قرأت تصريحا لوزير الداخلية الجزائرى , أدلى به لمحطة فرنسا الثقافية الاذاعية , ونقلته عنها جريدة القاهرة فى عددها الأخير , يتحدث فيه عن دور الأساتذة الشرقيين فى تلويث عقول الطلبة الجزائريين بالفكر الاسلامى والتطرف وذكرت الجريدة أن مثقفين جزائريين اعتبروا ما أدلى به الوزير صحيحا بينما اعترضت عليه الأحزاب الاسلامية . نحن نعلم أن الجزائر بعد الاستقلال استقدمت كثيرا من الأساتذة من المشرق العربى خاصة مصر للقيام بعملية التعريب وتدريس الدين الاسلامى . وقد كان الشعب الجزائرى قد خرج منهكا من حرب الاستقلال وكان فى حالة فراغ روحى و شوق لهذا الوافد الجديد فأخذه دون فرز أو تمحيص , ونعلم أن رجلا مثل الشيخ الشعراوى كان بالجزائر فى أوائل الستينات ومن هناك ألقى بتصريحه الشهير بأنه سجد لله شكرا على هزيمة جيش عبد الناصر أمام اسرائيل لأن عبد الناصر كان حربا على الاسلام , وأظن أن الشعراوى لم يكن يملك الشجاعة للاعلان عن هذا التصريح الا بعد وفاة عبد الناصر . يبقى أن تصريح الوزير الجزائرى يحتاج الى تأمل وأخذ العبرة لما هو قادم . نعم أننى أنصح قادة الثورة فى ليبيا بالذات أن يعوا ذلك جيدا فسوف يتدفق المصريون اليها بعد التحرير الكامل وبعد أن أصبح التيار الاسلامى فى مصر مهيأ لتولى مقاليد الأمور فيها . ان ليبيا لا تزال غير مخترقة تماما من التيار المتطرف ومن هنا فلديها الفرصة لاقامة دولة عصرية حديثة تكون نموذجا متبوعا لا تابعا وعلى ثوار ليبيا ألا يضيعوا هذه الفرصة
التعليقات (0)