مساحيق التجميل فى حركة فتح

فى البداية لم ولن أقول السلام على حركة فتح بل سأبقى متمسكاً بالقول سلامى لفتح ولعظماء فتح الشهداء الراحلون على مذبح الحرية وأستهل مقالى بأصل الخلق وبدء الخليقة وهى الكلمة ... كن فيكون وإن ما يدعونى لإستنفار حالة العقل التى هى أبرز وأعظم ما منح الرب لخلقه لتمييز التناقضات بين الصواب والخطأ وبين الخير والشر والمطلوب واللامطلوب والإحتياج وعكسه وما دعانى لنقش تلك المقدمة هو خوض الكادر الفتحاوى العريق بإنتقاء الكلمات التى غمست بمساحيق التجميل للذود عن حقائق الأمور الواضحة وعدم الخوض بثورة إنتقاد وطنى ( النقد البناء) تدعوا لتصحيح الوضع القائم والذى بدا مفرغاً من أى محتوى يدعوا للتفاؤل بإمكانية الخروج عن حالة الصمت المخيف الذى ينتاب الكادر أثر القضايا المصيرية للشعب الفلسطينى وإن من راقب حركة الحراك الإلكترونى مثل المواقع الإخبارية الإلكترونية وموقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك الذى هو منبر من لا منبر له يصدم حقيقةً من حالة إعلاء راية التمسك بتلك المساحيق والتى أجد فيهل مبرراً لإستمرار العابثين فى درب عبثهم وأقول لؤلئك الصامتون الممتشقون لريشة مسرح تجميل العرائس والغارقون فى بحر النجوم والابراج وماذا يقول لهم بجهم اليوم ليرسم سعادتهم أو يرسم لهم عقم يومهم ليكون متناغماً مع عقم تفكيرهم وبهذا يكونوا قد وصلوا لنهاية طموحهم وسر سعادتهم ضاربين بعرض الحائط مجمل مسيرة شعبنا وقضاياه المصيرية باحثين عن إرضاء الذات معتبرين أن لا لزوم لوجودهم فى مرحلة من أصعب المراحل فى الوجود الفتحاوى الذى هو أحد أبرز أسباب البحث عن البقاء والسؤال الذى يطرح نفسه ماذا يعنى أن نتخذ بحق أدمغتنا سياسة الترانسفير ؟؟؟ ويصطف الكثير متفرجون ومجملون لهذا الواقع الذى فيه من ينتهك القانون والدستور ويصادر قرارات الحركة .:صاحبة المشروع الوطنى وحاملة الراية ؟؟؟!!! ماذا يعنى أن نصفق لمن ينتهج سياسة إدارة الظهر للكادر وللقيادة ويلوح بسياسة التسييف والترهيب ويصادر الأسلحة الشخصية ويقطع الأرزاق ؟؟؟!!! ماذا يعنى أن نصمت على التعيينات المشبوهة ؟؟؟!!! ماذا يعنى أن نجمل إنتهاك الأعراض ؟؟؟!!!ماذا يعنى أن نخلق مبررات للجنة مركزية مر على إنتخابها ما يسعفها لأن تقدم برامجها وأدواتها وإنجازاتها ولم يخرج علينا عضواً واحداً يقول لنا قد أقر جدول أعماله وسيبدأ بتنفيذه من أجل الشعب والحركة ونكتشف أننا إنتخبنا لجنة مركزية تعمل خارج حدود تطلعات حركة فتح .وماذا يعنى أن نقدم صمتاً موصولاً لحالة الفراغ السياسى الذى يطفوا على السطح فتارة سنذهب لإستحقاق أيلول وتارة لنستأنف المفاوضات بشروط لم نستطع الحصول على التجنيد الدولى من أجل إلزام إسرائيل بها ويعيش الشعب من جديد فى حالة التوهان السياسى ونعلق ضعف مواقفنا على شماعة قوة الحراك السياسى والدبلوماسى الإسرائيلى وإمكانياتهم المعدة مسبقاً لخوض الحروب السياسية .ماذا يعنى إنتظار المصالحة التى تم توقيع إجهاضها على ما يبدوا فى القاهرة بدلاً من الذهاب لوحدة الشعب الحقيقية بقلوب مفتوحة ولتنفيذ برنامجها الذى ينقذ الشعب من الإستمرار فى العيش تحت سيوف السلطتين والقيادتين والحكومتين ؟؟؟!!! ماذا يعنى هذا الصمت المختبأ خلف شعارات يطلقها أولئك للإستمرار فى نهج الإجازة المطولة لظمائرهم وليظهروا بمظهر الحريصون على وحدة الحركة وعدم خلق البلبة والإنشقاقات والإصطفافات وأن فتح .تحتاج منا الصمت والإنتظار وكأن الوقت مازال فى صالح الكادر والقيادة والرئاسة .فيطلقوا شعاراتهم التى لا تخدم الواقع الفلسطينى بل تزيد الجرح إلتهاباً لدرجة الغارغرينا الذى سيؤدى هذا التماهى فى الصمت السلبى وإتباع نهج وثقافة مساحيق التجميل السامة إلى بتر الحركة من الواقع الفلسطينى . ومغادرة المسرح الوطنى بشكل لا يدع مجالاً للعودة لا أن نتحدث لغة الصمت الخجول ولا أن نستعمل مساحيق التجميل ولا إشعال ثورة النقد الإيجابى الذى أسدل الستار على نهج الخوف وعدم طمأنينة الحياة . وأخيراً ... إخوانى الشرفاء فى حركتنا العملاقة فتح إن شعبنا يستحق منا إعلاء كلمة الحق فى كل مكان وزمان فى الوقت الذى نشاء وفى المكان الذى نشاء فلا أحداً يستطع أن يصادر مواقفنا ففتح بحاجة لنا الآن وهى فى حالة سجنها القصرى . فلنستنفر ثورة الأدمغة من أجل حريتها وحرية قرارها ومتانة بنيتها فهى قدمت لكل واحداً منا مارداً يعيش فى داخله فلا تغتالوا هذا المارد بصمت سيزيد من جراحنا ويسدل ستار الزمن على ثورتنا أطهر ثورة عرفها التاريخ .

سلامى للشهداء الأكرم منا جميعاً .

م. جورج صراص

فلسطين