مسارات حل قضية الصحراء

مسارات حلّ قضية الصحراء

محسن الندوي- باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – المغرب

في رأيي ، إن قضية الصحراء ينبغي أن تتّبع ثلاث مسارات متكاملة وهي:
اولا - المسار المغربي الجزائري: بالضغط الرسمي المغربي الحقيقي على الامم المتحدة عن طريق اصدقاء المغرب، من اجل السماح للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للوصول الى مخيمات تندوف ومعرفة الحقيقة هناك ولا اقصد حقيقة شخص (مصطفى ولد مولود) لانه لا معنى ان تقوم الدنيا ولا تقعد على مجرد شخص أيّا كان هذا الشخص ، وإنما يجب معرفة حقيقة الاوضاع للصحراويين المغاربة جميعهم في مخيمات تندوف وليس لشخص واحد.
ثانيا - المسار الثاني ، مسار المغرب والبوليزاريو : ان توقيت المفاوضات الاسبوع المقبل غير مناسب تماما بحيث أن الجوّ العام مشحون هذه الايام بين المغرب والبوليزاريو بخصوص قضية ما يسمى (مصطفى ولد مولود) الذي كان عضوا في البوليزاريو والتي تعتبره هذه الاخيرة كخائن لمبادئها وبالتالي اعتقلته عندما عاد الى مخيمات تندوف، في حين ان المغرب يعتبره مناضلا لانه دافع عن مبادرة الحكم الذاتي، إذن فإن الوقت سيستهلك في هذه المفاوضات فقط في هذه القضية ، ومن جهة أخرى بقضية مخيمات العيون التي يشكو فيها المغاربة الصحراويين بمدينة العيون من الفقر والبطالة والعوز الاجتماعي..هذه القضية التي ستستغلها البوليزاريو كانتهاك لحقوق الصحراويين بمدينة العيون المغربية من قبل المغرب، ولذلك فكل طرف سوف يرمي بالمسؤولية على الطرف الآخر بخصوص هاتين القضيتين، إذن فالمفاوضات ستستهلك كلّ الوقت في هذين الموضوعين وبالتالي فهي فاشلة قبل أن تبدأ .
أما المفاوضات الناجحة هي التي تتم بعد تضييق الخناق على الطرف الآخر بعد تدبير الموضوع بشكل جيد ومن جميع النواحي الدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية والإعلامية ودون ترك الهفوات التي يستغلها الطرف الآخر.
المسار الثالث : وهو المسار الداخلي المتعلق بالاوضاع الاجتماعية المتخلّفة في مدينة العيون جنوب المغرب وغيرها من المناطق الصحراوية من فقر وبطالة.. الخ
فهناك على ما يبدو من يرسل الى السلطة العليا بالمغرب بتقارير مغلوطة والواقع هو أنّ الصحراويين يعيشون أوضاعا إجتماعية غير مرضية فقد صرّحوا بها في أكثر من مناسبة.
من جهة أخرى فإن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية لم يقم بمهامه المنوطة به وإنما فقط هناك فئة على مايبدو تستغلّ هذا المجلس لقضاء مآربها الشخصية، ولذلك ذكر الخطاب الملكي الأخير بإعادة ترتيب وهيكلة هذا المجلس على أساس التمثيلية الصحراوية المتنوعة شيوخا للقبائل ومنتخبين ومجتمع مدني وشباب ونساء بالاضافة الى تمثيلية المهاجرين الصحراويين بالخارج .