مساعدو مرسى فى واشنطن: أولوياتنا الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين.. وحريصون على توسيع العلاقات مع واشنطن.. وفورين بوليسى: رسالة مرسى لم تؤثر فى الكابيتول هيل الذى يصر على تجميد 450 مليون دولار مساعدات
ذكرت مجلة فورين بوليسى أن مساعدى الرئيس محمد مرسى، الذين يتواجدون فى واشنطن حاليا ضمن وفد من المسئولين المصريين، أكدوا أن مصر هى الوسيط الأمين الجديد فى منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشارت المجلة إلى أنه بينما تندلع الاشتباكات فى الشارع بين أنصار مرسى ومعارضه، فإن اثنين من مساعدى الرئيس التقوا بتوم دونيلون، مستشار الأمن القومى الأمريكى وبيل بيرنز، نائب وزيرة الخارجية، وأعضاء الكونجرس جون كيرى وجون ماكين وجو ليبرلمان.
حيث حمل مستشارى مرسى رسالة أساسية مفادها أن مصر عائدة كلاعب دبلوماسى فى الشرق الأوسط بعد سنوات من الانجراف والتدهور. وقال خالد قزاز، سكرتير الرئيس للشئون الخارجية فى مقابلة الأربعاء: "دعنى أقول لماذا نجحت وساطتنا فى أزمة غزة، لأول مرة منذ فترة طويلة، يكون هناك وسيط أمين".
وأكد مستشارى الرئيس، خلال لقائهم فى واشنطن، أن أولوية الحكومة المصرية بعد عقد حوار جديد بين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية، ستكون مبادرة جديدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال عصام الحداد: "نود أن نرى خارطة طريق جديدة، من أجل التأكد من عدم تكرار العنف فى غزة، وأن نضمن أن الناس فى هذا الجزء من العالم يتمتعون بالحياة الإنسانية السلمية". وأضاف أن أهل غزة لهم الحق فى حرية التنقل والتعليم، ولن يكون من المقبول حصار 1.5 مليون شخص.
وأضاف الحداد أن الحكومة المصرية لن تطلب من حركة حماس الاعتراف بدولة إسرائيل أو نبذ العنف. وقال: "لن نقول لهم ما يجب أن يقوموا به، نحن نساعدهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، وسنحاول خلق بيئة مواتية تكون كافية لتحقيق الأهداف طويلة الأجل".
وأكد الحداد حرص مرسى على توسيع العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، واستخدام تلك العلاقة كأساس لتوسيع جهود مصر نحو تعزيز الديمقراطية والاستقرار فى المنطقة.
وقال: "نحاول بناء علاقة. فلقد جئنا إلى واشنطن لسببين، وهما التحضير لزيارة الرئيس مرسى أوائل العام المقبل لواشنطن، والبدء فى فهم كيفية تبنى علاقة بين الولايات المتحدة ومصر على أسس جديدة تستند إلى بنية جديدة ورؤية من مصر. فلدينا إمكانيات هائلة لبناء شراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر لبناء منطقة أكثر رخاء واستقرار وديمقراطية، يكون لها تأثير خارجى. ويمكن لمصر أن تلعب دورا أكبر فى الحفاظ على السلام الإقليمى والأمن الذين يمثلا غاية هامة للولايات المتحدة".
وتشير فورين بوليسى إلى أن شكوك واشنطن إزاء التزام حكومة مرسى بالمبادئ الديمقراطية عالية، خاصة بعدما أصدر مرسى الإعلان الدستورى الذى منحه سلطات ديكتاتورية، وهى الخطوة التى أثارت الاحتجاجات الواسعة فى مصر.
هذا بينما يصر الحداد أنه إذا كانت الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية فينبغى عليها دعم الإخوان المسلمين وحزبها السياسى، الذى ينحدر مرسى منه. وزعم الحداد والقزاز، أن حكومة مرسى تبذل كل ما فى وسعها لمنع العنف، وأن المحتجين هم من بدأوا بالعنف، وإلقاء المولوتوف على مقرات حزب الحرية والعدالة.
وفى سخرية وتهكم واضح من الوضع المتفجر فى البلاد قال حداد: إن ما تشهده مصر من احتجاجات علامة جيدة على التغييرات الديمقراطية التى قدمتها الحكومة.
وأكد الحداد لواشنطن أن حكومة مرسى ستسمح للمنظمات غير الحكومية الدولية، التى أغلقها المجلس العسكرى العام الماضى، بالعمل مرة أخرى فى مصر بمجرد تمرير قانون جديد يخص عمل هذه المنظمات.
وتقول فورين بوليسى أن رسالة وفد مرسى لم يكن لها تأثير على موقف الكابيتول هيل، الذى واصل تجميد 450 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر بعد اعتراضات من قبل كبار المشرعين.
وعلقت ميشيل دن، رئيس المجلس الأطلنطى الأمريكى، أن هناك فجوة حقيقة فى واشنطن حاليا داخل الإدارة الأمريكية، وكذلك مجتمع الخبراء بين أولئك الذين هم على استعداد لتحمل النوايا الحسنة من مرسى، وهؤلاء الذين هم على قناعة بأن قراراته الأخيرة تثبت عدم نيته تنفيذ عملية انتقال ديمقراطى كاملة. وأكدت أن التطورات فى مصر على مدى الأسابيع القليلة المقبلة ستحسم هذا الجدل بطريقة أو بأخرى.
التعليقات (0)