مستقبل التدوين العربي بعد إغلاق موقع مكتوب
موقع "مكتوب ياهو" المتخصص في إستضافة المدونات العربية بوجه خاص يضم الآلاف من المدونين العرب الذين يجدون فيه المتنفس والواحة الخضراء للتعبير بحرية عن آرائهم وأفكارهم وقناعاتهم.
فاجأنا موقع " ياهوو مكتوب " مؤخراً بإعلانه التوقف عن تقديم هذه الخدمة إعتباراً من 31 مارس الجاري ... وقد شفع الموقع قراره بالإعلان المرفق أدناه:-
[تقوم Yahoo! مكتوب بتقييم مجموعة منتجاتها وخدماتها للتركيز على خدماتها الأساسية وابتكاراتها الجديدة، وبذلك سيتم إيقاف خدمة "مدونات Yahoo! مكتوب" رسمياً بتاريخ (31/03/2013). بعد إيقاف خدمة "مدونات Yahoo! مكتوب" سيتم اغلاق مدونتك تماماً وتحويل أي زائر يقوم بزيارة رابط مدونتك الى الوجهة الأكثر صلة من خدمات Yahoo! مكتوب. علماً انه يمكنك الإحتفاظ بملفاتك التي شاركت بها في مدونات Yahoo! مكتوب. للمزيد من المعلومات عن كيفية حفظ الملفات أو لأي أسئلة أخرى الرجاء زيارة قسم الأسئلة الشائعة: [ رابط الأسئلة الشائعة هنا ] . للاطلاع على خدمات Yahoo! مكتوب قم بزيارة Yahoo! مكتوب . وأيضا لدىYahoo! مكتوب منتديات: http://maktoob.forums.yahoo.com ؛ حيث يمكنك المشاركة في رأيك في المواضيع].التي تهمك].
.........................
وينبغي هنا التنويه بأن موقع مكتوب ليس الأول الذي يغلق أبوابه في وجه إستضافة المدونات العربية فقد سبقته مواقع كثيرة الكبير منها والصغيرة . ومنها على سبيل المثال لا الحصر مواقع "مدونتي" و "تدوينة" و "جيران"...... ويأتي إغلاق موقع مكتوب ليشكل بدوره ضربة موجعة من العيار الثقيل على المدونين وملايين المشاهدين والمتابعين لنشاط التدوين في البلدان العربية من مسقط إلى نواكشوط.
..............
الملفت أن موقع مكتوب يعتبر من المواقع العربية الناجحة الشهيرة جداً ... والأكثر من كل هذا أنه وحسب (عدادات) المشاهدات التي تحظى بها الكثير من المدونات في الموقع ، فإن بعضها قد وصل عدد مشاهداته إلى أكثر من 24 مليون .. وهو الأمر الذي كان من المفترض أن يكون فيه الحافز والدافع لشركة Yahoo أن تتمسك بهذا الموقع بوصفه دجاجة تبيض بلاتين ، وسيدر عليها المزيد من الإعلانات التجارية بالنظر إلى أعداد متابعيه .
من جهة أخرى وفي هذا الجانب نرى موقع مدونات مكتوب لايقدم نفسه على إعتبار أنه أكثر المواقع مشاهدة . وإنما يعلن عن نفسه دائما بأنه الأكثر تعليقاً....
أين تكمن المفارقة إذن من واقع تخلي شركة Yahoo العالمية عن رعاية موقع مدونات مكتوب؟؟؟
هل هناك ضغط مـّا من جهات عليا حكومية رسمية مـّا ؟؟
هل قام بعض "المرضى بداء الطواويس" من المدونين في الموقع بتزوير الرقم الحقيقي للمشاهدات التي تحظى بها مدوناتهم أم ماذا؟ وهو ما أدى إلى إكتشاف شركة Yahoo لهذا التزوير فتوقفت عن رعايته؟؟... ربما.
تزوير أعداد المشاهدات ليس بجديد في عالم الإنترنت .. والعرب ليسوا بخير أمة أخرجت للناس في هذا الصدد .. بل وبوجه خاص هم أكثر من يفعل ذلك لطبيعة في النفس تتمحور في الطاووسية وميلها إلى الفهلوة وإستعباط وإستحمار الغير ، وتمسكها بالقشور والمظهرية ، ومعاناتها من إنعدام المصداقية......... هذه نواقص وسلبيات لم ينجو منها حتى بعض رجال الدين والدعاة المنافقون المتكسبون من الدين الذين لايتوقف لسانهم (أمام الناس) عن اللهج بالفضيلة ودولة الخلافة الراشدة وقال الله وقال الرسول....... وقد ثارت قبل فترة فضيحة تزوير بعض هؤلاء الدعاة لعدد متابعيهم في تويتر وجابت الفضيحة أصقاع الكرة الأرضية الأربعة وضحك منها اليهود والفاتيكان ، وأثارت شماتة الهندوس وأتباع بوذا وسدنة معبد السيخ الذهبي. وجعلوا منها المثال الفاضح على تفاهة بعضنا في الدين والدنيا والآخرة ؛ وأنهم المثل الأعلى في إنعدام المصداقية ومحض منافقون مراءون فاسدون . يضمرون ما لايعلنون ويقولون مالا يفعلون ..... ينهون عن الفاحشة والذنب والصغيرة والكبيرة والموبقة ثم ينقلبون فيأتون في الخفاء بعشرات أضعاف أمثالها وأكبر منها.
طبيعة وتركيبة الشخصية العربية الطاووسية التي تفتقر إلى الشفافية والمصداقية في كافة مناحي حياتها وقناعاتها وتصرفاتها وردود أفعالها وتعاملها مع نفسها وحكمها على غيرها كما ذكرنا ؛ تنسحب بدورها على الحكومات العربية ممثلة في مسئوليها ومنسوبيها . وتلعب إذن دوراً فاعلاً في قناعات محاربة الحكومات لكل تطوير وتكريس لثورة المعلوماتية وحق وحرية التعبير داخل بلدانها على أقل تقدير . وهي في هذا الإطار وبدلاً من أن تعمل على تعديل أخطاء رموزها وكوادرها ووجوهها والمحسوبين عليها بالتخلي عنهم وتركهم لمواجهة للقضاء ؛ نراها تقفز دائماً وتسعى حثيثة لإجتثاث كل ما قد يؤدي إلى فضح سلبياتها ويكشف جرائمها وعموم عوراتها ، وحيث لايمكن بأية حال من الأحوال الحكم بغير مسئولية المتبوع عن أعمال تابعه ......
رأس المال العربي المستثمر في مجال المواقع الألكترونية ضعيف هو الآخر ويعتمد في معظمه على إجتهادات شخصية فردية غير مؤسساتية . وبالتالي يتوقف إستمرارها على بقاء هؤلاء الأشخاص أحياء وقادرين على تسييرها .. وهو مستحيل لأن الشخص يزول بسرعة مقارنة بالمؤسسة التي بإمكانها أن تستمر لفترة أطول ...... ووفقاً لهذا وذاك وكافة العوامل والمعطيات المشار إليها أعلاه ؛ فإن مستقبل التدوين العربي يبدو قاتماً لايبشر بخير أبداً ....
نقول مبروك للشمولية وحكم الفرد والديكتاتورية والفساد المالي والإداري وكافة لصوص المال العام وسدنة الفساد المستشري..... فكل موقع ألكتروني حـر يسقط ويتهاوى في الطريق هو في حقيقة الأمر نصر لهؤلاء في هذا الإتجاه الذي يشتهيه طيور الظـلام.
التعليقات (0)