حوار مع الدكتـور ميلـود حبيبـي مديـر مكتب تنسيـق التعـريب
في هذا الحـوار يطلعنا مديـر مكتب تنسيـق التعـريب التابـع للمنظمة العربية الألكسـو الدكتور ميلـود حبيبـي عن دور المكتب في تطويـع اللغـة العربيـة وجعلها مواكبـة للتطورات العالمية التي يعرفها العالم، وعن متابعـة مستقبل مسلسل التعريب في الوطن العربي طبقا لتوصيات القمم العربية، ومنها القمة العربية بدمشق الأخيرة، التي أفضت بدعوة الأمـة العربيـة القيام بإصلاحات جوهـرية على مستـوى النهوض بقطاع التربيـة والتكويـن خلال هذه العشـرية، أمـر ستكون فيـه وبلا شك لمكتب تنسيـق التعريـب دورا رياديا لإنجاح هذه الرهانات على حـد قوله.
المكتب أنشأ منذ سنة 1961 في عهد محمد الخامس رحمه الله، وتعاقب على إدارته منذ ذلك الحين رجالات أبلوى البلاء الحسن في خدمـة اللغـة العربيـة ومواكبـة مسلسل التعريب الذي خاضه المغـرب عقب استقلاله السياسي وتعزيزه بالاستقـلال اللغـوي والثقافـي، ومنه العلامـة محمد عبد العزيز بنعبد الله والأخضر غـزال... إذ شكـل التعريـب آنذاك الحلقة الأخيرة نحو الاستقلال التام، وحيـث إن التعـريب لم يكـن قضيـة قطـرية تتصـل بالمغـرب دون غيـره من أقطار الوطـن العربـي ألحـق مكتب التنسيق في إطار التضامن العربي بجامعة الدول العربية قبيل تأسيس المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة الألكسـو، في سنة 1970.
وحيث إن اللغـة العربيـة هي الربـاط الوشائجـي الداعـم لتعزيز العمـل العربـي المشتـرك تم الاستثمـار في مؤسسات علمية وأكاديمية لتمكيـن اللغة العربيـة في وطنها وفي العالـم، فصارت لغة رسمية من لغات منظمـة الأمم المتحـدة، وقد تأتى لها ذلك بفضل عمل مثيل هذه المؤسسات التي برهنت علميا بأن اللغة العربيـة لغـة عالميـة، تحتاج لتعزيـز بناها بمنـحها كامل العنايـة والاعتبـار، وبما يمكن استراتيجيا نحو مزيـد من التلاحـم العربـي والإسلامـي، وتعزيز رهانات الوحـدة العربيـة التي أفشلـت غيـر ما مرة من جهات أجنبيـة، حين رأت فيها تهديدا لوجود الجرثومة السرطانية إسرائيـل المزروعـة عنـوة في قلـب الوطـن العربـي.
ومن أهـداف مكتب تنسيق التعريب ما يلي:
- تنسيق الجهود التي تبذل للتوسع في استعمال اللغة العربية في التدريس بجميع مراحل التعليم وأنواعه ومواده، وفي الأجهزة الثقافية ووسائل الإعلام المختلفة.
- تنسيق الجهود التي تبذل لإغناء اللغة العربية بالمصطلحات الحديثة ولتوحيد المصطلح العلمي والحضاري في الوطن العربي بكل الوسائل الممكنة.
- تتبع حركة التعريب وتطور اللغة العربية العلمية والحضارية في الوطن العربي وخارجه بجمع الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع ونشرها أو التعريف بها.
- الإعداد للمؤتمرات الدورية للتعريب .
س: يشيع لدى بعـض الباحثيـن والدارسيـن بأن مكتـب التنسيـق لم يعد ينسـق كما كان من قبـل، مما فسـح المجال لبعـض التباينات في الاستعمـال المصطلحي والمعجمي بين الباحثيـن العرب، كيف يقـع هذا بوجـود مكتـب لتنسيـق التعـريب في الوطـن العـربي.
ج: بداية أود أن أشكركم على هذه الاستضافة، وهو ما نعتبره مدخلا أساسيا لانفتاح المؤسسات العلميـة والأكاديميـة وتقـريب عملها من الجميـع، والمنابـر الإعلاميـة اليـوم مدعـوة للتعـريف بما تسهـم به المؤسسات الوطنيـة والدوليـة المنشغلـة بمختلـف القضايا محليـة كانت أو قوميـة، كاللغـة العربيـة، أما بالنسبـة لسؤالكـم فإننـي لا أرى أن المكتـب قد تخلى عن دوره كجهاز عربـي متخصـص لتنسيـق التعـريب في الوطـن العربـي، وإنما الأمر في حد ذاته يرجـع إلى قصـور الجانب الإعلامـي والدعائـي للتعـريف بمنجزاتـه وأنشطتـه، ولذلك يظـن البعـض بأن المكتـب قد تخلـى عن مهمـة التنسيـق أو أنه تعثـر فيها، وإنما الصحيـح هو أن منهجيـة المكتب الآن تركـز كثيـراً على الجانـب البحثـي لفائدة اللغـة العربيـة، بالتعاون والتنسيـق مع الجامعـات والمجامـع اللغويـة والهيئات العلمية المتخصصـة.
س:أنتـج مكتب تنسيـق التعـريب عددا مهما من المعاجـم الموحـدة، ويظهـر أنها لا تلقى القبـول المطلوب من دول أعضاء منظمـة الألكسـو، في ظـل هذا الوضـع، كيف يمكـن تفعيـل إصـدارات المكتـب المعجميـة في الاستعمـال اليومـي العربـي.
ج: أنتـم على حـق في هذا الأمـر نسبيا، لقد أنتج المكتب كمّـا هائـلاً من المعاجـم العلميـة الموحـدة في مختلف العلـوم والفنـون باللغات الثلاث (العربية، الفرنسية، الإنجليزية) تضم عشـرات الآلاف من المصطلحات العلميـة التـي أعدتها ودرستـها وقومتـها العديـد من النـدوات العلميـة وتم عرضها على لجان متخصصـة في مؤتمـرات التعـريب التي صادقـت عليها كما تـم عرضها على المجلـس التنفيـذي للمنظمـة الذي تحضـر فيه كل الدول العربيـة وتم اعتمـاد هذه المعاجم، ويعمـل المكتب باستمـرار لوضعها رهـن إشارة الدارسيـن والباحثيـن، سواء عن طريق التوزيـع أو عبر موقع المكتب على الانترنيـت، أو بالاطـلاع عليها في مكتبتـه العلمية المتخصصـة.
س: توليتـم منصـب مديـر إدارة التربيـة في المنظمـة العربيـة ألكسـو، فهل قدومكـم من هذا المنصـب ينـدرج ضمـن رؤية منهجيـة لتطـوير أداء مكتـب تنسيـق التعـريب.
ج: لا شـك أن التجربـة العلميـة التي راكمناها طـوال المدة التـي تولينا فيها مهمة إدارة التربيـة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تونـس، قد تساعدنا في مهامنا الجديدة على رأس مكتـب تنسيـق التعـريب بالرباط، خاصة وأن هذا المكتـب هو بدوره جهاز متخصص تابع للمنظمة نفسها، مما سيمكننا إن شاء الله، من المزج بيـن إستراتيجيـة المنظمـة في ميدان التربيـة في الوطـن العربـي، ومسار مكتـب تنسيـق التعريـب الذي يقـوم بالمساهمة الفعالة في الجهـود التي تبـذل في الوطن العربي للعناية بقضايا اللغـة العربيـة ومواكبتها لمتطلبات العصر، واستجابتها لمطالبه.
س: راكم مكتبكـم تجربـة مهمـة في البحث اللغـوي عبـر مجلـة اللسان العربـي، ويظهـر أنها الآن تعانـي بعض الصعـوبات في انتظام الصـدور ومستـوى الأبحاث، ما هي اكراهاتكم في المكتـب، وكيف ستدبـرون المرحلـة في وقت ينتظـر من مكتبكـم الكثيـر للغـة العربيـة.
ج: لا أتفق معكـم في وصفكـم المتشائـم لوضعية مجلـة (اللسان العربي) التي هـي في نظـرنا معلمـة راسخـة تفخـر بها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وجهازها المتخصص (مكتب تنسيق التعريب)، وهي مجلـة أكاديميـة تحظـى باهتمام الأوساط الثقافيـة على الصعيـد العالمي، وذلك بفضـل تميـزها بنشـر الأبحاث اللغـوية وقضايا التعريـب والترجمة وقوائم المصطلحات والمشروعات المعجمية، وتنتظـم في صدورها بمعدل عددين في السنة، إلا في حالات مفصولة لا يمكن الاعتداء بها لتقويم تجربة مجلة اللسان العربي التي وصلت أعدادها أكثر من ستيـن عددا.
س: بحكـم مسؤوليتكـم مديـرا للتربيـة بمنظمـة الألكسـو ومديـرا لمكتـب تنسيـق التعـريب، كيـف تقييمـون وضعيـة اللغـة العربيـة، ودرجـة الإرادة السياسيـة فـي الوطـن العربـي لمواصلـة مسار التعـريب.
ج: وضعيـة اللغـة العربيـة، كأي لغـة حية في العالـم، تصارع من أجل أن تحتـل المكانة اللائقـة بها بين اللغات العالميـة المتقدمة، ولذلك فهي تنمـو وتتقـوى وتتـزود بالمصطلحات التي تحتمها مواكبـة للحياة المعاصـرة، بفضل تكاثف الجهـود بين كل الفاعليـن في هذا المجـال في الوطـن العربـي.
أما عن الإرادة السياسيـة في مواصلـة سياسـة التعـريب في الوطـن العربـي، فكـل الدول العربيـة تتوفر على سياستها الخاصـة بالتعـريب، وكلها تصـب في نهاية الأمر على تعريـب التعليـم والإدارة والحيـاة العامـة، وتساهـم كل إدارات منظمـة الألكسـو في هذا الجهـد القومـي، كما هو الشأن بالنسبـة لمكتـب تنسيـق التعريب الذي لا يألـو جهـداً في توفيـر المصطلـح العلمـي الموحـد في كل مياديـن الحيـاة.
في كثيـر من الأقطـار العربيـة تطـرح إشكاليـة التعـدد اللغـوي كيـف تنظـرون إلى هذا الأمـر.
التعـدد اللغـوي في بعـض الأقطار العربيـة، هو أمـر إيجابـي على العمـوم، ويعتبر قيمـة مضافـة للغـة العربيـة، يمكنها من الانفتاح على العالـم الخارجي، على أن تعمـل كل دولة عربيـة على الحفاظ على هويتها وثقافتها ولغتها العربيـة التي يجب أن تظل دائماً هي اللغـة الرسمية للبلـد، وأن تبقى دائما هي لغـة التخاطب والإدارة وفي كل مرافق الحياة العامـة، ومن الضروري أن يتم تلقيـن لغات أجنبيـة أخـرى في التعليم كلغة، على أن تظـل اللغة العربية تظـل لغة التدريس في كل مراحـل التعليم المختلفـة.
س: وجـود لغات أجنبيـة في موقـع قـوة في أقطار عربيـة يدفـع باللغـة العربيـة إلى الخلـف هل يتعلـق الأمـر بتفـوق تلك اللغات، وما هـي الحلـول المقترحـة لذلك.
ج: وجـود لغات أجنبيـة بكثافـة في بعـض البلاد العربيـة إلى جانب اللغـة الرسميـة لهذه البلـدان، لا يعني أن اللغـة العربيـة هي في صراع على مكانتها مع هذه اللغـة الأجنبيـة أو تلك، لأن أي خلـل أو تهاون من أهل البلـد في الحفاظ على لغتهـم، سيعطـى المجال لطغيـان لغـة أجنبيـة على لغـة البلـد الرسميـة، وسيعتبـر ذلك بمثابـة تفريـط وتقصيـر في الحفاظ علـى دعامـة من دعامـات الهويـة للبلـد. ولذلك فلا خـوف على مستقبـل اللغة العربيـة في العالم العربـي، لأنها لغـة حيـة قابلـة للتطـور ومسايرة ركـب الحضارة والتقـدم العلمـي.
س: هل يمكـن أن نتحـدث عن علاقـة تكامـل بيـن مؤسستكـم وأجهـزة قطريـة من أكاديميـات للغـة العربيـة وغيـرها.
ج: هذا التكامـل بين المكتـب وبين المؤسسات القطرية العربية المتخصصة، كان موجـوداً على الدوام، من خلال مهام المكتـب الذي يركز على تتبـع ما تنتهي إليه بحـوث المجامع اللغوية والعلمية العربية، وكذلك أنشطة العلماء والأدباء والمترجمين مما يمس مباشـرة قضايا التعريب والمصطلـح، وجمـع ذلك كلـه وتنسيقـه وتصنيفـه تمهيـداً للعرض على مؤتمـرات التعـريب، فضلا عن المشاركـة الفعليـة لكل هـذه الهيئات فـي مختلـف الأنشطـة العلميـة التي ينظمـها المكتـب أو يقـوم بإنجازها.
وبالطبـع فهنـاك تنسيـق وثيـق مع اتحـاد المجامـع العربيـة، ومع وزارات التربيـة العربيـة من خـلال اللجان الوطنيـة للتربيـة والثقافـة والعلـوم ونأمـل في المستقبـل القريب إلى توثيـق العلاقة مع اتحـاد الجامعات العربيـة، ومع الأجهـزة المختصة في هذه الجامعات، وخاصة شُعـب اللغـة العربيـة بالجامعات ومراكـز البحـث التابعـة لها على امتـداد الوطن العربي، ومع اتحـاد جامعات العالـم الإسلامـي نظرا للمكانـة التي تحتلها اللغـة العربيـة في الجامعات الإسلاميـة، والتنسيـق على أعلى مستـوى خدمـة للغة العربيـة أمـر مطلـوب، لكون المسألـة لها صلـة بالهـوية الوطنيـة والثقافيـة والحضاريـة لمجتمعاتنا العربيـة.
س: يعتقـد البعـض بأن اللغـة العربيـة قد تراجعـت عن دورها كلغـة علـم، في الوقـت الذي نجحـت فيـه لغات أقليـات أخـرى فأصبحـت لغـة علـوم واختـراع، هل الإشكـال في اللغـة أم في الذيـن يتحدثـون بها.
ج: لا يمكن أن نقـول هكـذا ببساطـة، بأن اللغـة العربيـة قد عجزت عن مسايـرة ركـب الحضارة والتقـدم العلمـي، أمام لغات أخـرى كانـت ذات يـوم شبـه ميتـة، لأن المشكـل هنا لا يكمـن في اللغـة العربيـة في حـد ذاتها، بل الأمـر يرجـع أساساً إلى درجـة الاستعمـال والتـداول بالإضافـة إلى الإنتاج العلمـي الذي من شأنـه إعطاءها الفرصـة لاقتحـام المجالات العلميـة المختلفـة، لأنها لغـة تعليـم ولغـة تواصـل ولغـة البحـث العلمـي، وباستطاعتهـا تلبيـة حاجات الحيـاة العصريـة بكـل المقاييـس.
س: ما هي معالـم الحلـول التي يمكن أن نخلـص إليها بعـد دراسـة وتحليـل واقـع اللغـة العربيـة عـربيا وعالميا.
ج: مما سبـق يتأكـد لنا بأن اللغـة العربيـة هي لغـة علـم بامتياز، ومن هذا المنطلـق يجـب عليـنا نحن الفاعليـن والمسؤوليـن والباحثيـن في المجال اللغـوي، أن نتجه إلى تنسيـق الجهود للتوسـع في استعمال اللغـة العربيـة في التدريـس بجميـع مراحل التعليـم وأنواعـه ومواده وفي الأجهـزة الثقافيـة ووسائـل الإعـلام المختلفـة. ومكتب تنسيق التعريـب من جهتـه، لا يألـو جهداً في إعداد المشروعات المعجمية المتخصصـة في مختلـف العلوم والفنـون، ولا يجد أمامه أية عقبة، تحول بينه وبيـن إيجاد المقابـل العربـي لأيـة مختـرعات جديـدة.
تتأخـر دوما مؤتمـرات التعـريب بسبـب مالـي، إلى هـذا الحـد يعجـز العـرب في توفيـر اعتمادات ماديـة لخدمـة لغتهـم العربيـة؟.
ج: من المعلـوم أن مؤتمرات التعـريب، تعقـد مـرة على الأقل كل ثلاث سنوات في إحدى الدول العربية، لدراسـة ما يقدمـه إليها المكتـب من أبحاث ومقتـرحات تتعلـق بالتـعريب وتطـور اللغة العربية الحضارية واتخاذ القرارات بشأنه. وقد عقد المكتـب لحـد الآن عشر مؤتمرات للتعريب، صادقت على أكثـر من ستيـن معجما في مختلـف العلـوم والفنـون تضـم أكثر من 150 ألف مصطلحا باللغـات الثـلاث (العربية، الفرنسية، الإنجليزية). وهو الآن بصـدد الإعداد لعقـد مؤتمـر التعـريب الحادي عشر خلال شهـر أكتوبر 2008، وسيتقـدم للمؤتمـر بـ (10) مشروعات معجمية جديدة لأجل النظر فيها وإقرارها.
ونظرا لأهميـة المكتـب في خدمة اللغة العربية كضرورة وبوابة رئيسة لتعزيز الالتحام العربي، وبالنظر لما راكبه من تجـربة طويلة لمواكبـة حاجيات التعريـب في الوطن العربـي، فإن طبيعـة الرهانات المنتظرة منه تقتضـي تتوافـر الوسائل الماليـة والفنيـة ليضطلـع بالأدوار المنوطة به بما يمكـن اللغـة العربيـة من مواكبة التطـورات والعالميـة المتسارعـة، غير أن إمكانياتـه في الوقـت الراهن تبقـى ضعيفـة بالمقارنة مع حجـم الرهانات.
س: أخيـرا ما هي المشاريع التي ستنكبـون عليها في مكتـب تنسيـق التعـريب لخدمـة للغـة الضـاد.
ج: من حسـن الصـدف أننا بعـد قمـة دمشـق سنعيـش عشرية خاصة للنهوض بقضايا التربية والتعليم والبحث العلمـي بالوطـن العربي، حيث قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة الألكسـو بإعداد خطة عمل تنفيذية لتطوير التعليم ومن ضمن محاور هذه الخطة الاهتمام بضرورة إعلاء مكانة اللغة العربية في مجالات الاهتمام بضرورة إعلاء مكانة اللغة العربية في مجالات التدريس والبحث العلمي، وبدون شك فإن مكتب تنسيق التعريب بحكم انتمائه إلى المنظمة سيضطلع بدور رائد في هذا المجال.
إذن أمامنـا عشـر سنـوات تتطلـب من المكتب أن يقـوم بدوره على أحسـن وجه لإنجاح الخطـة ومواكبـة تطوير اللغـة العربيـة معجميا ومصطلحيا لمواكبـة هذه المحطـات الكبـرى.
أما بالنسبة للمشاريـع والبرامج التـي ينكـب المكتـب على التحضيـر لها، فهي كثيـرة ومتنوعـة، منها ما يتعلق بالمشـروعات المعجميـة الجديـدة، ومنها ما يتعلـق بعقد الندوات المتخصصـة، ومشاريـع علميـة كبـرى كالمعجـم الموسوعي العربي للتربية والتعليـم، الذي يخطـط المكتب لتنفيـذه على مراحـل خـلال السنـوات القادمـة. كما أن المكتـب بصـدد إعداد برنامـج سنـوي لنـدوات علميـة وفكريـة يحتضنـها مقـره في الرباط، وذلك بمشاركـة أساتـذة باحثيـن مغاربـة وعـرب، وذلك لدراسـة جملـة من القضايا المرتبطـة بالتعـريب، وتدريـس اللغة العربيـة، بالإضافـة إلى قضـايا أكاديميـة أخـرى مرتبطة بالمعجمية وبالتـداول.
ويجب أن لا ننسـى دور التعاون والشـراكة في جعـل المكتب ينفتـح على فضاءات عربيـة ودوليـة، ولهذا فإن مكتـب تنسيـق التعـريب بصدد التخطيـط لمشروعات كبـرى تنفـذ بالتعاون مع منظمات عربيـة وإقليمية ودولية، مثل اليونسكـو والإيسيسكـو ومكتب التربية العربي لدول الخليـج ومدينة الملك عبـد العزيز للعلـوم والتقنيـة ومجلـس أوربا وكل المنظمات التي لها علاقة بالمجـال أو الحقـل الذي يشتغـل فيه المكتـب سواء تعلـق الأمر بالمعجـم أم بالدراسات المعجميـة أو المصطلحية أم بتدريس اللغـة العربيـة للناطقيـن بغيرها.
وحيـث نتحـدث عن التعاون فالمكتـب ينظر بأهميـة بالغة إلى التنسيـق مع المؤسسـات الوطنيـة من كليات ومراكـز البحـث، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمـع المدني وخاصة الجمعيات ذات العلاقـة بمجال عمل مكتـب تنسيـق التعريب، كجمعية اتحاد اللسانيين المغاربة والجمعيـة المغربيـة لحمايـة اللغـة العربيـة والجمعية الوطنية المعجمية...
وفي الختام يمكننا التأكيـد أن خـدمة اللغـة العربيـة وتدريسها وتيسيـر استعمالها يستوجـب وعيا بضرورة إحـلال اللغـة العربية المكانـة التي تستحقها خاصـة بعدما كثـر الحديث عن هـذه المكانـة وعن قـدرتها في مواكبـة التطورات الحديثـة التي يعرفها العالـم.
حـاوره: عبـد الفتـاح الفـاتـحـي
التعليقات (0)