مواضيع اليوم

مستبد عادل على عربة اطفاء مسروقة..

جمال الهنداوي

2011-09-15 17:52:01

0

 قد تكون كل الحكاية في ذلك التساؤل المر المصحوب بهزة رأس آسفة متنهدة بالغ في اظهارها مذيع الفضائية الاخبارية المصرية وهو يعرض اقوال البلطجي البليد الذي لم يجد ما يسرقه الا عربة اطفاء وبعض الدروع التي اختلسها من عناصر الامن المركزي المرتبكة..

هل هذا هو تصحيح المسار..يقولها الاعلامي المصري الشاب بألم قد نجد فيه –اضافة لنقص الخبرة-بعض العذر لمبالغته في ابراز هذا الشقي البائس كصورة للشباب المصري الثائر الذي يدعو لتصويب الترنح الذي يسود ممارسات الحكم المصري الجديد ..ولكننا لا نستطيع استنتاج حسن النية في تفسير كلمات البلطجي حول حيرته في تسويق دروع الامن البلاستيكية على انه كان يريد ان يأخذ سيارة الاطفاء لدعم مهاجمي السفارة الاسرائيلية..

المسألة قد لا تكون ابعد من هذه الصورة..فالامر اولا واخيرا هو مشاهد وصور..مواقف تسوق للداخل الحائر المرتاب من محاولات تأبط الثورة من قبل من يبتغون المتشابه من القول ابتغاء الفتنة..ورسائل تبعث بمثابرة وبلا كلل ولا تعليق الى الخارج المتطير من حكم قد يأتي بما لا تشتهيه سفنه المتصدعة من الازمات الداخلية والاقتصادية بما لا يبقي كثير مكان للقلق  غلى شكل الحكم في البلاد المنسية..

فقرة قد تكون..او حلقة من مسلسل طويل من ممارسات استعداء العالم تجاه الشباب المصري البطل الذي احنى رأس التاريخ اجلالا لرقي تحضر وثبات ووضوح الخطاب الثوري المعلي من قيم وروحية الشعب المصري الاصيل..واذا كان جمعة لم الشمل المصري قد انتجت لنا تظاهرة من اللحى المرسلة والجلاليب القصيرة واعلام وشعارات لمن يكادوا يزلقون الشعب المصري بابصارهم غيظا وكمدا وعضا على الانامل ممن تأولوا الخروج على من قمصه الله حكم ارض الكنانة..فانه ليس من المستغرب ان يكون تصحيح مسار الثورة عن طريق الصور التي تظهر ابتسامات رجال الامن البلهاء امام الكاميرات وسط الجموع التي تدك الاسوار الاسمنتية بالخوازيق..

صور ومواقف..ان كانت لم تنطلي على اسرائيل التي اتخذت منحى التهدئة معلنة ان " السلام بين إسرائيل ومصر مصلحة استراتيجية لكلا البلدين، ويجب الاستمرار في الحفاظ عليه، حتى أمام هذا الجمهور الغاضب في الشوارع" الا انها قد تكون حققت اول اهدافها عن طريق تأمين الغطاء للاعلان عن تفعيل قوانين الطوارئ والعمل على اتخاذ إجراءات رادعة ضد المظاهرات التي تعطل حركة العمل..وتوفير الاجواء المناسبة لاطلاق موجة من الدعوات الزاعقة التي تطالب المجلس العسكري بالتخلي عن سياسة اللين وترحب وتبشر بعودة السوط العادل لكي يلهب ظهور المتظاهرين المصريين بالعدل والقسط  في استعادة للمناشدات الاقرب للتوسل التي صدرت من مجلس النواب البحريني مستعطفة الملك بأن يأمر باعلان الاحكام العرفية قبيل استدعاء الجيوش الاجنبية للدوس على كرامة وحرية وحقوق الشعب البحريني البطل..

ان حادث الاعتداء على مبنى السفارة الاسرائيلية يحمل العديد من علامات الاستفهام وخصوصا من خلال تزامنه المريب مع الفوران الذي لا تخطئه العين في نشاطات الثورة المضادة وتمددها حد التحرش باهداف الثورة ومتبنياتها..كما ان الترويج لمثل هذه التفلتات على انها نتاج الحراك السياسي الهادف الى ادامة الزخم الثوري والنقاء للمسيرة النضالية لثورة الشعب المصري الكبرى قد يشير الى ان الهدف قد يتجاوز الوريقات المكتوبة بما لا يفهم والتي تطايرت في سماء القاهرة الى استهداف الممارسات الشعبية الهادفة الى تأصيل الثقافة المتقاطعة مع جذور النظام السابق والتأسيس لنظام ديمقراطي تعددي مدني ..

اكاد اجزم ان اكثر الاسماء التي ترددت في سياق هذا الارتباك هو اسم مبارك والعادلي..وان كان الحديث حولهما ما زال في اطار المنتديات الالكترونية الخربة او عن طريق بعض بكائيات من هن في طور القواعد من النساء من الفنانات اللواتي احترفن الاكل على موائد اتباع الظلمة..الا ان الامر لن يطول قبل ان نجد من يدعو علنا لاستعادة الزمن المضاع ..عهد الانضباط والاستقرار والامن المكفول بسوط عسس المستبد العادل..ولن نعدو من يجادل بان شعب مصر المحكوم بأكل "الزلط"سيغص بالتأكيد بطعم الديمقراطية اللين الرخو..وأن من تعود على بناء صروحه بالسخرة وصلابة الحكم لن يستطيع ازدراد ميوعة الحكم التداولي الهش..

ان على جميع القوى المؤثرة على الساحة المصرية الوعي التام بأن الروح الثورية لدى الشعب المصري البطل التي استطاعت الاطاحة باعتى الانظمة الاستبدادية في المنطقة لن تقبل بان تكون فقرة في عملية اعادة انتاج الديكتاتورية وبنفس الوسائل المعتقة من استدرار التأييد الدولي عن طريق الترويج لمبدأ عدم صلاحية الشعب لحكم نفسه او استثمار التطير الغربي المعلن من سيطرة القوى الاسلامية على مقاليد الحكم في اكبر الدول العربية واكثرها تأثيرا..وانه لن يكون مفيدا للقوى الساعية لوراثة الاستبداد المباركي القديم استثارة غضب المصريين رغم كل الارقام الفلكية التي تسفحها الانظمة المعادية لحق الشعوب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية..ورغم كل بلاغة عناوين الاخبار المضللة.

لا نستكثر على الشعب المصري الشهم الغيور ان ينتخي للثأر لدماء شهدائه الابرار الذين سقطوا برصاص الجنود المحملين بحقد القرون..ولا ننتظر من السياسة الخرقاء لحكومة نتنياهو ان لا تدفع بالمنطقة الى الاشد والاعمق من الازمات ..ولكننا لا نصدق ان الشعب الذي صنع حلم الانبياء بالثورة الشعبية الخالصة ان يستعين بالبلطجية وشذاذ الافاق لكي يوجهوا مسارات تصحيح الثورة..ولا ان يكون الرد على التطاول الاسرائيلي على حرمة الاراضي المصرية  عن طريق إحراق سيارات الشرطة ومحاولة إقتحام مديرية أمن الجيزة..وبالتأكيد انه لن يكون عن طريق سيارات الاطفاء المسروقة..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !