مواضيع اليوم

مستقبل العلاقات الإيرانية المصرية

سليمان شعيب

2011-03-31 19:30:33

0

 بعد ثلاثة عقود من المواجهة البلوماسية بين طهران والقاهرة ودخلولها منعطفات خطيرة يبدو أن علاقات البلدين توشك على فتح فصل جديد بعد ثورة 25 ينايرالمصرية فالعلاقات الثنائية بين البلدين تمر بمخاض عسير لا يستطيع أحد التكهن بما ستؤول اليه العلاقات الثنائية لكن يبدو أن طهران ترسل بإشارات بين فينة وأخرى الى القاهرة وتسير لاهثة وراء أي تصيرح يصدر من مسؤول مصري يتضمن تطبيعاً للعلاقات المصرية الإيرانية .
في قتامة الجو الحالي والمناخ المتجمد في العلاقات بين البلدين بعث وزير الخارجية المصري "نبيل العربي " برسالة واضحة الى نظيره الإيراني "علي أكبر صالحي" تتضمن استعداد القاهرة فتح صفحة جديدة في العلاقات وطي صفحة الماضي ووصف إيران بالبلد الصديق .
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" تصريح وزير الخارجية الإيراني "علي أكبر صالحي" يتضمن ترحيباً بما تضمنه تصريح نظيره المصري حول بدء العلاقات بين البلدين معرباً عن أمله بالاسراع في هذا الإطار.
في ظل التصريحات المتبادلة بين البلدين هل نستطيع تقديم رؤية واضحة حول ما ستصل اليه العلاقات المصرية الإيرانية في ظل تراكمات العقود الثلاثة الماضية للإجابة على هذا التساؤول يجب أن نعرف أولاً هل سيحكم مصر في المستقبل القريب نظام ديمقراطي أم نظام شمولي شبيه للنظام السابق لكن بوجوه ومسميات جديدة وإذا ما تحولت مصر الى دولة برلمانية ديمقراطية هل سترضخ الدولة المصرية لمطالب المجتمع المدني المصري للتعامل مع الدول على أساس معايير الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترامها أو عدم إحترامها لهذه المعايير.
أم أن مصر ستسلك نفس الطريق البراغماتي الممزوج بالقومية والستراتيجية والعمق العربي الذي انتهجه العسكر فإذا ما سلكت مصر هذا الإتجاه أستبعد أن تصل علاقات البلدين الى محطة تصالحية وشراكة لأن مصر تعتبر إيران منافساً لها في المنطقة العربية التي هي أساساً العمق الستراتيجي لمصر وفي حال أخذت منحى الديمقراطية وحقوق الإنسان فإن الدولتين لن تستطيعا الفصل في خلافاتهما لأن نظام الجمهورية الإسلامية يعتبر نظاماً غير ديمقراطي لا يحترم إرادة شعبه ويقمع دون رحمة من يقف بوجه النظام وهذا ما لا يمكن قبوله في النظم الديمقراطية إلا إذا سارت الديمقراطية وراء المصالح .
ولكن كما يبدو مؤخراً بعد الاطاحة بمبارك ودخولها الفضاء الديمقراطي بدأت مصر تسير في اتجاه ديمقراطي حيث أن الإعلام المصري بات يطرح قضية شائكة يحاول النظام في إيران طمسها بكل ما يملك من قوة ألا وهي قضية عرب الأحواز حيث رايت صحيفة الأهرام وهي صحيفة حكومية تتبنى القضية وهذا ما يزعج النظام الإيراني ولعله الدافع القوي لإيران لتلهث وراء سراب تطبيع علاقاتها بمصر كي تحول دون إيصال العرب الأحوازيين صوتهم للعالم من على منبر القاهرة .
هنالك إحتمال أخير يمكن أن يؤدي بتحسين العلاقات المصرية الإيرانية وهو إذا ما استطاعت الجماعات المصرية الإسلامية وعلى رأسها (الجهاد – الإخوان) الإمساك بزمام الحكم في القاهرة وهذا ما تعمل عليه هذه الجماعات عبر وقوفها بوجه تغيير الدستور ودعم تعديله بمساندة إيرانية واضحة ما سيمكنهما من حكم مصر في المستقبل على الأرجح لكي تفتح الباب بمصراعيه لدخول إيران أرض الكنانة.
إذا فشلت الديمقراطية المصرية الفتية واستطاع الإخوان والجماعات الإسلامية الحليفة في تولي قيادة مصر واستطاعت البراغماتية للبرادعي كسب الرهان وتحالف مع الإخوان وتمكن الثلاثة الإمساك بحكم مصر سوف يكون من المرجح تحسين العلاقات المصرية الإيرانية في المستقبل المنظور وفي غير ذلك ستظل العلاقات الثنائية بين البلدين تراوح مكانها الى أجل غير مسمى .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات