مواضيع اليوم

مستقبل البحث العلمي في الوطن العربي

سليمان الحكيم

2011-08-23 19:28:04

0

مستقبل البحث العلمي في الوطن العربي

أقرأ كثير، ربما هي المشكلة الوحيدة التي اصادفها دوماً في امسياتي، ولكن لما هي مشكلة؟

بالنسبة لي.. هي ليست مشكلة ولكنها بالتأكيد الضرة اللدود لأم البنين، إذا أعجبني كتاب ما أو شدني محتوى مقال، فأنا مرغم على تكملة قرأته ولا أستطيع التوقف عن القرأة حتى إنتهائي منه، وبما أنني من المهتمين والمتعصبين دوماً والحاملين على أكتافهم همّ الأمة والإرتقاء بها، وأتمنى أن أشاهد قبل موتي الذي تقترب ساعاته ودقائقه وثوانيه مني ولو بصيص أمل بتحقيق هذا الحلم الذي راودني صغيراً. وهو....

أن تكون أمتنا العربية مجتمعة على تحقيق ما تصبو إليه تطلعات شعوبها وآمال شبابها وفتياتها والإهتمام بكل ما ينشل ويرفع شعوب هذه الأمة من جهل وفقر وأمية ومن آلاف الأساطير والخزعبلات القابعة على صدورنا والنائمة في عقولنا منذ مئآت السنين.

ولكن كيف الطريق لتحقيق هذا الأمر؟

أعتقد أن كل عربي غيور على الأمة، لديه حلم مثلي في الإرتقاء بأمتنا العربية مما يعتريها من أمراض إجتماعية وتربوية وعلمية وحتى دينية، في تصفحي لمجلة العربي شدني مقال للدكتور علي التركي وهو أكاديمي من الكويت يتحدث بشجون عن مستقبل البحث العلمي في الوطن العربي، والمتمعن فيما كُتب بالمقال سيجد مقارنة خاصة بالإنفاق على البحث العلمي (غير العسكري) بين دولة الكيان الصهيوني وبين الدول العربية مجتمعة، ذاكراً أن ماينفقه الكيان الصهيوني حوالي 9.8 مليار شيكل، أي ما يوازي 2.6% من حجم إجمالي الناتج الوطني عام 1999، وفي 2004 وصلت نسبة الإنفاق إلى 4.7% من الناتج الإجمالي، علماً بأن معدل ما تصرفه حكومة الكيان الصهيوني على البحث والتطوير المدني في مؤسسات التعليم العالي يوازي 30.6% من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بأكمله، ويُصرف الباقي على الرواتب والمنشآت والصيانة وغيرها، على عكس ما يحدث في البلدان العربية إذ أن أغلب الموازنات المخصصة للبحث العلمي تصرف على الرواتب والمكافآت، والملفت للنظر أن القطاع الخاص في دولة الكيان الصهيوني يساهم بما قيمته ضعفيّ ما تنفقه الحكومة الإسرائيلية على التعليم العالي.


يقارن الدكتور علي التركي وضع الكيان الصهيوني بالنسبة للدول المتقدمة، فنجد أنه ينافس ويسبق الكثير من الدول المتقدمة في هذا الميدان، في حين أننا نرى أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي في السويد 3.3% و 2.7% في سويسرا واليابان وتتراوح بين 2% إلى 2.6% في كل من فرنسا والدنمارك والولايات المتحدة الأميركية، وما يتراوح بين 0.5% إلى 1.9% في بقية الدول المتقدمة خلال العامين المنصرمين

على ماذا يعتمد الكيان الصهيوني

يعتمد الكيان الصهيوني على المراكز البحثية الجامعية ومؤسسات التعليم العالي، وتبلغ معدلات الإنفاق الحكومي حوالي 30.6% من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بينما يساهم القطاع الخاص بما نسبته 52% من الإنفاق العام على الأبحاث والتطوير، كما أن الكيان الصهيوني يحتل المركز الثالث عالمياً في صناعة التكنولوجيا المتقدمة بعد وادي السيلكون في كل من كاليفورنيا وبوسطن، والمركز الخامس عشر بين الدول الأولى المنتجة للأبحاث والإختراعات، ولكن نسبة لتعداد سكانها ومساحتها فهي تعتبر الأولى في العالم على صعيد إنتاج البحوث العلمية.

ما هي أوجه القصور في الوطن العربي

تعود اوجه قصور الجامعات العربية في البحث العلمي إلى عدم تخصيص ميزانية مستقلة، إضافة إلى قلة الجهات المانحة لأي منحة بحثية، كما أن تركيز هذه الجامعات على عملية التدريس أكثر من البحوث العلمية، ناهيك عن الفساد الإداري والمالي المستشري، وعدم وجود المغريات التشجيعية ومناخ الحرية، ومن ثم القرار السياسي الداعم، بينما نرى أن الدول المتقدمة ترصد الميزانيات الضخمة للبحوث العلمية وتحث الشركات والأفراد على المساهمة لمعرفتها بالعوائد الكبيرة المتوقعة في حين تراجع الإنفاق على البحوث العلمية في الدول العربية.
على سبيل المثال لقد أنفق العالم عام 1990 - 450 مليار دولار على البحث العلمي والتطوير كان نصيب الدول النامية أقل من 4% بينما تتضاعف في الدول المتقدمة نسبة الإنفاق كل 3 سنوات تقريباً.

يعتبر القطاع الحكومي هو الممول الرئيسي لنظم البحث العلمي في الدول العربية حيث يبلغ 80% من مجموع التمويل المخصص للبحوث والتطوير والباقي من مصادر مختلفة، على عكس الدول المتقدمة ومعها الكيان الصهيوني حيث تتراوح حصة القطاع الخاص ما بين 70% في اليابان، 52% إسرائيل والولايات المتحدة.

في رأيي أن المجتمع العربي قد تأخر بما فيه الكفاية ويجب عليه تسريع الخطى ليلحق بركب الحضارة من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل لأجل أولادنا، وهذا بالتأكيد يتطلب تكاتف الجهات المسئولة وإُتخاذ القرار السياسي الداعم وإنشاء المراكز البحثية المتخصصة في الجامعات والمعاهد العلمية المختلفة والقيام بتطوير الأبحاث العلمية، والسعي لتوفير الدعم المالي سواءاً عن طريق التمويل الحكومي أو الهيئات الأهلية والمدنية كما يجب عمل برنامج تسويقي جيد لدعم هذه المراكز البحثية عن طريق حث الشركات والمؤسسات الخاصة والأفراد لتقديم الدعم لهذه المراكز.

التعليم والتدريب والتنشئة

في البداية يجب أن أوضح أننا مطالبين بتعديل العديد من المناهج الدراسية للصفوف التعليمية المختلفة التي لا تتوافق مع العلوم الحديثة، إستخدام الأساليب العلمية المتطورة في التعليم العلمي والتقني وعدم الإكتفاء بتقديم النظريات دون الولوج في عالم التطبيق والإختبارات وخاصة للمناهج العلمية، القيام بتطوير معاهد تربوية خاصة للنهوض بالمستوى التعليمي والأساليب التعليمية الحديثة، النهوض بالتدريب التقني والمعلوماتي، الإعتماد على الوسائل التكنولوجية الجديدة في تدريب الكوادر التعليمية، تخصيص دوارت تدريبية لتطوير المهارات الفردية لموظفي القطاع العام والقطاع الخاص على حد سواء.

إن القضاء على الفساد الإداري والمالي الذي تنامى في ظل التخلف والجهل والإستبداد السياسي والإقتصادي هو من أهم أهداف الثورات العربية التي نرى جذوتها في الأقطار العربية، لذا فإن الأمة مدعوة لمحاسبة اية حكومة جديدة لا تتبنى في برامجها التنموية القضاء على الأمية والجهل والإرتقاء بالتعليم المدرسي والعالي وتعديل المناهج بما يتواكب مع العلوم الحديثة، وإنشاء المعاهد والمراكز البحوثية العلمية والتربوية على حد سواء لما له من عظيم الأثر في رقي مجتمعاتنا ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات