– مسرحية قصيرة-
(أحدنا يقف في مقدمة وسط المسرح ، داخل بقعة ضوء بنفسجية اللون ، لا يرتدي أي شيئ.. يعلق جهاز محمول في رقبته ، يضع المسدس في رأسه ، محاولا الانتحار )
هو : ( يتحدث مع نفسه ) لم يتبقى مني شيئ ، في كل مرة أفقد جزءا مني ، كل من عرفتهم حين غادروني ، أخذوا مني شيئا لا يعوض ، وكل ما حدث لي هدم في داخلي شيئ ، لا أقدر على إعادته . لقد فقدت القدرة على الاحساس بمن حولي ، وبما حولي ، لا قيمة لهذا الجسد الخاوي ، قد ينفع شجرة حين يدفن ويتحلل ، أو ربما تطعم بقاياه دودة جائعة .. ما قيمة أن يبقى هنا بلا أي قيمة ، ما عدت أصلح لأي شيئ ، ولا أصلح مع أي أحد ، (يرن المحمول المعلق في رقبته ) ماذا يعني ذلك ! ( يعاود المحمول الرنين ) أحدهم يتصل ، يحاول أن يتحدث معي ، بحث عن أسمي في قوائم هاتفه ، إهتم لأمري ، أشعر أنني أفضل ، لقد كانت الأمور سيئة قبل الاتصال ، ربما اذا ضغطت الزناد سيحزن لأجلي ، لا ينبغي أن أفعل ذلك ، من أجله ، لا ينبغي أن أفعل ذلك ، ( يرن المحمول مرة أخرى ) هذه هي المرة الثالثة التي يتصل بي ، ما عدت أشك أبدا أنني بكل ما بي ، وما ليس بي ، يملك حيزا في داخل صاحب هذا الاتصال المتكرر ، لن أحرمه مني ، قد يكون بحاجة ماسة لي ، من أجله فقط أوأجل غيابي ..
(إظلام )
الناصرية
3/2/2018
التعليقات (0)