كثيرون تحدثوا عن السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحكم فى مصر ولن تتوقف تلك الأحاديث حتى تنتهى عملية إنتقال السلطة من الرئيس مبارك إلى من يخلفه ، وهناك إحتمالات ثلاثة فى المشهد السياسى أمامنا لمن يخلف الرئيس مبارك ، وهذه الإحتمالات أُرتِبها حسب الأفضلية من وجهة نظرى الخاصة بالنسبة لمستقبل مصر وتماسك نظام الحكم ، أول هذه الإحتمالات هو أن يكون لدى النخبة الحاكمة فى مصر حس سياسى ووطنى للظروف الصعبة التى تعيشها فئات كثيرة من الشعب وتطلع الكافة للتغيير بمعناه الحقيقى فتبادر تلك النخبة بترشيح شخص ذو خلفية عسكرية كمستقل وتحشد له الأصوات اللازمة ويدخل الإنتخابات الرئاسية ، وأتمنى حدوث ذلك السيناريو لقلة وإنعدام أخطاره وهو خطوه أولى فى طريق التغيير الصعب ، والإحتمال الثانى - وإن كان صعب الحدوث - هو تعديل الدستور ليدخل المستقلون حلبة الصراع والمنافسة ودخول هؤلاء
ليس له معنى حتى لو دخلوا عن طريق الأحزاب لو لم تكن هناك إنتخابات سليمة وغير مزورة وهذه أصعب نقطه ، وآخر الإحتمالات المتوقعة وأسوأها من وجهة نظرى هو توريث الحكم لعضو من أعضاء الحزب الوطنى ، فلكل واحد من الإحتمالات الثلاثة السابقة مزاياه وأخطاره وكذلك مرجعيته وأنصاره ، فأى رئيس قادم لمصر لابد أن يقوم بتغيير حقيقى وغير وهمى وهذا يحتاج أسلوب خاص من التدرج المدروس بعناية .
فمرشح الإحتمال الأول تتوافر فيه الشروط التى يطالب بها كتاب الحكومة فهو قادم وخلفه مؤسسة وطنية ولو بدأ التغيير الحقيقى والمدروس سيدعمه كثير من المواطنين ، والثانى لو - فرضاً - جاء سيأتى بإرادة شعبية حقيقية تكفيه وزيادة فى تولى المسئولية ، والثالث لو جاء سيأتى بمرجعية حزب كرتونى وهلامى بدليل لو تركه الرئيس مبارك وذهب بعيداً عنه سيذهب الحزب مع الريح ، ولن يحدث التغيير المنشود مهما كان مرشح الحزب وحتى لو حدث سيتأخر كثيراً لأسباب عديدة ، فعينة التغيير المزعوم نسمعها منذ سنوات ولكن على ما يبدو فالحزب يجهل الفرق بين التغيير والتغييب .
التعليقات (0)