وظيفة جديدة ظهرت فى مصر ,اسمها مسجل خطر ,يومياً نقرأ ونسمع ونرى فى جميع وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية عن حوادث البطل فيها اسمه مسجل خطر .......والسؤال هنا.. هل هى وظيفة جديدة ؟.........والسؤال الاهم كيف يكون انسان خطر على المجتمع ويُترك هكذا فى المجتمع ليقتل ويذبح ويسرق ,والحكومة تعلم خطورته ولا تفعل شيئاً؟؟
وهل تحول نصف المجتمع المصرى فى العشوائيات الى مسجلين خطر؟؟
اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابات .
ولنبدأ اولا بمحاولة للبحث عن سبب هذه الظاهرة الخطيرة التى انتشرت فى المجتمع المصرى.
السبب الاول فى نظرى هو ضعف الايمان والوازع الدينى,فالضمير والاخلاق والخوف من الله اهم حائط صد ضد الجرائم وهو الذى يعطى الانسان الامل والذى يمنعه من الياس من رحمة الله ومن ثم اللجوء الى الجريمة,وكذلك الخوف من الله .
ولا انسى ان انبه الى ان المظاهر الدينية المنتشرة فى مجتمعنا لا تدل على الايمان بأى حال من الاحوال,فالايمان ليس مظهرا شكليا انما كما قال نبينا الحبيب ما وقر فى القلب وصدقه العمل والعمل هنا هو السلوك الاسلامى وليس المظهر الاسلامى فقط.لذلك لم تؤثر هذه الصحوة الاسلامية لانها ليست صحوة انما صحوة كاذبة خالية من جوهر الدين.
اذا افتقدنا عامل الايمان والدين يبقى السبب الثانى وهو النشئة فى بيئة مريضة ,فالانسان يقلد مايراه ويقتدى بمن رآهم اكبر منه خاصة وهو طفل وتحفر هذه الاخلاقيات السيئة فى عقله ووجدانة وتتشكل سلوكياته منها بعد ذلك.
السبب التالى هو الفقر والحقد على المجتمع واليأس من الحياة ,حاليا هو من اهم الاسباب التى تضعف الايمان وينهار أمامها ضمير وايمان واخلاق الكثير من الناس ,خاصة والمجتمع كله يسير فى منظومة من الجريمة ,فالكبار مغموسون فى الفساد والشرفاء لا يأخذون حقوقهم ,مما يؤدى الى رسوخ هذا المعنى وهذا المفهوم فى ذهن المجرم ,ويشعر انه يفعل شئ عادى وانه يأخذ حقه الضائع من المجتمع ,بالاضافة الى المخدرات وهى العامل الرئيسى الذى يغيب العقل تماما ويقتل الضمير وهى العامل المشترك تقريبا بين كل مسجلين الخطر ,فعندما يموت العقل والضمير تكون الجريمة والعنف شئ عادى كأى فعل يقوم به الفرد.
ولا ننسى دور التفكك الاسرى وتعرض الطفل للعنف والذى يجتمع مع ضعف الوازع الدينى غالبا ,ثم يؤدى الى الادمان ثم الجريمة.
وهكذا نجد عوامل متسلسلة تهوى بالمجتمع الى الجريمة والرزيلة والعنف بشتى انواعهم .وفى المقابل لا يوجد اى رادع يردع هؤلاء سواء من شرطة او من تطبيق لشرع الله ,فشرع الله معطل والشرطة التى هى منوط بها حماية المجتمع تستعين بالمجرمين فى البلطجة وتزوير الانتخابات ,والقيادات العليا تعلم ضباط الشرطة وتنشئهم على ان الانسان المتدين هو عدو الدوله وعدو المجتمع فينشأ ضابط مشوه الفكر ومنهم الكثير ممن يتاجر فى المخدرات ويرتشى ويتستر على الجرائم.
فالمجتمع للاسف تشرب على مدى عشرات السنين فكرة ان السياسة والتدين جريمة يذهب صاحبها وراء الشمس ,اما السرقة والقتل فى مشاجرة والاغتصاب والعنف بشتى انواعة شئ هين وعقابه لا يتعدى سنوات قليله فى السجن والذى يكون شئ هين على اغلب مسجلين الخطر الذين هم فى الاصل الفوا الشوارع والضياع فالسجن بالنسبة لهم فندق يمارسون فيه البلطجة على باقى المساجين والشذوذ والمخدرات داخل السجن فلا توجد اذن مشكلة ,سنوات ويخرج ويمارس عمله من جديد ,فقد تعود الضياع.
ومن الاسباب الهامة لهذه الظاهرة ,هو الاعلام والافلام والتمثيليات التى تظهر البلطجى فى مظهر البطل وتلتمس الاعذار له وللسارق والمجرم ,فترسخت الافكار المشوهه فى الاجيال على مر السنين وافرزت جيلا من المجرمين.
العقاب الرادع:
ان جريمة (مسجل خطر) هذه عقابها فى الشرع عقوبة المفسد فى الارض .
قال تعالى( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم)المائدة 33
ان من يقتل العشرات ويشوه ويغتصب ويسعى فى الارض فسادا ليس له الا ان يبتره المجتمع ,لأنه اصبح عضو فاسد وسرطان يفتك بالمجتمع ,ولما تركنا مثل هؤلاء افرزوا وتكاثروا واستقووا حتى على رجال الشرطة والقانون وسمعنا جميعا عن لواء الشرطة الذى قتله بعض تجار المخدرات والمجرمين ,فهؤلاء المجرمين يحملون جميع انواع الاسلحة بدون ان يمنعهم اى احد واصبح قانون الغاب هو الذى يحكم المجتمع بدلا من العدالة والقانون الاخلاقى.
يجب على المجتمع والدولة ان تتكاتف للقضاء على هذه الظاهرة بكل الوسائل الممكنه حتى يعود الامان الضائع الى بلادنا الحبيبة.
التعليقات (0)