وقفه إحتجاجيه جديده تمثل حلقه في مسلسل الوقفات الإحتجاجيه التي لا ولن تنتهي حلقاتها في المدي المنظور , ولكن الوقفه هذه المره لم تكن كمثيلاتها من الوقفات الإحتجاجيه التي أصبحت سلوا للمصريين للمطالبه برفع ظلم ما يقع عليهم سواء المطالب العماليه أو رفع الأجور أو الإحتجاجات السياسيه , ولكن هذه المره كانت مختلفه شكلا ومضمونا فهي لم تكن أمام مجلس الشعب أو مقر الحكومه أو حتي نقابه المحامين ولكنها كانت أمام مستشفي العباسيه للأمراض النفسيه والعصبيه , ذلك الصرح العملاق "أكاديميه الطب النفسي والعصبي" والذي شيد في العام 1883 وظل قابعا في مكانه يقدم خدماته الصحيه لمرضاه المقيمين والمترددين دون توقف ما يقارب القرن والنصف من الزمان ..
ذلك الصرح الذي تم إقتطاع أجزاء من أرضه وحدائقه مرات عديده لإنشاء سوق القاهره الدولي "المعرض" ثم مساكن التمليك "المقاولون العرب" وأخيرا وزاره الإستثمار وهي الطامه الكبري التي سوف تأتي علي ما تبقي من مستشفي العباسيه .. فتردد كبار الساده المستثمرين علي وزارتهم والتي أنشئت لخدمتهم وراحتهم لفت أنظارهم وأسال لعابهم علي ما تبقي من أرض مستشفي العباسيه لتحويلها الي مدينه معارض عالميه ومول تجاري عظيم الضخامه ..
يحيا الإستثمار وليذهب المجانين الي الجحيم فمصر الآن في أمس الحاجه الي الإستثمار الخاص والخاص جدا وليست بحاجه الي مجانين أو مرضي نفسيين ..
بمجرد أن تواترت الأنباء حتي صرخ الناس كل الناس أطباء وممرضون وعاملون وإداريون وتضامن معهم المرضي وحتي الناس الماره في الشارع , الكل وقف وصرخ بأعلي صوت وقال لا .. لا .. كفايه بيع .. بعتم كل شيئ .. لم يتبقي سوي المرضي النفسيون لا تبيعوهم من أجل حفنه جنيهات ..
وقفه إحتجاجيه أعتقد أنها تكفي للقضاء علي ما تبقي من سمعه لمصر دوليا ..
لا أعرف ماذا أكتب يعجز قلمي عن الإستمرار في الكتابه ولكن لن أقول مثل كل مره حسبنا الله ونعم الوكيل بل سأرفع أكفي الي رب السماء وأدعوه أن يجعل من كل من فكر في سلب أرض مستشفي العباسيه نزيلا دائما بها ..
إرفعوا أكفكم معي الي السماء وقولوا .. آمين من كل قلوبكم
مجدي المصري
التعليقات (0)