مواضيع اليوم

مسؤول كبير

ايوب الغزاةي

2009-03-19 20:43:12

0

الحمد لله الذي خلق فسوى ، وقدر فهدى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المحتذى

(مسؤول كبير) كلمة حق أرُيد بها غير معناها ، أليس من عادة الناس أنهم إذا أردوا مدح إنسان قالوا : هو مسؤول كبير ؟

ألا يفتخر كثير من الناس بأنه مسؤول كبير وينتشي عند سماعها ؟ ألم تصبح هذه الكلمة من أساليب الثناء المشهورة في حياتنا ؟

ألم تتخذ هذه الكلمة مطية لفرض قراراتنا لاسيما التعسفية على الغير ؟

هل كلمة (مسؤول كبير) مناط للمدح والثناء أم مناط للخطر وللابتلاء ؟

يحسن قبل مناقشة هذه التساؤلات أن نعرج على معاجم اللغة لمعرفة معناها في لغتنا الجميلة .

جاء في المعجم الوسيط (المسئول من رجال الدولة : المنوط به عمل تقع عليه تبعته . (المسئولية) : بوجه عام : حال أو صفة من يُسأل عن أمر تقع عليه تبعته .اهـ

إذا مما سبق يتبين لنا أن من أراد المدح والثناء فليتخذ له مطية أخرى غير مطية (مسؤول) مثل : منصب رفيع ، صاحب مركز ... إلى غير ذلك .


قال الله تعالى :{وقفوهم إنهم مسئولون } الصافات 24


وفي الحديث المتفق عليه ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ))


ومن خلال هذه المعاني ندرك الخطورة التي أدركها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله : لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لما لم أسوّي لها الطريق .
وبقوله : «لقد وليت عليكم ولست بخيركم فإذا أحسنت فأعينوني وإذا أخطأت فقوموني»


بمثل هذا المفهوم فليتحمل كل منا ما أنيط به ، وبمثل هذا المفهوم نتقلد وسام (عدلت فأمنت فنمت) .

ولولا خطورة هذه الكلمة لما قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر : يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلَا تَوَلَّيَنَّ عَلَى مَالِ يَتِيمٍ.

ولولا خطورة هذه الكلمة لما قال عليه الصلاة والسلام :(( هدايا العمال غلول))

والخلاصة : أن كلمة (مسؤول) لا تناط إلا بمن يتصف بالأمانة والديانة (القوي الأمين)، ولا يتقلدها إلى من يخشى السؤال والمحاسبة ، وأن يأخذها بحقها وحقها بذل الهمة وإبراء الذمة ، وبحسب امرئٍ من المسؤولية أن يخرج منها كفافاً لا له ولا عليه.

فليعد كل مسؤول النظر في هذه الكلمة ليعرف موقعه منها




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !