الصياد رجل في منتصف الأربعين من العمر ..
بيده شبكة كبيرة .. يحاول أن ينظمها ..
الصياد : هذه شبكتي أصبحت قديمة .. وممزقة .. لا احسب أنها ستصيد شيئا بعد الآن ..
الصياد يأخذ طرف الشبكة الثاني .. يحاول أن يصلحه ..
الصياد : هذا الجزء منها .. أسوء جزء في هذه الشبكة .. لقد مللت من ترقيعها ..
لن تصيد شيئا لصغاري وأمهم .. كيف سأطعمهم بلا أن أصيد سمكة يتغذون
بها .. كيف سأرجع لهم .. ؟
الصياد يحاول أن يصلح من شأن الشبكة .. ويمسكها بإصرار ..
الصياد : مع ذلك فإنني سأحاول .. ليس لدي شبكة أخرى .. إنها كل ما ورثته من أبي ..
ولكنها شبكة رافقتنا ثلاث أجيال .. كيف تصمد .. !
الصياد يضم الشبكة إلى صدره ..
الصياد : لم تخذل أبي يوما كانت تهبه سمكة في كل يوم .. ( يحدق في الشبكة ) لكن
المسكينة أصبحت اليوم قديمة جدا .. كيف ستقاوم هذا الماء الهادر .. كيف ؟
لقد قامت بكل ما تستطيع .. قامت بدورها .. يجب أن ينتهي دورها يوما ما ..
الصياد ينهض من مكانه .. يتقدم إلى مقدمة المسرح ..
الصياد : إذا استطاعت شبكتي هذا اليوم أن تصطاد ثلاث سمكات .. وكانت هذه
الأسماك كبيرة بما يكفي .. سأطعم صغاري وأمهم سمكة واحدة .. وسأبيع
السمكتين الكبيرتين بمبلغ جيد .. كي أشتري شبكة جديدة ..
يرجع الصياد إلى الشبكة .. ويرفعها ويتحدث معها ..
الصياد : أيتها الشبكة العزيزة .. أرجوك أن لا تخذليني هذه المرة .. أريدك أن تقفي
إلى جانبي .. أريد منك أن تصطادي لي أكثر ما لديك .. يا شبكتي العجوز
أريد لك أن ترتاحي من العناء ، لقد تعبنا .. أنا وأنت .. أتوسل إليك .. ثلاث
سمكات .. ثلاث سمكات فقط .. ولا تنسي أن تكون كبيرة .. ومن النوع
الذي يكون سعره مرتفع .. أتوسل إليك .. هيا ..
الصياد يقوم بفرش الشبكة بين يديه ، مستعدا لكي يلقيها .. يحركها نحو الأعلى ..
الصياد : يا شبكتي العجوز .. ابذلي كل جهدك .. هيا .. اسبحي باتجاه الأعماق ..
الصياد يلقي الشبكة إلى الأمام بكل قوة .. الشبكة تنتشر في مقدمة المسرح ..
الصياد : هيا .. تمددي .. تمددي على وجه الماء .. هيا .. واسبحي الآن إلى هناك حيث
تلعب الأسماك .. بمختلف أحجامها .. وأشكالها .. واختاري لي ثلاثة منها
لا أطلب أكثر من ثلاثة .. احمليها لي إلى هنا .. هيا يا شبكتي الغالية ..
الصياد يحاول تحريك الشبكة ..
الصياد : ابحثي يمينا وشمالا .. التقطي لي أسماكي الثلاثة .. هيا ..
الصياد يحرك شبكته يمينا وشمالا ..
الصياد : مرّي بين الأسماك .. ومدي خيوطك باتجاهها .. لا تتركيها تنفر منك بعيدا
.. تحركي كالأفعى .. منسابة بهدوء الغدر .. فاجئيها وانقضي عليها ..
غني لها أغنية الذئب العجوز .. وما إن تقترب منك .. حتى تلتهميها
بين خيوطك المفترسة .. تحركي .. هيا .. خوضي معركتك الأخيرة ..
اجعليها الحاسمة ، والخالدة .. هيا يا عجوزي الرائعة ..
الصياد يحرك الشبكة .. يشعر بشيء يسحبه !
الصياد : ها .. هناك شيء علق في الشبكة .. نعم شيء فيها .. شيء كبير ..
لقد فعلتها شبكتي العجوز .. لقد أمسكت بشيء كبير .. نعم ..
سيكون ثمنه مرتفعا .. ربما ثلاثة أو خمسة قطع .. لا قد يكون خمسين
، بل ربما خمسمائة .. آه .. لا اصدق نفسي .. هيا ..
الصياد يبدأ بسحب الشبكة بقوة ..
الصياد : تعالي يا عزيزتي .. تعالي إلى اليابسة .. هيا ..
يسحب الصياد الشبكة ..
الصياد : نعم .. تعالي .. أين هديتك لي .. أين هي ؟
فجأة يصاب بالصدمة ..
الصياد : ( بذهول ) هذا هو صيدك الكبير.. !
يستخرج الصياد من الشبكة بسطال كبير لجندي ..
الصياد : بسطال .. بسطال من بساطيل الجنود .. !
يسحب الشبكة ..
الصياد : بسطال آخر ..
يسحب الشبكة ..
الصياد : بسطال آخر ..
يسحب الشبكة …
الصياد : بسطال آخر .. وآخر .. وآخر .. وآخر .. ………
ستار
دينيزلي / تركيا
26/ 4 / 2011
التعليقات (0)