العراق يمر بأزمة ليست الأولى منذ ان بدأت العملية السياسية عام 2003 والتي ارتكزت على المحاصصة وفيما بعد كتب الدستور على عجالة ولا يزال هذا الدستور محط جدل وانتقادات فهنالك من يرى انه ترك الباب مفتوحا لتفسيرات الكتل السياسية والتي تلجا اليه عندما ترغب ولا تتفق عليه عندما يضر بمصالحها الحزبية, وهذا أمر معيب فلابد للفرقاء السياسيين المتنافسين على السلطة ان يضعوا المصلحة الوطنية العليا في المقدمة، لقد أنذرت وثيقة اربيل التي تحتوي على تسعة نقاط , والموقعة من قبل القادة السياسيين الخمسة, أنذرت رئيس الوزراء نوري المالكي وأعطته مهلة خمسة عشر يوما لتنفيذ البنود وهددت بسحب الثقة عنه كرئيس للوزراء، وتنتهي المهلة يوم 17 من هذا الشهر في وقت يحظر الرئيس جلال طالباني لعقد مؤتمر وطني في بغداد للخروج بحلول توافقية للكتل السياسية لإنهاء الأزمة.
رئيس الوزراء نوري المالكي من جانبه أعطى خيارين إما الحضور للمؤتمر والخروج بحلول توافقية وإما سحب الثقة عن الرئاسات الثلاثة وليس فقط سحبها من رئيس الوزراء ، فمستقبل العراق أمام حلين لا ثالث لهما إما الحل التوافقي الذي يضرب الدستور وسيكون بمثابة عرف سياسي عراقي وبعدها سوف لن يكون للعراقيين القدرة على الخروج من نفق الأزمات، وإما الحل الدستوري بسحب الثقة عن رئيس الوزراء أو حتى الرئاسات الثلاثة , برأيّ سيكون الحل الأمثل لأنه أولا سيضع حدا للقفز فوق الدستور وتجاوزه والى الأبد , وثانيا سيكون العراقيون أمام مرحلة جديدة ويخرجون من هذه الأزمة دستوريا وبالإمكان الاستمرار بالعمل لتحقيق الخدمات وإصلاح الأوضاع، ان تغليب المصلحة الوطنية العليا والالتفات الى وضع الإنسان العراقي ومعيشته لا يأتي من فراغ إنما يأتي من احترام الدستور الذي كتب وتم التوقيع عليه من قبل سياسيي العراق الحاليين, واللجوء الى المحكمة الاتحادية والقضاء في حالة الاختلاف على تفسير بنود الدستور يحصل في اغلب البلدان, ولابد للجميع ان يحترم قرار المحكمة الاتحادية العليا وإلا فسيكون ضياع العراق قاب قوسين او أدنى .. لابد للجميع ان يصحوا من غفلتهم فمستقبل العراقيين أصبح مجهولا, والمواطن فاقدا للأمل في ظل تلك الأزمات التي تفتعل من قبل السياسيين وأصبح الإنسان مثقلا بالهموم ،، الحلول الدستورية دائما هي الأفضل للخروج من الأزمات وإلا فسيبقى العراقيون يعانون وتضيع حقوقهم وتضعف شرعية الحكومة وتذهب هيبتها ولن تكون الأمور على ما يرام ومستقبل العراق سيصبح في مهب الريح.. اقبلوا ببعضكم وارضخوا للدستور واكفوا العراقيين شر الأشرار.
التعليقات (0)