إن مسؤولية كل إنسان عن عمله , أمر قرره الإسلام ,و شهدت به الفطرة ألإنسانية السليمة , فلا تستقيم حياة الإنسان مسئوليته نحو ما يصدر عنه من قول أو فعل ولدلك قرر القران الكريم هده المسئولية في قوله تعالي/ << كل نفس بما كسبت رهينة >> ( سورة المدثر الآية 38)
و الجزاء في الإسلام قائم علي سعي الإنسان و عمله وذلك في قوله تعالي /<< و إن للإنسان إلا ما سعى. وان سعيه سوف يرى. ثم يجزاه الجزاء الأوفى>> (سورة النجم الآيات 39 40 41 )
وعلى الإنسان مسئوليات اجتماعية نحو أسرته ومجتمعه التي تتمثل في كل ما اسند إليه من عمل و ما كلف به واجب و ما اؤتمن به من رعية فعن ابن عمر _رضي الله عنه _ أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال .
( كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته, الإمام راع و مسئول عن رعيته, و الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته, و المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها, و الخادم راع في مال سيده و مسئول عن رعيته, و الرجل مسئول في مال أبيه و مسئول عن رعيته, و كلكم راع و مسئول عن رعيته )
الحرية تقوم علي أساس المسئولية
و المسؤولية قوام المسؤولية, لان الحرية بلا مسؤولية فوضى تفسد الفرد و المجتمع, سوء استعمال الحرية دون إحساس بالمسؤولية .
نالإنفاق, ولهذا شرع الإسلام الحجر علي السفيه الذي لا يحسن استعمال حريته في التصرف فيسيء إلي نفسه و مجتمعه, فيقول تعالي /
(( و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما و ارزقوهم فيها و اكسوهم وقول لهم قولا معروفا )) النساء5
و الإسلام الذي يكفل حرية الرأي يحرم الجهر بالسوء من القول و نذكر قوله تعالي /
((لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم )) النساء 147
و يحرم الكذب و شهادة الزور, و اغتياب الآخرين, و التنابز بالألقاب و السخرية من الناس في قوله تعالي /
(( يأيها الدين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد و من لم يتب فأولئك هم الظالمون )) الحجرات 11
و من هذا يتبن أن الحرية إنما تكون في إطار الشعور بالمسؤولية فيقدر الإنسان كل ما يقدم عليه من قول أو فعل موقنا انه محاسب عليه أمام خالقه و مسئول عن اثر ذلك في مجتمعه واضعا نصب عينيه حقوق الآخرين و رعاية مصلحة المجتمع فان ا ساء استعمال مسؤوليته المكفولة له كان علي المجتمع أن يأخذ علي يده و يكفه عن الإضرار بالآخرين و يعاقبه علي ما ارتكب من جرم أو خطيئة فان تهاون المجتمع في ذلك فقد أصبح عرضة للفساد و نهبا للانحلال و ما بينه رسول الله _ صلى الله عليه وسلم-
{ مثل القائم علي حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينة فأصاب بعضهم أعلاها و بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم فقالوا لو إنا خرقنا في نصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقتا فان تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا و إن اخذوا علي أيديهم نجوا جميعا } رواه البخاري .
التعليقات (0)