مستقبل القاعدة عربيا ودوليا محمد الرويقى الصخرى تونس
يتفق كل المحللين على ان التطرف كان دوما نتاج الاستبداد ومضهرا من تداعياته. ويقصدون بذلك استبداد النضم السياسية الحاكمة ويؤكد هؤولاء المحللون ان فى ضل الديمقراطيات لا تجد الحركات المتطرفة صدى فى نسيج المجتمعات وتبقى ان وجدت معزولة ولا تلبث ان تتلاشى.
لاجنسية للتطرف
ولكن يبدو ان هذه التحاليل جزئية وغيرموضوعية رغم صحتها فجماعة الالوية الحمراء حركة ايطالية اسسها ايطالييون ونشطت فى ايطاليا كما ان مجموعة بدرماينهوف المانية المنشأ والهدف والنشاط ومثلها فى اليابان وامريكا والجبهة الوطنية الفرنسية وغيرها
.فلماذا اذا نشات هذه الحركات المتطرفة فى مجتمعات ديمقراطية فلا بد ان يكون هناك وراء نشاتها اسباب اخرى غير الديمقراطية
يبدو لى ان الديمقراطية شرط ضرورى لمنع التطرف من التوسع والانتشار فى اى مجتمع ولكنه شرط غير كاف لانه ليس الوحيد لمحو اسباب التطرف
فاذا كان التطرف نتيجة الاستبداد فالاستبداد متنوع ومتعدد الاوجه والمجالات فهل يوجد استبداد سياسى غير مشفوع او ملازم لحيف واستبداد اقتصادى ؟ اذ كان الاستبداد السياسى يكمن علاجه فى الديمقراطية السياسية فالديمقراطية السياسية لوحدها لا تحل مسالة العدالة الاجتماعية ويبقى الشعور بالاستغلال والضلم الاقتصادى خزان تمويل ووقود للتيارات المتطرفة وحركات التمرد لذلك نشات عديد المرات وتنشا حركات متطرفة حتى فى صلب الديمقراطيات العريقة
فالالوية الحمراء الايطالية وشبيهتها الالمانية قامت وتاسست على خلفيات طبقية دفاعا عن شرائح العمال وحقهم فى الثروة فالانتخابات النزيهة والحرية الفعلية للتحزب والفصل الحقيقى للسلط والاستقلالية العضوية للقضاء فى المجتمعات الغربية لم تحصّن هذه الدول من ضاهرة التطرف ولكنها اضعفتها وافقدتها حيويتها ولم تفقدها سبب وجودها فبقدرما توسعت وتعمقت الاجراءات الاجتماعية وما بلغته من تطور لفائدة اوسع شرئح المجتمع فى هذه الدول بقدر ما خفتت اوتوارت تلك المجموعات المتطرفة عن الانضار او الاسماع دون ان تنتهى
القاعدة والدين والدكتاتوريات العربية
فلا يمكننا الا فى هذا الاطار ان نفهم بصفة موضوعية مدى انتشار او انحسار فكر او نشاط القاعدة او اى حركة مشابهة اخرى موجودة او محتملة التواجد فى الساحة العربية فالحراك الشعبى الديمقراطى الذى انطلق بالمنطقة العربية رمى بالقاعدة فى الصفوف الخلفية من الاهتمام اعلاميا شعبيا وحتى اسلاميا لقد نجحت مضاهرات شبابية فى خلع اكبر الدكتاتوريات العربية وبدون اسلحة ولا حتى عصى او حجارة لقد حقق الشارع الاعزل ما لم تقدر عليه القاعدة بترسانتها الرهيبة من الاسلحة والامكانيات مما وضع كل برنامجها بل ومدى نجاعتها فى المنطقة فى الميزان فهل.ستعدل القاعدة من تكتيكاتها فى الساحة العربية على ضوء الاحداث الجارية فى المنطقة.؟ اننى اتوقع ذلك
القاعدة والديمقراطيات العربية المحتملة
ان تلازم الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاقتصادية شرطان اساسيان لاطفاء فتيل التطرف ولا سيما فى المجتمعات الاسلامية حيث للدين تصور سياسيى واقتصادى وثقافى جاهز للتفعيل فى الخطاب والتحشيد
فارساء الديمقراطية السياسية فى الوطن العربى تفقد المتطرفين الذراع الاول ويبقى الذراع الثانى متأهّبا للقتال حتى استتباب العدالة الاجتماعية.او الاقتراب من ذلك
التطرف والعدالة الاممية
ان ما ينطبق على الساحة الاقليمية يتاكد على مستوى اممى ودولى فانخرام التوازن الدولى سياسيا واقتصاديا ساهم وسيواصل المساهمة فى خلق حركات متجذرة لا تطالب بالمساواة والعدالة الاممية فقط بل ستنشط للمواجهة العملياتية ضد الهيمنة الاقتصادية العالمية المتزايدة للدول الكبرىوالحيف السياسى المسلط على الدول النامية ولا سيما الدول العربية ومنها القضية الفلسطينية واطروحات القاعدة وتحركاتها التى تصب فى هذا الاتجاه ليست بيتيمة فىالمنطقة وقد يخفت نشاط القاعدة علىمستوى المنطقة العربية اذا ما نجحت الحركات الديمقرطية الراهنة ولكننى لا اعتقد ان نشاطها الدولى ضد الغرب سيخفت بل ارى انه سيتزايد ويتسع
فالعدالة والمساواة الدولية تشكل اليوم الوجه الاخر للديمقراطيات والعدالة الوطنية لاستتباب السلم واشاعة الرفاه والتقدم فى العالم
التعليقات (0)