مائدة طويلة جداً.. تتوسط المسرح.. تمتد من يمين المسرح... حتى شماله.. عند رأس المائدة تجلس الزوجة.. ( بدينة.. متجهمة.. تفترس الطعام ) أمامها على المائدة، عشرون طبقاً.. يقف حول الزوجة أربعة من الخدم والطهاة.. عند رأس المائدة الآخر.. يجلس الزوج.. رجل نحيل جداً.. ورث جداً... ووحيد جداً... ليس أمامه على المائدة.. سوى طبق واحد صغير للغاية.. ( فرغ الزوج من الطعام.. وضع يديه على المائدة.. طأطأ رأسه ) ( منظر أول) الزوجة : ( تلتهم بشراهة ) لماذا توقفت.. عن تناول الطعام ؟ الزوج : طبقي... ؟ الزوجة : ( دون أن تأبه ) ماذا عن طبقك ؟ الزوج : طبقي واحد.. واحد فقط.. يا عزيزتي.. الزوجة : معدتك... يا عزيزي ؟ الزوج : ماذا عن معدتي ؟ الزوجة : معدتك صغيرة .. يكفيها طبق واحد.. واحد فقط. الزوج : ( متردداً ) ولكنها .. قد تتسع.. ( مضطرباً) أعني معدتي .. معدتي قد تتسع.. حين ترفعين استحقاقي من الأطباق.. من طبق واحد.. إلى طبقين... الزوجة ترمق الزوج بنظرة حادة... يرتجف الزوج.. يطأ طأ رأسه.. خادم1 : ( يفتح قائمة طويلة كانت لديه ) حسابات إدارة المنزل.. تؤكد: دمار حقيقي وفعال لكل أسس.. وأركان الميزانية المالية... خصوصاً... إذا تحول هذا الطبق والذي يكلفالميزانية الكثير.. إلى طبقين... خادم2 : ( يفتح قائمة طويلة كانت لديه ) حسابات طبيب المنزل.. تؤكد: ضرورة ملحة للحفاظ.. على الرشاقة البدنية.. وعدم التفريط بنظام الطبق الواحد الغذائي.. المعمول به.. خادم3 : ( يفتح قائمة طويلة كانت لديه ) حسابات أستاذ العائلة.. تؤكد: حكمتها الخالدة.. إن.. ( المعدة بيت الداء ) خادم4 : ( يفتح قائمة كانت لديه ) حسابات حارس الأمن.. تؤكد: عدم السماح بالتفريط أبداً.. بالمبدأ الأمني.. القائل: ( كلبك يسير خلفك إذا جاع ) ( منظر ثان) الزوجة : ( دون أن تنظر صوب الزوج ) هل تراك حمدت.. على نعمة الطبق؟ الزوج : ( مستسلماً ) أحمد... اللــــ.... خادم1 يقاطع الزوج يغلق فم الزوج.. خادم1 : إحمد... إدارة المنزل.. لطهيها ما في طبقك.. خادم2يفتش شعر رأس الزوج... خادم2 : إحمد... طبيب المنزل.. الذي يراقب.. سلامة طبقك.. من الفيروسات.. والميكروبات.. والمواد الضارة بصحتك... خادم3يفتش في كفي الزوج... خادم3 : إحمد... أستاذ العائلة... لحكمته.. التي خدمت.. وجود طبقك... خادم4يبصق في طبق الزوج... خادم4 : إحمد... حارس الأمن.. ورقابته.. على أحوال طبقك.. الزوج : ( يصف يديه )... ( يضع يديه حذو ذقنه )... ( يحمد....) الحمد لإدارة المنزل... لطهيها ما في طبقي.. والحمد لطبيب المنزل.. الذييراقب ما في طبقي.. والحمد لأستاذ العائلة.. لحكمته التي خدمت وجود طبقي.. والحمد لحارس أمن المنزل.. لرقابته على أحوال طبقي.. والحمد لمعدتي... لصبرها.. على حال طبقي... ( منظر ثالث ) احمرتعينيها.. فغرت فاهها.. صكت أضراسها.. الزوجة في غاية الغضب... الزوجة : أتتذمر... أتتذمر مما أنت فيه ؟ الزوج : ( مرتجفاً ) قد أموت.. يا عزيزتي.. إذا بقي طبقي على هذا الحال... خادم1 : ( يفتح قائمته الطويلة ) حسابات إدارة المنزل.. تؤكد: انتعاش ميزانية المنزل.. بفقدانأحد أفراد العائلة. خادم2 : ( يفتح قائمته الطويلة ) حسابات طبيب المنزل.. تؤكد: قلة احتمال الإصابة بالعدوى.. بفقدان أحد أفراد العائلة. خادم3 : ( يفتح قائمته الطويلة ) حسابات أستاذ العائلة.. تؤكد: إذا قذف أحد أكياس الرمل.. منالمنطاد.. ارتفع عالياً. خادم4 : ( يفتح قائمته الطويلة) حسابات حارس الأمن.. تؤكد: المرء بلا كلب.. أكثرأمناً.. من كلب قد يعضك.. ( منظر رابع ) بدايةثورته.. بداية غضبه.. بداية التحول.. الزوج ثائراً.. الزوج : ولكنني رب هذه الأسرة... وأهم أركانها... الزوجةفي غاية الهدوء.. تأكل بشراهة.. لا تنظر جهة الزوج مطلقاً.. الخدم.. كل الخدم.. يتوجهون نحو الزوج.. يحيطون به من كل صوب.. خادم1 : ( يرفع الطبق.. من أمام الزوج.. ) خادم2 : ( يفتح فم الزوج.. ويلقي فيه حبة مهدئةللأعصاب.. ) خادم3 : ( يشد الزوج من شعره... يصرخ في وجهه..) الغضب يفقد المرء.. وقاره.. خادم4 : ( يشد على عنق الزوج بقوة يصرخ في وجهه ) وقد يفقده... حياته.. الزوجة : أين.. أطباق الحلوى؟ الناصرية 6/9/2002م
مواضيع اليوم
التعليقات (0)