مواضيع اليوم

مسالة التغيير ..!

محمود لولو

2010-10-30 22:07:14

0

يبدوا أن الحديث عن التغيير طويل وذو أوجه متعددة فكل فرد من أفراد المجتمع يبحث عادة عن هذا التغيير سواء على الصعيد الفردي أو على مستوى عموم المجتمع مهما ابتعد واتسع .. فهل نحن بحاجة لهذا التغيير .. الخلاق طبعاً والذي يُنمي ويؤثر في إمكانيات واحتياجات المجتمع إيجاباً أم لازلنا مصرون على سلامة مجتمعاتنا وحفاظها على قوام لايضاهيه ولا يماثله قوام , وإذا اتفقنا على حاجتنا للتنمية في مجال معين هل هناك من احد , من الخارج على سبيل المثال سيساهم في رفع الضرر عنا وتلبية احتياجاتنا , أم نحن المخولون بالتنبه لذواتنا وما يجرى من حولنا ..

قد ناقش هذا الأمر بفعالية المفكر المبدع مالك بن نبي في إحدى مقالاته المعنونة بـ (فلنتكلم عن العارضة) عن كتابه من اجل التغيير وان كان التفصيل بداخل النص يتحدث عن الإمبريالية التي عاشتها الجزائر في حينه وكيفية الخروج عن السيطرة إلا انه نص متجدد يمكن استيعابه في أي زمان , وبالإمكان الأخذ منه ببعض الانطباعات إذ يقول" إذا كان لكلمة اليقظة معنى , فان معناها في بادئ الأمر إدراكنا لهذه السلبيات " وهو هنا يتحدث عن العديد من الإشكالات والسلبيات الظاهرة على السطح ويسجل هنا أن معنى اليقظة هو إدراك تلك السلبيات وتلمسها بوعي إذ يقول" بناء عليه فأن ما يهمنا هو معرفة أسباب كل هذه السلبيات من جهة ,ومن جهة أخرى : الوسيلة التي تسمح بالتغلب عليها وهذه الأسباب تكمن بادئ الأمر فينا نحن , في وعينا أو في من حولنا من الجهة هذه من المتراس . وليس هذا بالتفتيش في وعي الأجنبي الذي يأتي إلى بلادنا لنعرف تلك الأسباب , بل بالتفتيش في وعينا نحن . إذ لا يتعلق الأمر بالقشة التي في عين جارانا بل بالعارضة التي في عيننا".

ولعلنا اليوم ما نزال نميل إلى الاهتمام بالقشة في عين جارانا وننسى المسمار المغروس في إحدى أعيُننا ويستمر ابن نبي قائلاً " إن نقدنا لذاتنا لا يبدأ بوعي الأخر بل بوعي الذات " هنا تكمن المشكلة حيث أننا ولعلها طبيعة بشرية تنحى إلى الرؤية والتدقيق في الأمور التي نعايشها وتخص غيرنا بعيداً عن نظرة أو التفاتة لثوبنا ولحالنا وهو الأولى بالمعالجة التي نُص عليها في آيات الذكر الحكيم : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾. (الرعد:11)

ويذكر عن النموشي قوله "هناك أناس يخافون الاعتراف بالحقائق المكبوتة في أعماق كيانهم الزمن وحده سيتكفل بحملهم على الاعتراف " يبدو أن هذا النص الذي أشير إليه , مفتوح لكل الأزمنة وفي شتى الأماكن ولعلنا نعيش هذه الحالة بإغلاق عقولنا وأعيننا عن كل تجديد بناء خوفاً من العادات والتقاليد حتى ولو كانت مرفوضة ومستهجنة من الأغلبية ولا تعارض أي قيمه من القيم الإسلامية الأصيلة , نحن نتخوف من أي تغيير قادم مهما كانت فاعليته ومدى جدواه ومازلنا نعيش حالة من الرهبة والخوف من التغيير مما يأخذ البعض للقول "خلك على قردك " هذا ما يظهر وبشكل جلي قلة وعينا ولعلنا لحد اليوم لم نستوعب ونتفهم اليقظة التي يعنيها ابن نبي وهو يُقر ويُصرح بأن المسؤولية ملقاة على عاتق الجميع من الفلاح إلى البقال إلى ما يدعونه المثقف نحو التطور والتنمية الشاملة والمستدامة , فلن تكون اليقظة وفقاً لنظرة ابن نبي بذات معنى إذا كانت تؤدي إلى العدم , إذا وُجد الإهمال والمحاباة في هذه الجهة فأنها ستكون غير مجدية وإذا كنا نريد أن نترجم تجربتنا في الأفكار بالعمل , فانه من الواجب أن نحترم أصول الفاعلية في هذا العمل.

مسالة التغيير ..! تبدأ فعلاً من إدراكنا نحن لحاجتنا لهذا التغيير لن يُقدم احد على إضاءة الجانب المظلم في حياتنا يجب أن نعرف نحن ما نحتاج إليه وما يوفر لنا سبل العيش الكريم والحياة الرغيدة والتقدم والازدهار في ظل عالم مُتسارع لا ينتظر أحداً , مؤكد بأننا نحن ليس بغيرنا من يصنع الفرق.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !