مواضيع اليوم

مستقبل القناعات في العلاقة بين الجنسين

مصعب الهلالي:

محكمة مصرية ترفض

الاعتراف بالزواج العرفي

لأول مرة في تاريخ القضاء المدني المصري تصدر محكمة جنايات حكما يقضي (ضمنا) بعدم الاعتراف بالزواج العرفي . وقد استندت في ذلك الحكم إلى فتوى صادرة من دار الافتاء المصرية وكذلك لجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلامية حيث اتفقت كلاهما برفض وإنكار الزواج العرفي وأن العقد المبرم وفقا له هو عقد باطل. .

الطريف أن الواقعة التي ترتب عليها الحكم الصادر من محكمة الجنايات المشار إليها كان سببها تقدم زوج بدعوى ضد زوجته حين اكتشف أنها غير بكر وإنما خاضعة لعملية تجميل وخياطة وتركيب غشاء بكارة صناعي ومن ثم فقد اعترفت له الزوجة أنها قد سبق لها الزواج عرفيا من أحدهم .... وعند نظر المحكمة لحيثيات الدعوى ذهبت إلى تبرئة الزوجة من جناية عدم إثبات الزواج الأول على اعتبار أنه كان عرفيا .. أي زواجا باطلا وأخذته على محمل الــزنـــا لا غير ...... وطلبت منها (التوبة)......ولا شك أن هذه الزوجة قد خرجت فرحة من قاعة المحكمة ولن تهتم بما إذا كان زوجها الشرعي الأخير سيطلقها أم لا .. فهي ستقول للثالث .. (كنت متزوجة شرعي) ... أو تمضي سادرة في غيها ولسان حالها يردد على رأي العندليب الأسمر : (أنا كل ما أقول التوبة يا أبويا ترميني المقادير).

ترى ما هو رأي فتياتنا وشبابنا خاصة طلاب الجامعات الذن ساقوا وأغدقوا في هذا الأمر وصار المهر قنينة مشروب غازي كأنهم يحتجون على تقاليد وعادات اجتماعية بالية فيما يتعلق بتكاليف الزواج التقليدي .....

ثم ما هي ردة فعل الكثير من المجتمعات العربية التي نقلت هذا الزواج من مصر عبر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية في سنوات سابقة وأخذت به عبر شبابها الطائش والجهلة من الكبار ؟؟؟

ثم ماذا عن مستقبل الفتاة بعد أن تفقد عذريتها وتصبح أعضاؤها التناسلية الداخلية لا تمت للعذرية من قريب أو بعيد ؟؟ لقد كانت مسألة إجراء عمليات التجميل ورتق غشاء البكارة تشكل منعطفا أخلاقيا بارزا خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في المجتمع العربي حيث لم يكن الرجل على دراية وفتها بكيفية التفرقة بين الغشاء الصناعي والغشاء الطبيعي وبين مهبل العذراء ومهبل التي سبق لها ممارسة الجنس مع رجل واحد أو عدة رجال ..... والآن بعد أن تطورت خبرات الرجال وباتوا يدركون ويعرفون ما يجري ويفرقون بسهولة بين غشاء البكارة الصناعي والغشاء الطبيعي وكذا المهبل الممارس من غير الممارس ...... ماذا ستكون الخطوة التالية ؟؟؟؟ هل سيستقر التعاقد الاجتماعي على الاستغناء نهائيا عن مسألة هذا الغشاء الذي بات بالفعل معضلة ومن الصعب المحافظة عليه لدى البعض.وحيث باتت القناعات والأعداد التي تتخلى عن بكارتها يوميا بسهولة ويسر وعن طيب خاطر كأنها مخدرة أو منوّمة مغناطيسياً باتت في تزايد مستمر نتيجة الظروف الاقتصادية وتخلي الدولة عن الرعاية وتأخر سن الزواج والحاجة إلى ونيس يرطب القلب ويغذي الروح في هذا الزمن الجاف القاسي المكشر عن أنيابه ، والبطالة واليأس من المستقبل ونضوب مجالات الاغتراب الرحبة ....

وفي الجامعات على نحو خاص بات الزواج العرفي لعبة الطلاب وملح حياتهم الدراسية حيث المهر قنينة مشروب غازي ويقول كل طرف للآخر زوجتك نفسي في وجود شاهدين من الزملاء وينتهي الأمر بلقاءات حميمية خلال اليوم الدراسي بين كل يوم وآخر في شقة مفروشة بالساعة أو شقة مشتركة يساهم في دفع تكاليف إيجارها أكثر من طالب وطالبة في الشلة الواحدة من المرتبطين عرفيا أو شقة يمتلكها والد أحد الزملاء المغتربين في الخارج والسلام .......

الآن وعلى المستوى العام للمجتمع ومن باب أن الواقع الذي سيفرض نفسه بين كثير من فئات المجتمع الشابة هو هذا النوع من العلاقة العاطفية أرى أننا بالفعل في مواجهة (ثورة طلابية صامتة) على نسق ومفاهيم الثورة الطلابية الهادرة في ستينيات القرن الماضي في فرنسا ....... فهل يقبل الشاب بعد فترة الزواج من فتاة غير عذراء من واقع مقولة (لم يعد بالإمكان أفضل مما كان) ؟؟؟ .. الله يسـتر .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات