مواضيع اليوم

مسرحية بروفه مفخخة - عمار نعمه جابر

مسرحية بروفة مفخخة

ع

المكان / قاعة عرض مسرحي ..

 ( يدخل مدير المسرح .. إلى المسرح .. مع مجموعة من الممثلين والفنيين ..

الممثلون والفنيون يحاولون إصلاح الماكياج .. ترتيب الملابس .. ومراجعة الإكسسوارات ، ضمن حركة دءوب ، وبشكل يملئ المسرح بالحركة وتداخل الأصوات )

مدير المسرح     : ( ينادي في منتصف المسرح ) سيبدأ العرض .. سيبدأ العرض ..

ممثل 1            : نصف ساعة فقط ..

ممثل 2           : لم يتبق شيء .. كل شيء جاهز للعرض ..

ممثل 1          : العرض بعد نصف ساعة فقط ..

مدير المسرح   : ( يتحرك ) نعم سيبدأ العرض .. هل  الجميع مستعد  ؟

ممثل 2         : نعم سيدي مدير المسرح .. الجميع مستعد ..

مدير المسرح  : أين السيد المخرج ؟ .. لماذا تأخر كل هذا الوقت عن موعد العرض ؟

ممثل 1         : لم يحضر السيد المخرج إلى القاعة بعد .. لقد تأخر كثيرا .. !

مدير المسرح  : ( يخاطب ممثل 1 ) أرجوك ..  أنت اعتني بدورك وبأزيائك .. لا تشغل نفسك بحضور المخرج .. سيكون كل شيء على ما يرام ..

ممثل 1         : أنت سألتني .. وأنا أجبتك فقط .. سيدي مدير المسرح ..

مدير المسرح  : أنا فقط أريد أن أتأكد من حضوره ..

ممثل 1          : ( يتحرك .. وهو يتكلم مع الجميع ) نصف ساعة فقط ويبدأ العرض .. المهم أن لا يشتت تركيزنا احد .. حتى لو كان السيد المخرج نفسه ..

ممثل2           : هل رأى أحدكم غطاء الرأس الذي يخصني ؟

مدير الأزياء:  لقد رأيتها هناك في غرفة الماكياج اذهب واحضرها .. أسرع ..

ممثل 2          : حسنا .. ( يخرج ممثل 2 )

ممثل 1          : نعم لم يتبق سوى نصف ساعة ,, أسرع .. أسرع ..

مدير المسرح  : قلت لك أن تهتم بأمورك .. لا تجعل شيء يشغلك .. هل فهمت ؟

ممثل 1         : أنا .. أنا هنا .. أردت أن اذكّره فقط  .. اذكّره فقط .. يا سيدي ..

مدير المسرح : لا تنقل عدواك للآخرين ..  هل تفهم ؟ .. إذا كنت قلقا بشأن العرض فلا تؤثر على زملائك .. هل هذا واضح .. ؟

ممثل 1        : نعم سيدي واضح .. ولكن أقسم لك إنني لست متوترا ..

مدير المسرح : إذا ما لذي أصابك ؟ لم تكرر هذه النصف ساعة .. ها .. ؟

ممثل 1        : لا ادري يا سيدي .. ولكن ..  اليوم يراودني شعور غريب تجاه هذا العرض ..

مدير المسرح : أي نوع من المشاعر تعني ؟

ممثل 1        : لا اعرف .. لكن لا أشعر أنه سيكون ..( يتردد )

مدير المسرح : سيكون ماذا .. تكلم ؟

ممثل 1         : ( يتحرك مبتعدا ) لا ادري .. لا ادري .. لا عليك لا تهتم يا سيدي  .. اترك هذا الأمر .. لا تشغل نفسك ..

مدير المسرح : ( يتحرك ) أين الممثلة الأولى .. لا أراها .. أين هي ؟

ممثل 3         : سيدي لا زالت الممثلة الأولى ترتدي أزياءها في غرفتها ..

مدير المسرح : ( يكلم أحد الممثلات ) هيه .. أنت .. اذهبي وساعدي الممثلة الأولى في ارتداء الزى المسرحي  .. وقولي لها …. ( يقاطعه ممثل 1 )

ممثل 1        : ( يتحدث من مكانه ) قولي لها أن الوقت بدأ ينفذ .. لم يتبق سوى نصف ساعة .

مدير المسرح : ( يقول مازحا ) نصف ساعة وسيبدأ العرض .. ( يضحك  الجميع )

مدير المسرح : ( يتحرك ) حسنا .. هل منفذ الإضاءة .. ومنفذ الموسيقى .. ومسؤول الصالة .. متواجدون في أماكنهم ؟

ممثل 1         : نعم يا سيدي .. منذ نصف ساعة .. ( يضحك الجميع )

مدير المسرح : ( يتكلم مع الجميع ) لا أريدكم أبدا أن تفقدوا روح الإبداع .. ولا روح التفاؤل بالتألق في هذه الليلة .. أنا على يقين أنكم ستسجلون عرضا مهما .. الليلة لدي شعور يعاكس صاحبنا .. ( يشير بيده إلى ممثل 1 ) أنا أشعر أنكم ستكونون مشرقين ووضاءين حد الإبهار .. أتمنى لكم كل النجاح والتوفيق ..

ممثل 1         : سيدي هل تسمح لي بسؤال .. ؟ توضيح منك فقط ..

مدير المسرح :  لا أعرف ما لذي أصابك اليوم .. أنت من  أفضل الممثلين في الفرقة .. أنت من أفضل الممثلين الذين عملوا معنا .. لم أرك على مثل هذه الحالة أبدا ..

ممثل 1        : حتى أنا ما عدت افهم ، لماذا يحصل لي هذا.. لا اعرف ..

مدير المسرح : سل .. ماذا يدور في رأسك ؟

ممثل 1       : هل يبدو لك هذا الأمر طبيعيا .. !! ( يشير إلى الصالة )

مدير المسرح : أي أمر تعني ؟!

ممثل 1         : لم يبق سوى نصف ساعة على العرض … و .. ( يقاطعه مدير المسرح )

مدير المسرح : النصف ساعة .. مرة أخرى ..

ممثل 1       : لا .. لا تتسرع في الحكم علي سيدي .. أنا فقط أسأل .. هل يبدو لك أمر الجمهور طبيعيا ؟ لم يبق سوى نصف ساعة على العرض .. ولم يدخل  أحد هذه القاعة كي يشاهد عرضنا المسرحي ؟!

مدير المسرح : أنا اتفق معك .. أنه في هذا اليوم ، وفي هذا العرض .. تحدث أمور غريبة ..

ممثل 1        :  إذن لقد بدأ ينتابك نفس شعوري ..

مدير المسرح : ربما تكون على حق .. لم يحضر الجمهور .. ولا المخرج .. لم يفعلها المخرج منذ أن عملنا سوية في هذه الفرقة قبل سنوات .. وانظر لم يتبق سوى نصف ساعة على العرض ..      ( يضحك الجميع )

( تدخل ممثلة 1 وممثلة 2 )

ممثلة 1      : أنا جاهزة يا سيدي .. ( تستعرض فستانها بحركة دائرية )

ممثلة 2      : وأنا أيضا .. ( تقوم بنفس حركة ممثلة 1 )

مدير المسرح : ( وهو يتفحص الزي للممثلتين ) حسنا .. حاولي فقط أن ترتبي كم الفستان من هناك .. يبدو كبيرا ..  ( يشير بيده ) نعم .. من هناك ..

ممثلة 1        : حسنا . سأفعل .. ( تبدأ بترتيب الكم )

( يدخل مسؤول الصالة .. يتحدث مع مدير المسرح )

مسؤول الصالة : سيدي ..

مدير المسرح : ماذا .. هل عندك شيء ؟

مسؤول الصالة : نعم سيدي ..

مدير المسرح : قل .. ما هو ..

مسؤول الصالة : لقد بدأ الجمهور بالوصول .. وصلت أول عائلة .. أب وأم وطفلة لهم في حدود الثامنة من العمر ..

مدير المسرح   : دعهم يجلسون في صالة الانتظار ، ريثما ننتهي من اللمسات الأخيرة في الديكور ونغلق الستار .

مسؤول الصالة :  حسنا سيدي مدير المسرح .. ( يخرج )

مدير المسرح : ( ينادي للجميع ) لقد بدأ الجمهور بالوصول … استعدوا .. أريدكم أن تكونوا هذا اليوم في أوج عطائكم .. نريد جميعا أن تكون ليلة متميزة ..

ممثل 2        : لا تقلق سيدي .. كل شيء سيكون على ما يرام ..

ممثل 1        : نعم .. لا تقلق ..

مدير المسرح : أكثر ما يقلقني في هذه الليلة هو أنت ..

ممثل 1        : أنا .. أنا يا سيدي ..؟

مدير المسرح : نعم أنت .. قلقك أصابني بالعدوى .. لقد بدأت أقلق أنا الآخر ..

ممثل 1       : لقد وصل الجمهور .. ما فضل سوى السيد المخرج .. 

مدير المسرح : أتمنى أنك تقول ذلك من دواخلك .. لا من لسانك لتطمئن عليّ .

( مدير المسرح يحاول أن يغير الموضوع )

مدير المسرح : ( يتحدث إلى ممثل 3 ) أخبر مسؤول الصالة بأن يقوم بتقديم القهوة للعائلة التي حضرت للعرض ، وعلى شرف الفرقة .. واجعله يؤكد لهم بأن العرض لم يتبق له سوى نصف ساعة .. ويبدأ العرض .. ( يضحك الجميع )

ممثلة 1        : لقد أصلحت كم البدلة .. والآن .. هل كل شيء على ما يرام .. ؟

مدير المسرح : ( يدقق النظر ) نعم .. هذا مناسب تماما .. أنا أنتظر منك الكثير هذه الليلة .. يا عزيزتي ..

ممثلة 1       : سأبذل كل جهدي .. أعدك سيدي بذلك ..

مدير المسرح : أنت الممثلة الأولى في الفرقة .. وكنت متألقة على الدوام ..

ممثلة 1       : سأكون عند حسن ظنك سيدي ..

مدير المسرح : أنا أثق بكل ما تقولين .. اذهبي واسترخي قبل بداية العرض ..

ممثلة 1      : شكرا لك ( تخرج ممثلة 1 )

( تدخل إلى المسرح طفلة في الثامنة من العمر .. تنظر إلى الممثلين .. تتحرك بينهم )

( ممثل 1 يلتفت إلى وجود هذه الطفلة .. فيتقدم نحوها )

ممثل 1         : ( مع الطفلة ) من أنت ؟ كيف دخلت إلى هنا أيتها الصغيرة .. ؟

الطفلة          : أنا .. أنا ..

مدير المسرح :  ( يسمع الطفلة يلتفت لها ) من أنت ؟ كيف دخلت إلى هنا .. أين مدير الصالة ؟

ممثل 1        : إنها لا تفعل شيئا .. فقط تنظر إلى الممثلين ..

مدير المسرح : أهلها في الخارج قد يقلقون لغيابها ..

الطفلة         : لقد قلت لهم أنني في الصالة .. يا سيدي ..

ممثل 1      : حسنا يا صغيرتي يمكنك البقاء هنا ..

مدير المسرح : لكن لا تغيبين عن اهلك طويلا يا صغيرتي .. اتفقنا ؟ ..

( يمسح مدير المسرح بيده على رأس الطفلة )

الطفلة         : متى سيبدأ العرض يا سيدي ؟

ممثل 1        : سيبدأ العرض ..

مدير المسرح : ( يكمل كلام ممثل 1 ) بعد نصف ساعة .. ( يضحك الجميع )

ممثل 3        : سيدي لقد بقي عشر دقائق على العرض ، وليس نصف ساعة ( يضحكون )

مدير المسرح : ( ينظر إلى ساعته ) نعم .. عشر دقائق .. ( ينادي ) يا مسؤول الصالة .. أين أنت ؟

( يدخل مسؤول الصالة )

مسؤول الصالة : نعم سيدي ..

مدير المسرح : كيف هو الوضع في خارج القاعة ..

مسؤول الصالة : لم يصل أحد آخر ..

مدير المسرح : والمخرج .. هل اتصل ؟ .. ما من خبر عنه ؟

مسؤول الصالة : ليس هناك شيء عنه ..

مدير المسرح : هذا شيء غير طبيعي .. كيف سنعرض بعد عشر دقائق .. ولا يوجد جمهور .. ولم يحضر السيد المخرج .. كيف توافق الأمر .. سأجن ..

ممثل 1       : ( يتحدث مع مدير المسرح ) سيدي .. ينتابني شعور ..

مدير المسرح : ( يصرخ بممثل 1 غاضبا ) مشاعرك الغريبة هذه الليلة .. ستدمر العرض .. لا أريد أن ينتابك شيء .. هل فهمت ؟

ممثل 1       : أنا أحاول أن أقول لك .. ( يقاطعه مدير المسرح )

مدير المسرح : لا تقل شيئا .. اذهب فقط وتأكد من جميع الممثلين .. هل أصبح الجميع جاهزا ؟

ممثل 1       : حسنا سيدي ( يتحرك )

مدير المسرح : توقف .. قل لهم أن يحضروا خلال خمس دقائق .. سنغلق الستار ..

ممثل 1        : نعم .. سأخبرهم .. ( يخرج )

الطفلة        : قل لي يا سيدي ؟

مدير المسرح : ( يلتفت لبقاء الطفلة ) وأنت لا زلت هنا ! لماذا لم تذهبي إلى والديك في صالة الانتظار ؟

الطفلة        : لن ألمس أي شيء .. أنا أشاهدكم فقط .. أريد أن أسألك .. من ذلك الرجل الوطواط الذي علق ذاك المصباح في الأعلى؟( الطفلة تشير إلى مصابيح الإضاءة في الأعلى )

مدير المسرح : ( يضحك بصوت عال ) وطواط .. ( يضحك ولا يستطيع التوقف والكلام )

الطفلة        : نعم .. لا بد له أن يكون وطواطا .. وإلا كيف وصل إلى كل هذا الارتفاع .

مدير المسرح : ( يجيب الطفلة ضاحكا ) لا يوجد رجل وطواط في هذه القاعة ..

الطفلة         : إذن كيف علقتم كل هذه المصابيح في الأعلى ؟

مدير المسرح : ( يشير إلى الأعلى ) انظري يا صغيرتي .. هناك سلم يصعد فيه العمال المسئولون  عن الإنارة                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   . ومن ثم يتحركون على هذا الممر الحديدي في الأعلى ( يشير بيده اليمين ) بعدها يستبدلون المصابيح ، ويثبتون الإنارة هناك .

الطفلة       : نعم .. الآن فهمت .. وهل يرتدون  بدلات الوطاويط .. مثل الرجل الوطواط .

مدير المسرح : لا يا حلوتي .. لا يحتاجون لها .. إنهم يرتدون بدلات عمل طبيعية ..

( يدخل ممثل 1 ومعه مجموعة من الممثلين )

ممثل 1        : نحن جميعا جاهزون سيدي مدير المسرح ..

مدير المسرح : ( يتحدث وهو يتحرك ، وبصوت مرتفع ) رغم عدم حضور السيد المخرج لأسباب غير مفهومة .. ورغم قلة الجمهور .. لكننا سنباشر العرض بعد خمسة دقائق .. على الجميع أن يأخذوا أماكنهم .. يا عامل الستارة .. أغلق الستارة .. يا مسئول الصالة أدخل الجمهور إلى قاعة العرض .

( تغلق الستارة .. وبعد دقائق )

مدير المسرح  : ( من الكواليس ) يا عامل الستارة .. اذا استقر الجمهور في أماكنهم .. افتح الستارة ..

مسؤول الصالة : ( يتكلم مع مدير المسرح ) سيدي .. ولكن الجمهور ..

مدير المسرح   : ما بهم الجمهور ..؟

مسؤول الصالة : أبو الطفلة ذهب ليشتري علبة سجائر من الخارج ، وأم الطفلة ذهب لتصلح ماكياجها في الحمام .. لم يدخلا قاعة العرض بعد ..

مدير المسرح : والطفلة .. هل جلست في مكانها ؟

مسؤول الصالة: الطفلة فقط في الصالة ..تجلس في المقدمة عند مكان الاوركسترا ..

مدير المسرح : إذن ارفعوا الستارة .. سيبدأ العرض ..

( تبدأ الستارة بالارتفاع  مع موسيقى مناسبة )

( في لحظة اكتمال ارتفاع الستارة ، نسمع صوت انفجار يهز أرجاء المكان )

( يلحق صوت الانفجار أصوات تحطم الزجاج وانهيارات .. وصوت صراخ )

ممثل 1         : ( يصرخ من الكواليس ) سيارة مفخخة .. سيارة مفخخة ..

(يدخل مدير المسرح إلى منتصف المسرح .. مرعوبا .. مذهولا .. مولولا )

مدير المسرح   : انفجر المسرح .. انفجر المسرح .. انفجر المسرح  ..

( يدخل ممثل 1 يركض بسرعة ثم يصطدم بمدير المسرح )

ممثل 1        : سيدي .. سيارة مفخخة ..

مدير المسرح : ( بذهول ) لقد انفجر المسرح ..

ممثل 1        : لقد انفجرت .. سيارة مفخخة .. دمرت المسرح ..

مدير المسرح : ( ينتبه ) هل أنت بخير ؟

ممثل 1        : أنا .. أنا .. لا أدري ..

مدير المسرح : هل أصابك مكروه .. ؟

ممثل 1       : لا أدري .. أنا لا أذكر سوى أنني قذفت لمسافة أمتار عن مكاني .. لكن .. أنا ( يتحسس جسده ) لا .. لا .. لا  يؤلمني شيء  .. آه .. فقط رأسي ..آه .. رأسي يؤلمني .. آه ..

مدير المسرح : نعم .. رأسك ينزف دما .. دعني أراه .. اقترب ..

( مدير المسرح يفتش في رأس ممثل 1 )

ممثل 1       : هل سأموت ؟ .. ها .. هل سأموت ؟ .. هل رأسي مهشم ؟

مدير المسرح : ( يفتش في رأس ممثل 1 ) لا .. لا تخف ..رأسك بخير .. انه جرح بسيط .. لا تخف .. ليس هناك شيء خطير ..

ممثل 1       : شكرا سيدي .. وأنت .. هل حصل لك شيء ؟

مدير المسرح : أنا .. أنا بخير .. وقعت على وجهي .. لكنني بخير .

( صوت بكاء الطفلة .. بصوت عال )

مدير المسرح : ما هذا الصوت ؟

ممثل 1        : انه صوت الطفلة .. الطفلة التي كانت في الصالة .. سيدي .. إنها تبكي في مكان ما .

مدير المسرح : ( يتلفت في كل الاتجاهات ) أين الجميع ؟  .. أين الممثلين والفنيين ؟ .. أين هذه الطفلة ؟

ممثل 1       : ( يتحرك بسرعة إلى يمين المسرح .. ينادي بصوت عال ) هيه هل من أحد هنا ؟ ..  هل أنتم بخير ؟

مدير المسرح : ( يتحرك بسرعة إلى شمال المسرح .. ينادي بصوت عال ) هيه هل من أحد هنا .. أين أنتم ؟ هل يسمعني أحد ؟

( تدخل الطفلة .. في حالة خوف شديد .. وهي تبكي .. وتصرخ )

الطفلة        : أبي .. أين أنت ؟  أمي .. أمي .. أين ذهبت ؟ .. آه ..

( ممثل 1 يتحرك نحو الطفلة مسرعا ثم يحتضنها )

ممثل 1       : لا تخافين يا صغيرتي .. لا تخافين .. اهدئي .. اهدئي ..

مدير المسرح : لا .. لا تخافين .. تعالي إلى هنا .. لا تخافين ..

( مدير المسرح يحتضن الطفلة .. وهي لا زالت تبكي )

الطفلة         ( وهي تبكي ) أريد أمي .. أين .. أبي ؟

مدير المسرح : لا تقلقين .. أنا سأذهب بك إلى أبيك .. لا تخافين .. هل اصابك مكروه ؟ هل يؤلمك رأسك ؟

الطفلة         : ها .. لا .. لا أعرف .. لا أعرف يا سيدي ..

ممثل 1       : ( يتحرك في أرجاء المسرح ) أين أنتم ؟ .. هل من أحد هنا ؟

مدير المسرح : ( يأخذ الطفلة من يدها ويجلسها على احد المقاعد بعد أن يرتبه ) اجلسي هنا يا صغيرتي .. لا تخافين .. سأذهب لأنظر ما حصل وأعود لك ..

ممثل 1       : ( ينادي ) هل من احد هنا ؟

مدير المسرح : ( يتحدث مع ممثل 1 ) ها .. هل سمعت أحدهم ينادي ؟ .. هل سمعك أحد ؟

ممثل 1       : لا يا سيدي .. ليس هناك أحد ..

مدير المسرح : هل نستطيع الخروج إلى غرف الأزياء .. أو الغرف الأخرى لنعرف ما جرى ؟

ممثل 1        : لا يا سيدي .. المكان دمر بالكامل .. لم يتبق سوى هذه الخشبة التي نقف عليها

مدير المسرح : ماذا تعني بأن المكان دمر بالكامل ؟

ممثل 1        : يبدو أنه .. بسبب الانفجار انهار كل شيء .. لم يتبق سوى هذه الخشبة .. ومساحة الاوركسترا هناك في المقدمة .. حتى القاعة انهارت ..

مدير المسرح : خشبة المسرح فقط هي التي بقيت وسط هذا الدمار الكامل !

ممثل 1        : نعم خشبة المسرح هي ما بقي فقط .

مدير المسرح : وأصدقائنا .. الممثلين والفنيين وكل العاملين هنا ؟

ممثل 1        : ربما مات الجميع ..

مدير المسرح : ( في هستريا ) ماذا تقول أنت ؟ حاول أن تبحث في كل مكان .. كيف انهارت هذه القاعة بهذه السهولة ؟ كيف لم يتبق شيء سوى الخشبة !!

( ممثل 1 ومدير المسرح يتحركان في أرجاء الخشبة .. وهما يناديان )

مدير المسرح : هل من أحد هنا ؟ أين أنتم ؟ هل أنتم على قيد الحياة ؟

ممثل 1        : هل يسمعني أحد ؟ .. ( يتكلم مع مدير المسرح بألم وحزن ) سيدي .. لقد مات الجميع .. لقد انهار كل شيء ..

مدير المسرح : ( يمسك ممثل 1 من كتفيه ويحركه بهستريا ) كيف انهار كل شيء ؟ لا يمكن أن يحدث ذلك .. انفجار بسيط يدمر كل شيء !

ممثل 1          : أنت تعرف يا سيدي أن هذه القاعة أقيمت في مرآب قديم للسيارات ، وفوقها بناية من سبع طوابق .. هي الأخرى قديمة جدا .. لم تحتمل شدة الانفجار .

مدير المسرح : ولكن في كل يوم بمدينتنا ، هناك مفخخات ، تنفجر قريبا من هذا المكان ، لماذا لا تقع هذه البناية سوى هذه الليلة فقط !

ممثل 1         : ربما كان الانفجار قريبا جدا .. أو قويا جدا .. ربما .. ربما كانت النهاية قد كتبت في هذه الليلة ..

الطفلة         : ( تعود لتبكي ) سيدي أرجوك .. خذني إلى أبي .. أريد أبي .. أمي ..

ممثل 1        : سأآخذك إلى أبيك .. ولكن انتظري .. سنبحث عن مخرج .. لا تقلقين ..

الطفلة        : أرجوك سيدي ..

مدير المسرح : سنوصلك إلى أبيك .. نحن نحاول أن نجد مخرجا فقط .. أجلسي واستريحي هنا

ممثل 1       : ( يتكلم مع مدير المسرح ) سأحاول أن أجد مخرجا .. هنا أو هناك ..

( يتحرك ممثل 1 في كل الاتجاهات )

مدير المسرح  : ( يتكلم مع الطفلة محاولا التخفيف عنها ) والداك ينتظران في الخارج ، سنقوم بإخراجك من هذه القاعة ..

الطفلة            : سيدي .. هذه أول مرة ادخل فيها إلى المسرح .. هل المسرح هكذا دوما ؟

مدير المسرح  : لا أفهم .. ماذا تقصدين ؟

الطفلة           : هل في المسرح تحدث انفجارات دائما ؟

مدير المسرح : انفجارات ! .. المسرح لا يعرف الانفجارات مطلقا .. الانفجارات هي الموت .. والمسرح هو نقيض للموت ..

الطفلة          : ربما عدو الرجل الوطواط .. هو الذي فجر هذا المسرح ..

مدير المسرح  : ( يبتسم ) ربما أنت على حق ..

الطفلة        : هل الرجل الوطواط يحب المسرح ؟

مدير المسرح: الجميع يحب المسرح .. لان المسرح يحب الجميع .. منذ أن وقف ( ثيسبيس ) الإغريقي .. ليمسرح  لهم كلام الآلهة …

الطفلة        : لقد كان دخول هذه المسرحية ، هدية أبي لي بمناسبة عيد مولدي .. أنا أحببت هذا المكان كثيرا .. أنا أتذكر أنني رأيت سيارة واحدة في موقف السيارات ، عند باب القاعة ..

مدير المسرح : سيارة واحدة !

الطفلة       : كان لونها اصفر ، وفيها في المنتصف خط احمر كتب فيه : سيارة للأجرة .

مدير المسرح : ( متعجبا ) فيها خط أحمر .. هل أنت متأكدة ؟

الطفلة        : نعم .. أنا متأكدة ..

مدير المسرح : ومكتوب في الوسط : سيارة للأجرة ؟

الطفلة         : نعم .. لقد أعجبني لونها ، وذهبت كي انظر إليها عن قرب .

مدير المسرح : وهل علقت في المرآة الداخلية ، ميداليا على هيئة هيكل عظمي بشري صغير ؟

الطفلة        : نعم .. لقد أرعبني شكله .. ولكن كيف عرفت يا سيدي ؟

مدير المسرح : قولي لي .. يا صغيرتي .. هل شاهدت أحد المصابيح الأمامية لهذه السيارة محطما  ؟

الطفلة        : نعم يا سيدي .. هل أخبرك بذلك الرجل الوطواط ؟ .. لقد كانت السيارة تشبه رجل عجوز أعور .. ( تضحك )

مدير المسرح : ( في غاية الذهول ) هل أنت متأكدة ؟

الطفلة        : نعم متأكدة .. لقد كانت السيارة الوحيدة .. وكان يصدر منها صوت ..

مدير المسرح : أي نوع من الأصوات تقصدين ؟

الطفلة          : صوت رنين متقطع .. لكنه كان خافتا ..

مدير المسرح : ( يركض باتجاه ممثل 1 ) تعال .. تعال إلى هنا ( يسحبه باتجاه الطفلة ) اسمع ماذا تقول هذه الطفلة .. اسمع ..

الطفلة         : كان لونها جميل .. ولكنني لم المسها يا سيدي .. اقسم أنني لم المس سيارتك .. كنت انظر إليها  فقط ..

مدير المسرح : إنها ليس سيارته يا عزيزتي ..

ممثل 1        : أي سيارة تقصد ؟

مدير المسرح : الطفلة تقول أن هناك سيارة واحدة فقط ، متوقفة في الموقف عند باب القاعة ، لونها أصفر ، وفيها خط أحمر مكتوب عليه : سيارة أجرة ، ومعلق في المرآة الداخلية ميداليا على شكل هيكل عظمي بشري صغير ..

ممثل 1        : وماذا يعني كل ذلك ؟

مدير المسرح : ( متعجبا ) إلا تعرف ما يعني ذلك  ؟

ممثل 1         : لا أعرف .. لكن .. ربما هي سيارة أبو هذه الطفلة ..

الطفلة         : أبي لا يملك سيارة صفراء ..

ممثل 1       : إذن ربما هي …. ( يتوقف عن الكلام .. ينظر إلى مدير المسرح .. لقد تذكر شيئا .. يبقى الاثنان صامتان لبرهة .. وكلاهما ينظر للآخر .. )

ممثل 1        : هيكل عظمي بشري صغير في المرآة الداخلية !

مدير المسرح : وصفراء اللون .. وفيها مصباح أمامي محطما .. نعم ..

ممثل 1        : إنها سيارة ….

مدير المسرح : إنها سيارة السيد المخرج ..

ممثل 1       : نعم .. سيارة السيد المخرج ..!

مدير المسرح : وسمعت الطفلة في السيارة صوت رنين متقطع وخافت ..

ممثل 1         : صوت خافت ومتقطع .. ؟ هل تقصد .. أنها هي السيارة …. ؟

مدير المسرح : نعم .. سيارة السيد المخرج .. هي السيارة المفخخة ..

ممثل 1       : وفي باب قاعة المسرح ؟

مدير المسرح : نعم … في باب قاعة المسرح ..

ممثل 1        : إذن .. أين كان السيد المخرج ؟

مدير المسرح : ربما يقف .. في مكان قريب من قاعة المسرح ..

ممثل 1        : ولماذا في رأيك لم يأتي إلى العرض المسرحي ؟

مدير المسرح : لان السيد المخرج .. يريد أن يفجر قاعة المسرح بسيارته المفخخة .. يفجر القاعة بمن فيها .. أيها النبيه ..

ممثل 1        : لماذا يفجر السيد المخرج القاعة ؟  وفيها العرض المسرحي الذي أخرجه .. وفيها كل أعضاء فرقته .. وفيها جمهوره الذي جاء يشاهد عرضه ..

مدير المسرح : يريد أن يقتلهم .. نعم .. يريد أن يقتلهم جميعا ..

ممثل 1        : حتى يكون هذا العرض بحق مطابقا لأسم العمل المسرحي ( عرض مفخخ ) ..

مدير المسرح : ( يصرخ ) يا الهي كم أنت غبي ..

( يضحك الجميع )

المخرج       : ( ينادي بصوت عال ) توقف .. كفى .. توقف ..

( يدخل المخرج والفنيين والممثلين وهم يصفقون لمدير المسرح وممثل 1 .. فيتبين أن هذا الذي جرى هو مجرد بروفة  مسرحية ،  لمسرحية اسمها عرض مفخخ )

المخرج      : توقفوا .. ( يتحدث مع الممثل الذي أدى دور مدير المسرح ) لقد كان صدقك في الأداء رائعا إلى درجة أنني تخيلت أنك تكره حتى مخرج هذه البروفة .. لا المخرج الذي في هذه المسرحية .. ( يضحك الجميع )

م . ممثل 1 : نعم يا سيدي .. لقد أحسست بصدق الأداء فعلا ..

م . مدير المسرح : نعم .. قد يكون أداءا صادقا .. لكن بالتأكيد ليس ضدك .. يا سيدي المخرج .

م. ممثل 1         : ولكن لماذا اخترت هذا النص يا سيدي المخرج .. وهو يتعرض للمخرجين بالسوء .. فيصورهم كإرهابيين .. يفجرون قاعة المسرح ومن فيها ..

المخرج          : ليس للمخرج علاقة بالعرض .. ولا الإخراج المسرحي .. أنا أتحدث عن المؤسسات التي تقف خلف المخرج .. المؤسسة التي تدير المخرج ..

م . ممثلة 1   : أنت تقصد هنا المؤسسة الثقافية يا سيدي  ؟

المخرج        : ( يتحرك وهو يتحدث ) المؤسسة الثقافية ، والمؤسسة السياسية أيضا .. فهي اللاعب الحقيقي وسط هذه اللعبة .. هم الذين سلطوا المخرج كي يفجر هذه القاعة ، لحاجتهم أن يسكتوا كادر وجمهور مسرحية ( عرض مفخخ ) .

فني 1         : ( يسأل ) عادة العمليات الإرهابية تقوم من خلال أفكار وولاءات عقائدية ؟

المخرج      : هناك اشارات في العرض  .. يقول مدير المسرح في المشهد الرابع للممثل 1  حين اكتشفوا أن نهايتهم أمست قريبة .. ” أصبحنا نشك بالجميع .. حتى الدعاء نشك فيه .. نخاف أن يكون للسماء يد في ما يجري في هذه القاعة  ” .

فني 1         : نعم اذكره يا سيدي .. اذكره ..

( تتقدم الطفلة لتجلس قرب المخرج )

المخرج        : ( يتحدث مع الطفلة ) تعالي يا حلوتي .. لقد كان أداءك مبهرا ..

الطفلة        :  شكرا لك يا أبي ..

م . ممثل 1  : فرخ الإوز عوام يا سيدي .. ( يضحك الجميع ) ولكنني أخاف أن يكون للنقاد وجهة نظر أخرى .. تجاه تفخيخ المخرج ، للعرض المسرحي .

المخرج       : هذا العرض تسليط الضوء بشكل بؤري وكثيف على  منع الكلمة .. وقتل الكلمة .. ودفن كل من يقولها تحت أطنان من الركام .

( يبدأ الكادر باستذكار بعض الاحداث .. ضمن حركة متفاوتة في الامكنة  )

م . مدير المسرح : نعم سيدي المخرج .. لقد كان الحدث واضحا ، وخصوصا بعد أن انهارت البناية المتكونة من سبع طوابق ، على المرآب الذي أقيمت فيها قاعة المسرح ، فكان ثقل البناية شديدا على سقف القاعة لذا بدأ بالتشقق .

م. ممثلة 2     : نعم .. حتى صارت الشقوق تكبر مع كل كلمة ينطقها مدير المسرح وممثل 1 ، تتوسع من فوق رؤوسهم كلما أكملوا جملة ، أو صرحوا بشيء ما .. فصار لزاما عليهم أن يسكتوا ، إذا كان في نيتهم أن يعيشوا مدة أطول ..

المخرج        : نعم .. إن انهيار البناية على سقف المسرح ، هو ثقل القيود التي تقيد المسرح .. ومن ثم الكلمة .. فهما خيارين لا ثالث لهما .. أما الموت أو الكلمة .. إذا تكلم مدير المسرح أو ممثل 1 ستزداد الشقوق .. وستنهار عليهم البناية بطوابقها السبعة .. نريد أن نقول .. من يتكلم يموت .. سيعدم .. سيتم تصفيته ..

 

فني 2            : أنت تقصد الكلمة الحرة.. أليس كذلك ؟

المخرج           : نعم … كلمة الحقيقة .. هل تذكر حوار ممثل 1 حين عرفوا بأمر الشقوق التي تكبر .. كلما تكلم احدهم .. لقد قال : ” لقد تكلمنا كثيرا في حياتنا ، ولكن هنا صار للكلمة ثمن .. هو العمر .. ستخلد صرخة عالية  تدوي في هذا العالم المجنون من فعل المفخخات .. والمخرجين القتلة “

 ( تخرج الطفلة .. وهي تلعب )

( يدخل احد الفنيين وفي يد أقداح للشاي ،  يقوم بتوزيعها على المخرج والممثلين ، لكي يشربوا الشاي )

م . ممثل 1     : ولكن ما هو تفسيرك الفكري ، لعدم حضور الجمهور إلى مسرحية عرض مفخخ ؟

المخرج        : لأنهم كما قال مدير المسرح : ” ماتوا في الحروب والمفخخات .. أو ركبوا طرقا للهروب بعيدا في الأوطان النائية ” الجمهور الذي غاب هو رمز واضح للغياب ، يقول مدير المسرح عنهم : ” انظر إلى مقاعدهم فارغة ، تركوها ليذهبوا لجحيم الحروب ، عند الساتر الأول ، وفي مشاجب الذخيرة التي أكلت أعمارهم ، ولم تنتهي .. فضاعت أصواتهم لتتعفن في الأرض الحرام ” .

فني 1         : والطفلة التي دخلت هذا العالم .. وحيدة .. تشاهد عرض ممثل 1 ومدير المسرح  المفخخ ؟

المخرج        : الطفلة إشارة واضحة للأمل القادم .. للجمال المخبوء خلف روزنامة الأيام . وهي المشاهدة الوحيدة ، فهو منحة لهذا الأمل القادم .. نفحات الجمال التي يهبها المسرح للمتلقي . لقد كان صعود الطفلة للخشبة في العرض لحظة للتوحد .. للخلود .. إن الجمال والماضي والفكر والكلمة والحقيقة توحدت في لحظة واحدة ، في زمن واحد .. ومكان واحد ..فكانت كالجسد الواحد .. صار ممثل 1 ومدير المسرح ، مثلهم كمثل الأم .. حيث صنعوا بأجسادهم رحما ، كرحم الأم ، بقيت فيه الطفلة حية تتنفس .. وفي مأمن من الانهيار الأخير  للبناية ، بعد الحوار الأخير من المسرحية ..

م ممثل 1       : حتى وصل إليها رجال الإنقاذ ..

المخرج          : حتى وصل إليها نور الشمس القادم من بين الآلاف الأطنان من الحديد والركام .. وهو إشارة لوقع الكلمة ، التي صدح بها المسرح على لسان ممثل 1 ومدير المسرح في لحظاتهم الأخيرة .. وانتشال الطفلة من الركام .. هو التفاؤل والحقيقة المنتظرة ، من أجل حياة ستكون في الغد أكثر ايجابية وأكثر نورا وإشعاعا …

( تدخل الطفلة .. مسرعة .. وهي  تصرخ )

الطفلة            : أبي .. أبي ..

المخرج          : ماذا هناك .. ما لذي جرى ؟

الطفلة           : هناك سيارة صفراء فيها خط أحمر .. تصدر صوتا خافتا .. ومتقطع ..

المخرج         : أين هذه السيارة ؟

الطفلة           : ذهبت ووجدتها تقف عند باب القاعة .. وفيها ميداليا على هيئة هيكل عظمي بشري صغير معلقة في المرآة الداخلية …

المخرج         : سيارة صفراء فيها خط أحمر .. وفيها ميداليا على هيئة هيكل عظمي صغير ..

( المخرج ينظر إلى ممثل دور مدير المسرح .. والأخير يحاول التحرك .. للفرار )

( الممثلين والفنين يمسكون بالممثل الذي مثل دور مدير المسرح )

المخرج         : كلنا نعرف أن هذه السيارة سيارتك ..

م . مدير المسرح : سيارتي مفخخة ، وسوف تنفجر بعد دقائق ..

ممثل 2         : يجب أن نترك المكان حالا ..

م . مدير المسرح : لم يتركوا لكم مخرجا في هذه القاعة ..

المخرج         : نحن نعرفهم حق المعرفة .. نعرف من يكونون ..

م . مدير المسرح : لقد فهموا ما أردت .. وعرفوا أنهم لا يحتاجون ليوم العرض كي يحضر الجمهور .. لان الجمهور مات من كثرة الحروب وطول الحصارات .. لذا قرروا أن تموتوا أنتم فقط .. وفي بروفة مفخخة .. لا في عرض مفخخ .

المخرج          : ولكن لماذا أنت !

م . مدير المسرح : لأنني الوحيد القادر ، على جعل هذه البروفة المسرحية .. بروفة مفخخة  ..

( صوت انفجار مدوي .. يدمر المسرح .. ويقتل كل من فيه )

(من بين كل  ذلك الدمار .. وعصف الموت .. تمتد يد .. يد صغيرة لطفلة في الثامنة من العمر )

  • ستار –
  •  

الناصرية

 14  / 10 / 2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !