علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يصر بعض الشباب على تضييع طاقاتهم وامكاناتهم ومواردهم في مغامرات طائشة ومشاريع فاشلة من دون ان ينصاعوا لاية نصيحة او تجربة عاشها غيرهم.
قبل يومين جمعني مكان مع شابين من هذا الصنف وهما بدلا من ان يستفيدا من التحسن النسبي للامن في بغداد ويستثمرا ما عندهما من اموال فانهما مصران على السفر الى دولة اوربية سعيا لطلب اللجوء الانساني ووجهتهما هذه المرة جمهورية بيلاروسيا اما كيف يصلان فعن طريق السماسرة والقفاصة وقد طلب من كل واحد منهما مبلغ (6500) دولار الى (8000) الاف دولار وهو مبلغ كبير أي ما يعادل من ثمانية ملايين دينار الى عشرة ملايين دينار اما نسبة ضمان وصولهما فهي نسبة ضئيلة حسب قولهما لانهما يصلان بصورة غير شرعية ويكونان في الغالب تحت رحمة (القفاصة) العالميين وتوجد احتمالية كبيرة ان المافيات الدولية هناك لا تترك الضحية حتى اخر دولار في جيبه هذا اذا لم تبعه هو شخصيا الى مافيات اخرى!
لم اسمع من الشخصين اية كلمة مضيئة بشأن التطور في العراق بل على العكس كانت لهجة الشتم والسواد طاغية على حديثهما وهي اللهجة نفسها التي يتحدث بها بعض سياسيي فنادق عمان ودمشق! فهما لا تعجبهما الحركة العمرانية التي بدأت بوادرها بالانطلاق في شوارع بغداد ولم يلفت انتباهما عودة المهجرين ولا انخفاض الاعمال الاجرامية ولا تراجع الخبر العراقي في الفضائيات عن الصدارة الى ذيل نشرة الاخبار كل هذه التطورات لا تعجب الشابين وانما كل الذي يعجبهما ويفتح شهيتهما هو انتظار مكالمة من السمسار الذي يطلب ثمانين (ورقة) ليوصلهما الى ايطاليا او ابو الستين ورقة الذي يوصلهما الى بيلاروسيا ليكونا تحت رحمة عصابة بيلاروسية تجعلهما بلا راس مال ولا راس عقل!
ويعجب المرء ويتساءل الا يمكن لهذين الشابين بالمبلغ الذي عندهما وقد تهيأ كل منهما لدفعه لشبكة المافيا الدولية ان يستثمراه في مشروع صغير يدر عليهما ارباحا معقولة ام ان هناك اشخاصا لا يعيشون الا على المغامرات الفاشلة وخوض التجارب الخاطئة ليتيقنوا من الخطوة الصحيحة باهظة التكاليف؟
وقد قرأت رأيا وجيها لاحد الحكماء يرى فيه ان هناك طبيعة في الانسان انه لو كان امامه مئة طريق احدها يوصله الى الهدف فانه يخوض في مستنقع تسعة وتسعين طريقا خطأ ليضع قدمه على الطريق الصحيح الاخير !!
التعليقات (0)