مسـاخـات الحلــو
مصعب المشرّف
9 أغسطس 2020
الكمين والهجوم الغادر الذي شنته قوات من الحركة الشعبية جناح الحلو يوم الجمعة الماضي ضد الرعاة في خور الورل بولاية جنوب كردفان، خلال مرحالهم من الجنوب الى الشمال كان سببه ان قوات الحلو كانت تفرض على الرعاة دفع اتاوات للعبور . ولكن بعد زوال دولة الكيزان. أصبح مرحال هؤلاء الرعاة يواصل مسيرته تحت حماية وتامين مجموعة رمزية من قوات الشعب المسلحة. التي الت على نفسها ضرورة القيام بواجبها في فرض هيبة الدولة.
وحيث ان هذه الاتاوات المالية والعينية التي كان يدفعها الرعاة لقوات الحركة الشعبية جناح الحلو ظلت طوال السنوات السابقة من التمرد تسهم في تمويل ميزانية الحركة الشعبية جناح الحلو بالاموال . فقد اندفعت قوات الحلو الى منطقة خور الورل تزرع الالغام في طريق الابل والبهائم المملوكة للمواطنين وللرعاة . مما ادى الى موت العديد من البشر . ونفوق كميات من الابل والماشية . وفق ما اعلنت عنه القوات السودانية المسلحة.
كانت مثل هذه الأتاوات المفروضة دون وجه حق على التجارة العابرة والرعاة مسكوتاً عنها من جانب الرأي العام على مضض . بسبب ما مان الشعب يحس به من كره وغيظ تجاه نظام الكيزان الذي تسبب بالأضرار لكل البلاد والخلق. ولكن بعد زوال هذا النظام تحت معاول ثورة ديسمبر الظافرة . فلم يعد هناك مبرر لدى قوات الحلو مواصلة ذات الأسلوب الهمباتي الذي كانت تمارسه لإضغاف دولة الكيزان بشتى الوسائل.... وعليه فإنه لا تفسير اليوم في ظل ثورة ديسمبر والمصالحة والسلام الذي تنادى إلأيه الكافة في جوبا .. لا تفسير لما فعلته قوات الحلو سوى أنه كان مسلك عصابي إجرامي لا يقدم عليه سوى من فقد أدنى الشعور الإحساس بالوطنية وتحوّل إلى محض قاطع طريق.
ولن يخيل على الرأي العام اليوم أن عبد العزيز الحلو كان بنفسه موجهاً مباشراً لهذا الإعتداء الصارخ بالتفجيرات تحت أقدام الإنسان والحيوان ؛ وبمواجهة خلق الله على ظاهر الأرض وباطنها مما نعلم وما لا نعلم....
والمعروف عن الحركة الشعبية جناح الحلو أنها لا تفعل شيء بدون علم وموافقة الحلو.
الجدير بالذكر ان المرحال يكون على مرتين في العام . من الشمال الى الجنوب من اكتوبر الى يونيو . ومن الجنوب الى الشمال من يوليو الى سبتمبر. وهو ما يعني أن التربص بهؤلاء الرعاة والأنعام سيكون قائماً.
سكوت حكومة الثورة الإنتقالية في الخرطوم على هذا النهج من البلطجة والسلب والنهب. يجب ان لا يستمر في ظل مباحثات السلام الجارية او بعد توقيعه مع الحركات المسلحة الاخرى فقد أثبت السكوت على الحلو أنه لا يزيده إلاّ غروراً ونفورا.
وحيث انه من غير المنتظر توقيع اتفاق سلام مع الحلو في جنوب كردفان لاسباب تتعلق بارتفاع سقف مطالب الحلو الفلكيه. فمن الاجدى الان توثيق جميع هذه الاعتداءات التي ترتكبها قوات جناح الحلو بالفيديو والصورة والتدوين. تمهيدا لتقديمها الى الاليات الافريقية والاقليمية والدولية ومنظمات الإغاثة وحقوق الانسان والحيوان ؛ حتى يعرف هؤلاء مع من من يتعاملون ويساعدون وبتعاطفون وبما يؤدي في نهاية المطاف الى تعرية جناح الحلو . وتبرئة صفحة حكومة الثورة الإنتقالية ... وحتى تتمكن القوات المسلحة من اداء دورها في تنظيف ولاية جنوب كردفان وبسط هيبة الدولة بالحزم والقوة الغاشمة والارادة السياسية الفاعلة. ولادراكنا بان قوات الحركة الشعبية جناح الحلو ليست بهذا القدر من القوة والتمكين والتسليح . بقدر ما انها نمر من ورق واشاعة وفشنك. وأن كل ما في الأمر أن الحلو إستغل في المضى عزلة الكيزان الدولية وملاحقات المحكمة الجنائية لهم . وجبنهم وحرصهم على الحياة وانشغالهم بالملذات والمجون ونهب الاموال . فصال وجال في منطقة جبلية محدودة (كاودا). دون ان تتشكل إرادة سياسية لدى ظام الكيزان بملاحقته فيها . ودون ان يجرؤ هو على النزول منها . ناهيك عن دخول الخرطوم كما كان يزعم ويهدد ويعلن.
على أيام دولة الكيزان . كان أنصار وإعلام الحركات المسلحة تبرر هجومها على أفواج وطوابير القوات المسلحة بما تصفه أنها مجرد جنجويد وأمنجية تابعة وموالية للنظام الحاكم في الخرطوم . وكان الناس ما بين مشكك ومصدق ومكذب .. ولكن الآن وبعد زوال دولة الكيزان ، وأيلولة البلاد لسلطة ثورة ديسمبر . فقد أسقط في يد هذه الحركات المسلحة . ولم يعد التعلُّل بوصف القوات الحكومية أوصافاً كتلك مقنعة لأحد. ولن تصادف آذاناً صاغية.
من ناحية أخرى يجب على وزارة الخارجية الاطلاع بواجبها في فضح ممارسات الحركة الشعبية جناح الحلو في مجال النهب والسلب وانتهاكات حقوق الانسان والحيوان . وتحولها الى محض عصابات مسلحة تعتاش على الاتاوات والمسروقات من المواطنين العُزّل...
ولكن للأسف نرى الدبلوماسية السودانية نائمة في العسل وشهور الكسل.
ان تقصير وزارة الخارجية والسفارات في الخارج لم يعد مجالا للشك ولا يحتاج الى نقاش أو يختلف عليه شخصان. وهذا التقصير ليس سببه قلة الاموال كما تزعم الخارجية والسفراء الكسالى . ولكنها ذهنية فاسدة واعتياد طوال 30 عام على التنبلة وانعدام الخبرات وضعف الإرادة ؛ بالنظر الى ان معظم سفراء البلاد في الخارج ليسوا في الاصل دبلوماسيين مطبوعين تدرجوا في هذا السلك بعد تخرجهم من الجامعات مباشرة. ولكنهم معاشيين تجاوزوا سن ألـ 65 من شتى المصالح الحكومية والقوات النظامية في الجيش والامن والشرطة. بل وفيهم من هو على قناعة بانه تم تعيينه سفيرا لا لشيء سوى مجاملة له ومنحه فرصة الاستمتاع براتب وامتيازات بالعملة الصعبة وراحات ورفاهيات بمثابة مكافاة له في خواتيم حياته.
التعليقات (0)