كثيرا ما ننتقد هنا بالمغرب، طريقة المدربين في قيادة فرقها عند أول تعثر فنحملهم مسؤولية الفشل و الإخفاق فيتم تقديمهم كأكباس فداء و كقربان لتهدئة الأوضاع و إسكات الجماهير المستعجلة النتائج، ومن جهة أخرى ننعت قرارات المسيرين بالعشوائية و الانفرادية، بعدم فتح النقاش و الاستماع للرأي الآخر، ثم ثالثا و هو ما يتم توجيهه من أصابع الاتهام لقضاة الملاعب، و اتهامهم بالتلاعب بالنتائج و التحيز الواضح لفرق دون غيرها، ليبقى اللاعب وحده الطرف غير المغضوب عليه و لا يلقى اللوم و العتاب على طريقة أداءه و عطاءه، كأني به الوحيد المعصوم من النقد البناء و غير المسئول عن التدني الواضح في مستوى المباريات التي تتمركز في الحضيض خلال السنين الماضية.
أليس العيب في لاعبينا كل اللاعبين ؟ أليس ثمة فراغ مهول تعيشه الميادين الوطنية، نتيجة غياب اللاعب النجم القادر بمفرده على تغير نتيجة المباريات في أي لحظة ؟لماذا لا نقولها بصوت مرتفع أن سبب التراجع يرجع أولا و أخيرا إلى محدودية عطاء اللاعبين، إلى ضعف في اللياقة البد نية، و انعدام التضحية و التفاني للدفاع عن القميص الوطني و الأندية.
صحيح أن هناك بعض الحالات الاستثناء، وجب التذكير و الاستشهاد بها، حيث يتعلق الأمر بلاعبين اثنين لا ثالث لهما عرفتهما الساحة الكروية مؤخرا، هما الودادي رضوان العلالي و الرجاوي رضا الرياحي، صراحة يمكن الجزم حد اليقين التام أنهما نموذجان مصغران لمارادونا "أسطورة كرة القدم العالمية"(طبعا لا قياس بوجود الفارق ) يحملان من صفاته و مواصفاته الشيء الكثير..يراوغان على طريقته الخاصة ..لياقة بدنية عالية..تمريرات محكمة و دقيقة..استماتة قل نظير، باختصار يملكان مواصفات اللعب الفرجوي الحديث، لكن مع الأسف الشديد لم يعرفا كيف يحافظا على توهجهما، ليأفل نجميهما بعد فترة من التوهج و اللمعان، كل بسبب من الأسباب.
كل هذا يدفعنا لطرح سؤال ملح، هل فعلا نضب معين مدارسنا الكروية، و هي التي يتم صرف الملايين عليها سنويا؟ و ماذا أصاب الأحياء و الحواري؟هل هو العقم الأبدي؟أم أن كل ذلك سحابة صيف عابرة ؟و سيتم مستقبلا تقديم للجماهير لاعبين مهرة أفذاذ كفيلين بإعادة لنا اللمسات الساحرة التي افتقدناها نتمنى صادقين أن لا يطول وقت ميلاد النجوم.
التعليقات (0)