مواضيع اليوم

مسابقة أجمل نص يكتب عن الليل ( جائزة نقدية)

سلطان القحطاني

2009-07-05 11:37:55

0

 

أيها الأصدقاء

منذ سنواتٍ طويلة بدأت علاقتي مع الليل، وعقدنا حلفاً لم ننقضه حتى الآن.

كان يقول لي حين تخلو الشوارع ويأوي الناس إلى الأسرة الدافئة:
"يا صغيري .. كل ما عليك هو أن تسهرني فقط،
وتترقب حفيف ظلالي على الحقول، والأسرار،
والشبابيك العتيقة التي طالما طرقها العشاق بأطراف الأصابع والحجارة،
وسوف ترى كيف سأهديك أجمل الكلمات والحروف التي لم تخطر على بال البشر والتاريخ".

وهكذا كان الحلف ومضى الاتفاق.

وأشهد لله أنه كان اتفاقاً لا إجحاف فيه، رغم أننا لم نسجله لا في الشهر العقاري ولا أشهدنا عليه أحداً سوى ما تبقى من فائض الدمع، وما كان حاضراً من ذكريات الألم، والهزائم الصغيرة.

ومنذ ذلك اليوم أمسى الليلُ ملاذي الوحيد حين يعنَُ لي الهرب من الآخرين ومن نفسي. تحت مظلته، المطرزة بالنجوم الساهمة، كنت أنحني على أوراقي، كما تنحني الأم على طفلها الصغير، وأهذي، وأعبث، وأرسم، وأكتب أجمل الحروف، وأكثرها إثارة للإعجاب.

وذات ليلة من تلك الليالي الطويلة الشاتية كانت دهشتي الأولى التي لم أستفق من لذتها حتى الآن. وقتها كتبت كلاماً كثيراً جداً حتى كاد أن يقضي على دفتري الأزرق الصغير الذي ابتعته من مكتبة مهلهة جوار المنزل.

وما كان عادياً هو أنه كان كلاماً ..
وما كان مفاجئاً هو أن لم يكن مثل كل الكلام الذي كنت أسمعه من حولي، أو أتحدث به مع أصدقائي وجدراني!
أهو سحرُ ساحرٍ؟ .. أم تراتيلُ كاهنٍ؟ .. أم ترانيمُ عابدٍ؟ .. لم أكن أعرف.

إذاً وقعت الواقعة.
كانت عملية غريبة جداً. بدأَتْ بخربشة صغيرة بقلمي الأسود حين قررت أن أستعيد - في لحظة عشق - وجه هندٍ، وضحكتها، وطريقة شفتيها حين تقول لي بتلعثم فتاة لم تتمكن من الربيع بعد : "أحبك".

وفجأة أحسست بالكلمات تخرج من رأسي، ومن بين أصابعي، ومن عيني، وبدأت تتساقط كل الحروف من شعري، ومن دموعي دون أن أعرف إلى أين ومن أين.

ونظراً لأنني كنت صغيراً جداً،
ووحيداً جداً،
وحزيناً جداً،
لجئتُ إلى أصدقائي.

وقالوا : " إنه الشعر".
وقلت وأنا خائف وجل: "أنقذوني .. أنقذوني".

ومنذ تلك الليلة كانت هند تهطل على شكل قصيدة،
وكانت القصيدة تهطل على شكل هند،
حتى أني كنت أعجز عن التفريق بينهما
ولم أعد أسأل أيهما حبيبتي،
وأيهما قصيدتي.

وعندما استدارت ساقا هند، ونما أرنباها، علم أهلها أنها كبرت وتزوجت،
وعندما كبرت كلماتي، وأزداد قلمي حلكة وظلاماً، علمت بأن القصيدة كبرت
فتزوجتها.

والآن قررت أن أقدم هدية إلى الليل والشعر - وهند بطبيعة الحال - وذلك عبارة عن مسابقة لأجمل نص كُتب خصيصاً عن الليل. الجائزة النقدية قد تكون مغرية أو لا تكون لكن المهم هو الدافع والحافز لكتابة نصوص ذات موضوع واحد قد يضمها كتاب في يوما ما.

أرجو أن لا يقل أي نص عن 400 كلمة ..
لكم المحبة والتوفيق

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !