عندما سمعت بهذا العنوان مره استبعدت ذهنيا وجود مصداق لهذين الصنفين على ارض الواقع لان المستضعف يكون مظلوما على اغلب التقادير فيتزن القبان وتعتدل المسألة لان نهاية المستضعف المظلوم هي الخلاص والفرج ونهاية الاستضعاف وهذه قانون الهي .
الآ ان الواقع المعاش جوّز ذهنيا وجود فئة من هذا القبيل . القران الكريم يصف قوم فرعون بالاية (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) فهم كانوا مستضعفين لدرجة انهم لايعترضون لايطلبون حقا ولايشينون باطلا ليس لهم اي اراده يعيشون الظلم والاستبداد مع ذلك يطيعون فرعون طاعة شاركوه فيها مظالمه ومفاسدة وجرائمه .. الا يعتبر هؤلاء مستضعفون ؟ الا يعتبر في نفس الوقت ظالمين بمشاركتهم ظلمه ؟
اذن الان القضية اتضحت ان يكون هناك فئة مستضعفة وظالمة .. وهذه هي المصيبة والكارثة بل الخسارة الكبيرة بينما نأمل ان يجازينا الله بعد ما وقع علينا من الظلم – ترانا نحشر مع اولئك الفاسدين وهذه القضية تنطبق تماماً مع الشعب العراقي – واقصد الاعم الاغلب منه
مشكلتنا ان الشعب منقاد لمراجع وقادة تراهن المسؤولين على اخماده واستحماره والقضاء على اراداته مع ذلك تره منقاد مطيع لهؤلاء الرموز بسبب جهله ومحدودية فهمه حتى الحاصل على شهادة علمية او اكاديمية منهم .
لذلك لايوجد لدينا الان ثقافة الاحتجاج والاعتصام والمطالبة بالحق رغم المأساة الكبيرة ورغم ان الشعب ساخط لاداء حكومته وقادته الا انه مطيعا لها ممثلا لاوامرها وسنراه في انتخابات جديدة سيذهب للتصويت لهم انفسهم.
مشكلتنا عندما خرج الشعب مرة يتظاهر سارع الفقهاء - فقهاء اخر الزمان - بتحريم التظاهر تاره وتشويهه تاره اخرى وبصور مباشرة وغير مباشرة .. طمانوا الفاسدين في هذه الحكومة بان غالبية الشعب توقفت وسوف لن تخرج ضدكم وقد افشلنا مشروع الشباب العراقي
على اقل التقادير فليكن لدينا ثقافة المطالبة بالحق مهما كان -
عندما خرج ملقدو المرجع العراقي العربي الصرخي للتظاهر والمطالبة بالحقوق والحريات قمعوا وضربوا وزج بهم للمعتقلات وصودرت كلمتهم على مرأى ومسمع من الدينيين والسياسيين ومن المؤسسات التي ترعى حقوق الانسان والمواطنة فلم يقف معهم احد حرقت مساجدهم وحوزاتهم وقتل اصحابهم واستشهد العديد منهم - بينما هرع البعض من دعاة الاسلام والتدين الى استنكار ما حصل لفئة الايمو وبأشد لهجة استنكار واعلن وقوفه معهم - اعتبروا اصحاب الصرخي عباد للبقرة او الحجارة والعيدان مع ذلك يحق لكم الوقوف معهم كونهم يشاركونكم بارض او افتوا بقتلهم بالجملة وانتهى الحال ..
انا اعتقد وكمواطن عراقي ان مؤامرة ازاحة الوطنيين الشرفاء من مراجع مؤامرة قائمة على قدم وساق ولعل اشدها واوضحها ازاحة الصرخي الذي قرأت له بيان قبل اكثر من ست سنين وهو يحذرنا سطوتكم وفسادكم لكن لايسمع الصم الدعاء .
التعليقات (0)