مواضيع اليوم

مسرحية ( محاكمة الوحوش) في باريس

مصعب الهلالي:

مسرحية "محاكمة الوحوش"

في باريس

 

بالأمس احتفل اليهود في غياب الضمير الغائب أصلاً ، بذكرى سرقتهم لأرض شعبنا الفلسطيني متبعين في ذلك كل السبل والحيل والأساليب  وألاعيب  السياسة وبطش السلاح وإرهاب العصابات ..... وفي خضم هذه المأساة التاريخية الفريدة من نوعها في تاريخ البشرية جمعاء دمرت عصابات اليهود 350 قرية فلسطينية ومحت معالمها  تماما عن الوجود بعد ان هجرت سكانها  واسكنت بدلا عنهم شذاذ الآفاق حفدة القردة والخنازير الذين تقاطروا ينسلون كياجوج وماجوج من كل حدب وصوب لنهب الثروات والنهل من عذب المياه والتنعم بشرب الحليب وأكل العسل في الأرض العربية المقدسة. وفي المقابل جرى تهجير 5 ملايين فلسطيني إى ما بات يعرف بالشتات ليضيع الحاضر والمستقبل ..... كل ذلك جرى بدم بارد وتحت سمع وبصر العالم الغربي المتحضر المتطور لاسيما في باريس وبون ولندن وغيرها من عواصم ما يزعمون بالديمقراطية والحرية والحضارة والعلمانية .

كل هذا معروف ونحفظه عن ظهر قلب .. ولكن الجديد هذا العام والذي جاء متزامنا مع ذكرى هذه النكبة ، وكي يستر الصهاينة سوءاتهم ويغسل الغرب العار من يديه جرى بالأمس في ساحات القضاء بفرنسا ومع التلازم المدبر والمقصود سلفا مهزلة ما سمي في واجهات الصحافة والتلفزيون الفرنسي والغربي (محاكمة  الوحوش). والتي سلط عليها الاعلام الغربي كله الأضواء بقوة وكأنها (نكبة يهودية) .

وتتلخص الوقائع والادعاء بأن مجموعة من الفرنسيين تعود أصولهم لعرقيات مختلفة  قاموا بقتل شاب فرنسي إسمه (إيلان حليمي) لا لشيء سوى انه يهودي .... وقد كان المتهم الأول في هذه الجريمة شاب من أصل أفريقي يدعى (يوسف أوقانا) ..... إلى هنا وتبدو الأمور عادية وقابلة للأخذ والرد والدفاع والإنكار شأنها شان كل جريمة قتل تقع كل ثانية في هذا الزمان .... ولكن المثير للشك ان (يوسف أوقانا) هذا قد قام بحشر إسم العرب حشرا في الموضوع وذلك حين سأله القاضي عن إسمه فرد قائلاً : عربي !! وحين سئل عن تاريخ ميلاده ذكر نفس التاريخ الذي جرى فيه ارتكاب الجريمة ضد إيلان حليمي ...... ففسر القاضي إجابة المتهم الرئيسي هذه على أنها (استفزازية) .. ولكن بعد ان جاء وقعها كالسحر في آذان ومفاهيم وخيال المواطن الأوروبي العادي..... وهذا هو عين المطلوب بكل بساطة.

هكذا إذن تتلاعب الأبواق المؤيدة للصهيونية بالحقائق بل وتلوي عنقها ليا لتوريط العرب والمسلمين كذبا وبهتانا في أسلوب سمج رخيص مبتذل حتى لو كان ذلك عن طريق الإيحاء لاغير .... وعلى الرغم من أن الجريمة ربما يكون سببها الحقيقي خلاف حول عوائد توزيع مخدرات أو تجارة ممنوعات حاول اليهودي خلالها سرقة وغبن حقوق غيره كالعادة ..... وبالطبع لا أحد يستطيع الزعم بنظافة يد (يوسف أوفانا) هذا فربما جرت مساومته في المعتقل ليقول ما ماقال في مقابل مزايا يحصل عليها مثل حسن المعاملة والحماية داخل السجن وعدم ملاحقة افراد اسرته .. إلخ من عروض ومساومات تجري عادة في مثل هذه الحالات فيما يتعلق بالمحاكمات والحصول على الاعترافات في دول الغرب الميكافيللي.

ثم أنه ليس هناك ما يقنع بأن الجريمة قد ارتكبت بسبب أن الضحية يهودي .. فهل كل مسيحي يقتل على يد مسلم لأسباب تتعلق بخلافات شخصية .. هل يعني ذلك أنه ما قتل إلاّ لأنه مسيحي ؟؟ وهل كل مسلم يقتل على يد مسيحي لأسباب تتعلق بخلافات شخصية .. هل يعني ذلك أنه ما قتل إلاّ لسبب أنه مسلم ؟؟

وبالطبع فإن الهدف النهائي من كل هذا كان هو الاستباق وتغطية الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني والعرب بصفة عامة ولا يزالون .....  وتبرير كل مافعله الصهاينة واليهود من جرائم واعتداءات وسرقات وانتهاكات في الأرض وللعرض وكذلك يفعلون.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات