مسرحية العربي الرديئة التي تعرض في سوريا
شهود العربي:
من العبث وقلة الدراية السياسية تحميل نبيل العربي [وجامعته] مسرحية «لجنة المراقبين» الرديئة التي تدور أحداثها على الأرض السورية؛ فالمسكين كما يقول هو نفسه مجرد موظف؛ ولايتعدى دوره منفذ إضاءة في المسرحية. ومع ذلك لابد من مشاهدة هذه المسرحية حتى نهايتها للانتقال إلى عرض آخر وهو الأهم.
الجيل الثالث وصل:
لولا ثورة الحرية وشبابها الشجعان؛ لورثنا حافظ بشار الأسد عن أبيه بشار الذي ورثنا عن أبيه حافظ الأسد.. كما ورث كيم عن أبيه كيم الذي ورث عن أبيه كيم، كوريا الشمالية.
سوريا في الضوء:
معركة سوريا الحقيقية لم تعد مع النظام؛ فقد انتهى، المسألة أيام معدودة حتى لو كانت بضعة شهور. جوهر المعركة سوريا المستقبل، النسيج الاجتماعي لسوريا؛ الذي طالما تباهينا به، والذي أحد أسس استمرار النظام كانت تخريبه.. الانفتاح الاجتماعي لسوريا وسكانها على بعضهم، أن نكون سوريين قبل أي توصيف لاحق.. أن تقوم المصالحة والعدالة في النفوس قبل أن تشرع لها قوانين...
يا ألله لم أحب «بلادي» كما أحبها الآن.. امنحني فرصة كي أعيش لأجلها وأعيش فيها.
أيام الأسبوع:
في سوريا السبت يأتي بعد الجمعة مباشرة؛ منذ وقت طويل؛ أطول من بالنا على نظام الأسد؛ وبينما يقدم سوريون مدهشون، يقدرون بالملايين، يوم الجمعة، شرحاً حيّاً ومباشراً بطريقة رائعة، لمعنى «الحرية» و«الكرامة» ويشاهد ذلك العالم ذلك، ويفهم هذه المعاني ببساطة حتى الأعمى.!
يتفرغ إعلام الأسد، يوم السبت وبتفوق وبهمة يحسد عليها، لتقديم شرحاً متواصلاً لمعنى البلادة والغباء.
تشابه أخلاق:
بعد مظاهرات واعتصامات حاشدة يقدم المجلس العسكري في مصر بعض «التنازلات» يُفض الاعتصام، وتبقى قلة لايفضون اعتصامهم، يستقوي عليهم ويستخدم العنف ليفض اعتصامهم، يسقط قتلى ومصابين، تعود الحشود من جديد...
ولاينسى السيناريو الغبي والمكرر للمجلس، أن يظهر أحد أعضائه لينفي أن يكون الجيش أو الداخلية أطلقو النار! ويتهم طرفاً خفياً بذلك.. ولم يستطع حتى الآن أن يمسك واحداً على الاقل من «الطرف الخفي» الذي يطلق النار ويقتل الناس جهاراً نهاراً.
وفي سياق هذا السيناريو الممل لابد أن يخرج مسؤولون يصرحون أن المعتصمين والمتظاهرين ليسوا من الثوار...
سوري دون جنسية:
أبونا باولو أنت سوري مثلنا لانزيد عليك شيئا.. أنت سوري أكثر من الذين لم يعرفوا من سوريا سوى مكانا للنهب وتجاوز القوانين وتعذيب الناس واستباحة أرواحهم..
أبونا باولو حتى لو طردوك ستعود قريبا..وسأصلي في دير مار موسى الحبشي بحضورك..
وحتى ذلك الوقت صلي من أجل سوريا يا أبونا..
فرق مدلول:
الثورة السورية جعلت أحد أهداف حزب البعث [الحرية] يصبح كأنه كأس سم له ولنظامه يتجرعه كل دقيقة.
حصص تموينية:
حصة الفرد العربي من القراءة 6 دقائق سنوياً... أعتقد ان الحصة تتناسب طردا مع حصته من الديموقراطية..
ألعاب جمباز:
هناك من يعتقد أن قوات حلف الناتو لقمت «الكلاشينكوفات» والمدافع والطيارات واستعدت للهجوم على قصر بشار الأسد.. وتنتظر فقط طلب المعارضة إطلاق صافرة بدأ الهجوم! لكن المعارضة «المتخاذلة» لا تطلب ذلك!.
فرق لهجات:
تقتصر إدعاءات «الشباب» في مصر على (ده انا كنت ف التحرير من يوم 25 يناير )! وعندما يريد أحدهم المبالغة أكثر يقول (... يوم موقعة الجمل انا كنت ف أول الميدان من عند عبدالمنعم... ده انا اتضربت ضرب...)
أما ادعاءات الشباب في سوريا فهي «أعمق» وأبسط فالمتحدث إما مفجر الثورة! أو قائدها السابق أو قائدها الحالي؛ أو جميعها..
قتل الناطور:
من اكثر شعارات الثورة السورية استفزازاً «الما بيشارك مافي ناموس»؛ وبحسب قرائتي المتواضعة في علم النفس فإن مفعوله عكسي. ونكتشف عدوانية هذا الشعار عند مقارنته بشعار مصري مماثل يقول: «يا أهالينا انضموا لينا.» وآخر يقول: «اللي يشارك مش حيموت».
خلصت:
فعلا خلصت!.. بشار أجرى لقاءاً مع قناة إي بي سي... هذا وكانت القناة التقت حسني مبارك قبل خلعه وسجنه.. ونائبه عمر سليمان قبل تواريه عن الأنظار، والقذافي قبل خوزقته.. وسيف الاسلام قبل سجنه.. بينما لم تلحق أن تجري لقاءاً مع بن علي الذي هرب قبل وصولها.. بينما ماطل على صالح [كعادته] في توقيت إجراء اللقاء معها؛ لذلك مازالت نهايته غير محسومة.
وردة العاشق:
تذكرون الجمع الأولى من الثورة عندما كنا نعيش على اعصابنا قبل يوم الجمعة ونعد الساعات لصلاة الجمعة؟ وكنا ننزع بتلات أرواحنا كما ينزع العاشق القلِق بتلات الوردة: يطلعون؟.. أكيد يطلعون... يطلعون؟ أكيد يطلعون...
لم يخذلنا «الناس في بلادنا» وكانوا يخرجون متحدين آلة الموت العمياء التي حصدت خيرة شبابنا وأهلنا..
في هذه الجمعة ومثل كل جمعة تزهر أوراحنا وردات جديدة ويهزم جبروتهم وطغيانهم.
والحل؟:
عندما اندلعت الحرب في يوغسلافيا السابقة قتل على الأقل 200 ألف في وسط أوربا، ولم يتدخل العالم إلا بعد أن تعب الجميع.
دماؤنا ليست أغلى على العالم من دماء شعوب البلقان على أوربا والغرب؛ كما أن السيناريو الأفغاني أو الليبي لا اجده قابلا للتكرار في سوريا..
أعتقد أنه على السوريين اجتراح معجزتهم بأنفسهم؛ ليس لما يمكن أن يجلبه تدخل عسكري دولي؛ بل لأنه لن يتدخل أحد! وعليه يمكن للسوريين أن يراهنوا على أنفسهم بـ :
1- دعم حركة الانشقاف في أوساط الجيش والأمن والموظفين والترويج وتكثيف الدعوة لها.
2- المضي قدما في «إضراب الكرامة» والدعوة للعصيان المدني والتخطيط به بجدية وفاعلية أكبر، والتفاف كل القوى السياسية وقوى الحراك الثوري حوله.
3- التفكير بشكل معمق في الإمكانات الذاتية للسوريين والحلول المتوفرة، بما في ذلك التخطيط لمظاهرات كبيرة في المدن الخاملة نسبيا (حلب - الرقة - الحسكة - قلب دمشق)، ومحاولة خلق مناطق محمية داخل سوريا يدافع عنها الجيش الحر..
فالطريق تبدو طويلة أمامنا في ظل صمت العالم.
تابعوني على تويتر والفيسبوك:
http://www.facebook.com/khalaf.a
http://twitter.com/alkhalaf
التعليقات (0)