأنف المدبب والإله ذي الحاجبين المعقودين ؟ هذا تقصير .. تقصير كبير .. كان يجب أن يقرأ أفكار الطيور .. ويعرف وجهتها ..
( صوت من الخارج ) : وزير الأمن في الباب .. مولاي ..
الملك : ( ينادي ) ليدخل وزير الأمن ..
( يدخل وزير الأمن مسرعا .. ينحني للملك )
الملك : ماذا ورائك أيها الوزير ؟
وزير الأمن : ألأمور تتطور بسرعة .. وكل شيء يتحرك نحو التصعيد ..
الملك : ألازال أبناء مملكة المعابد يغادرونها إلى البلدان المجاورة ؟
وزير الأمن : نعم مولاي .. وبأعداد كبيرة جدا .. إنهم يعرفون عواقب هذا الأمر ، وهم يخافون على حياتهم وحياة أطفالهم وأسرهم ..
الملك : أ يمكن لنا أن نوقف هذه الهجرة ، وبأي ثمن ؟
وزير الأمن : منعهم من المغادرة قد يثيرهم أكثر ، وتحصل أمور نخاف من عقباها .. مولاي ..
الملك : طيب ماذا نفعل ؟
وزير الأمن : دعهم يغادرون ، وسيعودون بعد أن تنتهي هذه المشكلة .
الملك : نحن بحاجة إلى وقت إضافي لنبحث عن حل مناسب ..
وزير الأمن : مولاي الملك .. لازال عبدة الإله ذي الحنك الدقيق يعدون العدة ويجمعون الأنصار لهم من عبدة الألهة المختلفة أمثال عبدة الإله ذي الشفتين المتهدلتين ، وعبدة الإله ذي الساقين المقوستين ، وعبدة الإله ذي العضلتين البارزتين ..
الملك : وما هي أنباء عبدة الإله ذي الأنف المدبب ؟
وزير الأمن : لقد تكفلوا بجمع التبرعات المالية .. هم وعبدة الإله ذي الحاجبين المعقودين .. وشراء السلاح من البلدان المجاورة .. وعقدوا صفقة مع شركات الأمن في بعض البلدان عبر البحر ، لغرض استيراد المرتزقة وبأسعار مغرية جدا .
الملك : وما هو موقف عبدة الإله ذي الشوارب المفتولة وعبدة الإله ذي العينين الواسعتين ؟
وزير الأمن : يفعلون كما يفعل جانب الخصم .. يعقدون التحالفات الداخلية مع عبدة الآلهة الآخرين ، ويشترون الأسلحة ، ويجمعون التبرعات ، وفشلت صفقة عقدوها من أجل شراء ألف وخمسمائة مجندة من جزيرة الحمر ، لظهور نساء عجائز في الصفقة قبل الاستلام والتسليم .
وزير راحة الملك : وما العمل الآن في رأيك مولاي الملك ؟
الملك : والله لا ادري ما لعمل ، الأمر سيء للغاية .. ما الذي تنصح به سيادة وزير الأمن ؟
وزير الأمن : ادعوكم مولاي الملك للأمر بعقد اجتماع طارئ لمجلس شيوخ ووجهاء مملكة المعابد ..
الملك : هؤلاء الأغبياء .. سيزيدون الأمر تعقيدا ، فهم يختلفون بين بعضهم البعض ، ولن يحققوا لنا شيئا ،هم مشكلة بحد ذاتهم .. اتركهم يتمتعون بحصانتهم ورواتبهم المجزية بعيدا عنا .
وزير الأمن : أرى أن تنقل معركة الشارع إلى مجلس شيوخ ووجهاء مملكة المعابد ، لكي يهدأ الشارع مولاي الملك ..
وزير راحة الملك : كلام وزير الأمن منطقي للغاية ، لا يضرك شيء من التجربة مولاي الملك .
الملك : حسنا .. سندعو المجلس ليعقد جلسة طارئة للبحث في الوضع الراهن …
وزير الأمن : سترى أنهم سيقومون بشيء يغير الوضع لصالحنا ..
الملك : سنرى ..
( يخرجون )
المشهد الثاني /
قاعة مجلس شيوخ ووجهاء مملكة المعابد .. تتوزع المدرجات يمين ويسار المسرح .. يجلس عليها شيوخ كبار السن .. تقوم كل مجموعة بالجلوس في جانب من المدرج ، يرتدون زي ذا لون يختلف عن زي المجموعة الأخرى ، البعض يرمق الآخر بنظرات حقد وضغينة .. رئيس المجلس يقف على منصة الخطابة في وسط المسرح ..
رئيس المجلس : بسم الإله العظيم .. نبدأ اجتماعنا في البرلمان .
نائب1 : ( يقف ويرفع كلتا يديه ) اعتراض .. أسجل اعتراضا شديد اللهجة ..
رئيس المجلس : تفضل ما هو اعتراضك ..
نائب1 : ( يقف .. يعدل قيافته ) سيدي الرئيس .. سادتي نواب المجلس .. الاعتراض الذي أسجله هنا في غاية الحساسية ، حيث جاء في استهلال كلمة السيد رئيس المجلس ما يلي – بسم الإله العظيم نبدأ – وهو لفظ فضفاض ، لا يحوي الكثير من التفصيل حول الإله الذي يبدأ باسمه الاجتماع في المجلس ، نريد أن نعرف تفصيلا .. ما هو شكل هذا الإله ؟ ، وما هي هيئته ؟ .. ما هو شكل أنفه ؟ ، هل أنفه مدبب ؟ ، أنف كبير الحجم .. أم أنه أنف دقيق ؟ ونريد أيضا أن نعرف ما هو شكل ذقن الإله ؟ ، وما هو حجم عينيه ؟ ، وكيف تبدو ساقيه ؟ ، وهل لشفتيه وشواربه صفة محددة ؟ ، وكيف تبدو عضلاته ؟ .. خلاصة الاعتراض نريد تفصيلا حول هذا الأمر .. أنتم تعرفوننا نحن أهل مملكة المعابد نبيع أبنائنا من أجل هذه التفصيلات .. ودمتم لخدمة شعب مملكة المعابد المقدس .
رئيس المجلس : شكرا سيادة النائب .. إذن أنا أدعوكم في بداية الأمر للتصويت على ما يلي : .. هل سنأخذ بعين الاعتبار هذا الاعتراض ؟ وهل سنصوت عليه ؟ .. هيا ابدأوا التصويت رجاءا ..
( يرفع نصف الشيوخ أيديهم )
رئيس المجلس: شكرا لكم سادتي .. إذن نسبة التصويت هي ثمانين في المائة لصالح التصويت .. سادتي نصوت الآن على ما يلي : هل ترغبون في التصويت اليوم ؟ أم نؤجل التصويت إلى يوم آخر ؟ .. هيا ابدأوا التصويت رجاءا ..
( يرفع نصف الشيوخ أيديهم )
رئيس المجلس: شكرا لكم سادتي .. إذن نسبة التصويت هي ثمانين في المائة لصالح التصويت اليوم .. سادتي نصوت الآن على ما يلي : .. هل ترغبون في التصويت قبل الفطور في العاشرة صباحا أم بعده ؟ هيا ابدأوا التصويت رجاءا ..
( يرفع نصف الشيوخ أيديهم )
رئيس المجلس: شكرا لكم سادتي .. إذن نسبة التصويت هي ثمانين في المائة لصالح التصويت بعد الفطور .. سادتي نصوت الآن على ما يلي : .. هل ترغبون في التصويت قبل الغداء في الواحدة ظهرا أم بعده ..
( يقاطعه أحد الشيوخ )
نائب 2 : لقد تعبت أيدينا سيدي الرئيس لكثرة التصويت .. ادخل في الموضوع مباشرة ..
رئيس المجلس: شكرا سيدي النائب .. إذن سادتي نصوت الآن على ، هل ترغبون في ..
( يقاطعه نائب 2 )
نائب 2 : ( بشدة ) ادخل في الموضوع مباشرة ..
رئيس المجلس: كما تشاءون سادتي النواب .. في الحقيقة أنا كنت في داري ليلة البارحة .. وأنتم تعرفون ما الذي يفعله المرء في داره ليلا ..
نائب 3 : ما الذي كنت تفعله سيدي الرئيس في دارك ليلا ؟
رئيس المجلس: هل تريد فعلا أن تعرف سيدي النائب ؟
نائب 2 : لا نريد أن نعرف ما تفعل في بيتك ليلا .. ادخل في الموضوع مباشرة ..
رئيس المجلس: هذا خلاف خطير بين نواب يمثلون الشعب .. إذن نصوت الآن .. هل ترغبون في معرفة ما كنت أفعل ليلة البارحة في داري ؟ أم لا ترغبون في معرفة تفاصيل الأمر ؟ .. هيا ابدأوا التصويت رجاءا ..
أصوات متداخلة : نريد أن نعرف .. لا .. لا .. لا نريد أن نعرف .. نعم .. نعم .. لا .. لا ..
نائب 2 : سنغادر القاعة إذا لم تدخل في الموضوع مباشرة .. هيا سيادة الرئيس تكلم ..
رئيس المجلس : حسنا كما ترغبون سادتي النواب .. طبعا أنتم على علم بما جرى من حدث جسيم ، وخطب عظيم ، في مملكة المعابد التسعة والتسعين ، وهو أمر في غاية الخطورة ،مما دفعنا هذا اليوم للاجتماع الطارئ للتباحث في السبل الكفيلة لخروج المملكة من هذه الأزمة الكبيرة .. وبما أنكم تمثلون كل الفسيفساء التي يتكون منها نسيج المجتمع في مملكة المعابد ، فإننا بلا شك سنتوصل إلى تقريب في وجهات النظر ، حول الإشكال الذي وقع قبل يومين في الأماكن المقدسة ، نحن مثال يحتذى فيه للتعايش منذ عشرات السنين ، وشعبنا بكل أطيافه ، والذي يعبد إلها واحدا ، ضرب أعظم الأمثلة في التلاحم والتراحم والتواصل والبذل .. لذا فأنا وباسم الملك المقدس ، أدعوكم للتعقل والتفكر في عواقب الصراعات التي تنشب بين أبناء الشعب الواحد ، إذا لم نتوصل نحن شيوخ ووجهاء المملكة إلى صيغة توافقية .. واستميحكم عذرا للإطالة .. يتفضل الآن النائب عن عبدة الإله ذي الأنف المدبب لإلقاء كلمته ، فليتفضل مشكورا ومحفوفا ببركات الآلهة المقدسة ..
( ينزل رئيس المجلس عن المنصة .. ويصعد النائب 4 )
نائب 4 : سيدي الرئيس .. سادتي النواب .. في سابقة خطيرة ، وضمن هذه الحقبة الحساسة من حياة الأمة ، ابتلي أبناء الإله ذي الأنف المدبب المظلومين ، بالمصائب والمحن والنوائب ، وانزل عليهم الكفرة الفجرة ، من أبناء الأديان الضالة ، والحركات العميلة للبلدان المجاورة ، وابلا من الإهانات المتعمدة والمقصودة ، للنصب الكبير للإله المقدس ذي الأنف المدبب ..
( يقاطعه نائب 5 من مكانه واقفا )
نائب 5 : اعتراض .. هذا قذف متعمد .. واتهام بالخيانة لأبناء الإله ذي الشوارب المفتولة ..
نائب 6 : ( يقف في مكانه ) نحن أبناء الإله ذي العينين الواسعتين لم نتعمد إرسال الطيور إليكم ، وليس لدينا فكرة مسبقة عن وجهة الطيور ، ولا عن نيتها ..
نائب 5 : ( يخاطب نائب 6 ) هل تعني إننا نعلم بنية الطيور ووجهتها .. أنت تقصد الإساءة .. اسحب كلامك ، أو صحح التعبير اللغوي ، نحن مثلكم لا نعرف ما يدور في عقول الطيور .. إنها مجرد طيور تعيش في معبدنا ، نطعمها ونبني لها الأعشاش ، ونعتني بها في الشتاء القارص ..
نائب 6 : أنا لا أعرف عنكم شيئاً ، كنت أتحدث عن أخوتي عبدة الإله ذي العينين الواسعتين …
رئيس المجلس : سادتي ألا توافقونني الرأي ، أنها مجرد طيور مسكينة ، لا تفرق بين المعابد والنّصب ، ولا بين المنازل أو القصور ..
نائب 4 : نحن لدينا أدلة قطعية .. بأن الجانب الخصم قد تعمد إطعام الطيور وإرسالها إلى معابدنا المقدسة .. وهناك بعض الأشخاص الذين نثق بهم جدا ، أكدوا لنا ذلك ..
نائب 7 : (من مكانه واقفا ) نحن أبناء الإله ذي الحنك الدقيق نطالب بقتل رجل عن كل طير حلق فوق معبدنا المقدس ، وأهان نصب إلهنا العظيم .. وأطالب بتعويضات مجزية عن كل ذرق أصاب نصبنا ، وما لحق النصب من أضرار جراء الذروق التي تتكون من مواد كيماوية ، تم تحليلها في أكثر المختبرات تقدما ، ومعرفة فعاليتها في التآكل الذي سيلحق بتلك النصب المقدسة أشد الأضرار ..
نائب 4 : وأنا أضم صوتي لسيدي النائب ، في هذه المطاليب التي لن نتنازل عنها ، وإلا سنحرق مملكة المعابد بمن فيها ، وسنهدم معابدهم ونسبي نسائهم ونستعبد أطفالهم .. نصبنا تذرق عليها طيورهم ، ونصبهم لا تذرق عليها طيورنا .. كيف يحدث هذا !
نائب 7 : نعم .. نصبنا تذرق عليها طيورهم ، ونصبهم لا تذرق عليها طيورنا .. كيف يحدث هذا ! في اقل تقدير .. لاستحواذ رضانا ، وتحقيق السلام المطلوب .. نطالب نحن أبناء الإله ذي الحنك الدقيق ، بأن تقوم طيورنا .. نعم طيورنا بالذرق على نصب آلهة الخصم ، وبنفس الكمية والحجم للذروق التي أصابت نصبنا المقدسة ..
نائب 4 : وأنا أضم صوتي لسيدي النائب ..
رئيس المجلس : ولكن كيف نفعل ذلك ؟ .. كيف نقنع طيورا غبية بالذرق بكميات محددة ، وفي مكان نحن نحدده لها .. ؟ كيف نفهم هذه الطيور ذلك ..؟
نائب 7 : لا ندري .. أنتم تجدون الطريقة المناسبة لإقناع الطيور كي تذرق على نصب الخصم ..
نائب 6 : ولكنها طيور ! .. ونحن لا نفهم لغة الطيور .. ولا نعرف كيف نتفاهم معها !
نائب 4 : هذا هو شرطنا الأخير .. طيورنا تذرق على النصب التي في معابدهم ..
نائب 7 : نعم .. طيورنا تذرق على نصبهم ..
( يخرج النواب 7 و4 ويخرج معهم مجموعة اخرى .. ثم يخرج باقي النواب )
رئيس المجلس : ( لوحده ) نحن في مملكة المعابد التسعة والتسعين ، لا نستطيع أن نقنع بني أدم بشيء يخالف ما يدور في رأسه ، كيف سنقنع طيور المعابد بالتفضل ، للقيام برضى خاطر ، بالذرق على النصب والمعابد التي نحددها لها ! لم يكن الأمر هينا مع أهل المملكة دائما ، فكيف سيكون هينا مع طيور المملكة .. ( يخرج )
المشهد الثالث /
قصر الملك .. وزير الأمن يدور في قاعة العرش بمفرده ..
وزير الأمن : ( يحدث نفسه ) هو طير .. مجرد طير .. لا يملك مخاً .. ولا نعرف لغته لنتحدث معه ، وامن مملكة المعابد مرتبط بهذا الطير .. وعلينا أن نجعله يذرق على النصب ، لكي يتحقق أمن ألمملكة ، هذا يعني أن أمن المملكة مرتبط بذرقة طير .. ( بانفعال وبصوت عالي ) ولكن كيف نقنعه بذلك ، منذ أسبوع كامل ونحن نحاول بشتى الطرق أن نجعل الطيور تذرق على النصب الموجود في معبد الإله ذي العينين الواسعتين ، والنصب الموجود في معبد الإله ذي الشوارب المفتولة .. ولكن لا جدوى كل المحاولات باءت بالفشل .. ( يعود ليحدث نفسه بهمس ) هو طير .. مجرد طير ….
( يدخل الملك ووزير راحة الملك )
وزير الأمن : ( ينحني ) مولاي الملك ..
الملك : ماذا لديك .. هل نجحتم في إقناع الطيور بالذرق على النصب ؟
وزير الأمن : باءت كل المحاولات بالفشل مولاي .. لا تريد الطيور أن تذرق على النصب ، تريد فقط أن تذرق في المكان الذي تحب أن تذرق فيه ..
الملك : ماذا تعني أنها تذرق في المكان الذي تحب أن تذرق فيه !
وزير الأمن : هذا ما حصل مولاي ، استخدمنا كل أساليب الإقناع ، والسياسة بكل سبلها السلمية .. وحين لم ينفعنا ذلك ، صرنا إلى استخدام شيء من القوة والعنف ، ولكن استجابة الطيور كانت سلبية أيضا .. إنها لا تنصاع إلى ما نريد مولاي ..
الملك : هذه أوامر ملكية ، ولا تريد هذه الطيور أن تنصاع إلى الملك .. هل تريد أن تحصل كارثة في المملكة ؟
وزير الأمن : إنها مجرد طيور ولا تلتزم بما نلتزم به تجاه قداسة الملك .
الملك : أنا لا أعرف كيف يمكنك أن تقوم بالسيطرة على طول البلاد وعرضها ، ولا تستطيع أن تسيطر على مجموعة من الطيور السخيفة .. قم بوضعهن بأقفاص قرب النصب واتركها هناك ليوم او يومين ، وستذرق حتما على شوارب الإله ذي الشوارب المفتولة ..
وزير الأمن : لم يفتني أن أعمل بنفس ما فكرت به مولاي .. ولكن طيور المعابد إذا وضعت في الأقفاص لا ترضى أن تأكل ، وبالتالي فلا تستطيع أن تذرق .. وكادت تموت جميعها في الأقفاص .
الملك : احملوا النصب المطلوبة إلى حيث تعيش لتذرق عليها ..
وزير الأمن : فعلنا ذلك .. وصارت تحلق فوق النصب ، ولكنها تذرق بعيدا .. لقد قدمنا لها كل مغريات الطعام والحبوب .. ولكن هذه الطيور اللعينة ، لا تريد أن تذرق على النصب ..
الملك : فكيف إذن ذرقت على النصب في المرة السابقة .. ؟
وزير الأمن : سألتها يا مولاي .. صدقني .. سألتها فأجابتني .. ولكني لا أعرف لغة الطيور ..
وزير راحة الملك : ابحثوا عن شخص يعرف لغة الطيور ..
وزير الأمن : سيدي الوزير .. لا يوجد شخص على وجه الأرض يعرف لغة الطيور .. إنها طيور .. مجرد طيور ..
الملك : وماذا يقترح وزير الأمن للخروج من هذا المأزق ؟
وزير الأمن : لدي اقتراح سيخلص المملكة من كل هذه المشاكل والى الأبد .
الملك : تكلم ما هو الاقتراح سيادة الوزير ؟
وزير راحة الملك : ماذا تقترح سيدي ؟
وزير الأمن : بحثت عن مشعوذ يعرف نوعا من أنواع السموم التي تقتل كل الطيور ، ولا تقتل البشر ، نضع السم في الحبوب التي تتناولها الطيور ، وسيموت بعد ثلاثة أيام كل طير في ارض مملكة المعابد ، صغيرها وكبيرها ، المقدس منها والحقير ، الجميل والقبيح .. وهكذا سنتخلص من هذه المشكلة إلى الأبد .
وزير راحة الملك : وكيف ستصبح مملكة المعابد بلا طيور ؟
وزير الأمن : الطيور تموت أفضل من أن يموت البشر ، بحرب وشيكة أشعلت شرارتها الطيور الغبية .
الملك : ومتى سيكون الأمر قيد التنفيذ ؟
وزير الأمن : في غضون يومين ، ستكون كميات السم المطلوبة متوفرة بين أيدينا ، وسنسمم كل الحبوب في ظرف يوم واحد .
الملك : تذكر أن المهلة بين الجهات المتحاربة ستنتهي بعد خمسة أيام في أبعد الحدود .
وزير الأمن : أنا أنتظر مباركتكم للخلاص من هذه الطيور اللعينة .
الملك : انطلق فورا سيادة الوزير للتنفيذ بأقصى سرعة ..
( يخرجون )
المشهد الأخير /
بعد خمسة أيام
قصر الملك .. قاعة العرش .. الملك ووزير راحة الملك ..
يدخل وزير الأمن مسرعا ..
وزير الأمن : مولاي الملك .. مولاي الملك ( ينحني له )
وزير راحة الملك : ما ورائك سيدي الوزير ؟ هل نجحت الخطة ؟ .. هل تخلصنا من الطيور الغبية ؟
وزير الأمن : مولاي الملك .. هل تناولت طعامك هذا اليوم ؟
الملك : لا لم أتناول شيئا .. ومن له شهية مفتوحة وسط هذا الصراع المرير مع الطيور… ولكن لماذا تسألني ؟
وزير الأمن : لقد مات قبل دقائق بعض المسئولين ، بعد أن تناولوا أطعمة تحوي على الحبوب ، ومات معهم جموع كبيرة من الناس .. وهم الآن يتساقطون في الشوارع والأزقة والمدن .. على طول نهر الفرات .. الناس لا تستطيع ان تأكل شيئا تخاف من السم .. إنهم جياع ..
وزير راحة الملك : كيف مات الناس ؟
الملك : ما لذي حصل .. لماذا يموت الناس ؟ كيف مات المسئولين ؟ والطيور .. هل ماتت الطيور ؟
وزير الأمن : لا لم يمت طير واحد مولاي الملك .
وزير راحة الملك: اشرح لنا الأمر سيدي الوزير ..
وزير الأمن : لقد صار هناك خطأ في تركيبة السم .. فأصبح السم يقتل البشر .. ولا يقتل الطيور ..
الملك : خطأ !! وكيف تسمح بذلك سيادة الوزير .. اعدم هذا المشعوذ فورا في الساحة الكبرى..
وزير الأمن : لا حاجة لذلك مولاي .. لأنه هو الآخر قد تناول طعامه ..
الملك : ( وقد تنبه إلى شيء ).. هل يعني هذا أنني سأموت جوعا ؟
وزير الأمن : نعم مولاي الملك .. أنت وكل من تبقى من أهل مملكة المعابد .. فكل المحاصيل سممت .. لقتل الطيور .. ولكن الطيور لم تتسمم ..
الملك : خيانة .. خيانة .. هذه خيانة .. وأنت من دبرها يا وزير الأمن ..
وزير الأمن : أنا .. اقسم لك مولاي أنني لم اعرف أن ذلك سيحدث ..
( يدخل الحاجب مسرعا )
الحاجب : ( ينحني ) مولاي الملك ..
الملك : ما وراءك ؟
الحاجب : الطيور يا مولاي ..
الملك : ما بها .. هل ماتت الطيور ؟
الحاجب : إنها تحلق فوق القصر مولاي .. و ..
الملك : وماذا أيها الحاجب ؟
الحاجب : لقد بدأت بالذرق على القصر مولاي الملك ..
الملك : ( ينفجر غاضبا ) ابعدوا هذه الطيور اللعينة عن قصري ..
الحاجب : الطيور غاضبة جدا .. يجب أن تجد حلا مولاي الملك ..
الملك : وماذا سنفعل يا وزير الأمن ؟
وزير الأمن : أظن أنها ترغب في إيصال شيء معين لك ..
الملك : ماذا تقول ! أ جننت أيها الوزير ؟
وزير راحة الملك : أنها مجرد طيور غبية سيدي الوزير ..
وزير الأمن : أنا أظن أن هذه الطيور لا تتصرف بهذا الشكل إلا لغاية ما ..
الملك : وما هي هذه الغاية سيادة الوزير ..
وزير الأمن : عذرا مولاي .. ولكنني اعتقد أنها تريد مقابلتك ..
الملك : مقابلتي !! مقابلتي بخصوص ماذا ؟
وزير الأمن : بخصوص فتوى أكل طيور المعابد مولاي الملك ..
الملك : أنت مجنون فعلا سيادة الوزير ..
وزير الأمن : أرى أن تقابل الطيور جلالة الملك ..
الملك : وكيف أقابل مئات الألوف من الطيور الآن ؟
وزير الأمن : أخرج لها .. مولاي ..
الملك : أنا أخرج لها .. هل جننت ؟ .. ( بعد لحظة ) حسنا .. حسنا سأخرج لها ، وابصق عليها في الخارج .. سألقنها درسا قاسيا ..
( يخرج الملك ووزير راحة الملك والحاجب )
وزير الأمن : هذه الطيور تفكر في شيء ما .. وادفع كل عمري لكي أعرف بأي شيء تفكر هذه الطيور ..
( صوت الملك من الخارج )
الملك : الحقوني .. أين وزير الأمن .. أين الحرس الملكي .. الحقوني .. النجدة ..
وزير راحة الملك : النجدة .. النجدة .. سأموت .. النجدة ..
( يدخل الحاجب مسرعا )
وزير الأمن : ما الذي حصل أيها الحاجب ؟
الحاجب : الطيور سيدي الوزير .. الطيور ..
وزير الأمن : ماذا فعلت الطيور ..
الحاجب : لقد ذرقت على الملك وعلى وزير راحة الملك حتى أغرقتهم .. ثم حلقت بعيدا .. بعيدا خارج مملكة المعابد ..
ستار
الناصرية
12/5/2008
التعليقات (0)