خرج من بيته العبتيقة ثم نظر الى السماء وقال مع نفسه الى اين ساتجه تحت رحمة الشمس المحرقة الملتهبة وطول النهار وضما رمضان وجوعه ....الى المسجد القريب الى مسكنه لكن يبدوا انه يكرهه بسبب الحجين اليه يوميا وبكثافة غالبا ما يبرزون التعبد والتعلق بالسماء فى هدا الشهر ظاهريا ويبطنون المكائد والسطو والاحقاد والاحتيال فى باطنهم ادا لا داعية للتوجه اليه. ادا الى المركز وتنفس الصعداء ثم تردد وبادرت فكرة التوجه الى مزرعة جدته التى اهدتها الى المسجد عندما اراد ت المغادرة الى دار البقاء .وهى كبيرة وواسعة والتى تحولت فى ما بعد الى ملك الجماعة القاطنة فى الدواروهم يتناوبون فى تسييرها عبر التعيين ان تراضوا او الانتخاب ان اختلفوا . ولما وصل الى بابها استهوته الاشغال الجديدة التى تطالها بعد انتخاب المجموعة الجديدة التى ستتكلف بمهمتها مدة زمنية وابتعد عن الغبار الاتية من التراميم ومن التحسينات التى تطالها وجلس بجانب رجل زائر يود الانصراف الى جهة اخرى وبيده محفظة. وعلى وجهه علامات فهم واستييعاب الامور ظاهرها وباطنها. وصاح بنبرة تثير الاعجاب والفضول كانت هده المزرعة جدابة باشجارها التى نحتمىنا بظلالها من حرارة الشمس والتى تعايشت مع الزمن والبشر القاسى لهده المنطقة . والتى غرسها رجل من رجال المنطقة المعروف ببطشه وبمخزنيته وبشجاعته ومعرفته الدقيقة لخبايا المنطقة وهو صنهاجى قح. ليتولى بعد دالك العبث والاهمال محييط هدا الفضاء واصبح مرتعا ومطرحا للنفايات نتيجة اللامبالات وعدم رشدية وراشدية الحكم التى طالها والانفراد بالتسيير ما جعل كل شىء فى هده المزرعة فى غيرمحله لتقف الحافلة بجانب المزرعة وتقل الزائر الغيور. وساد الصمت ورنين الاشغال وبقاء صاحبنا وحييدا تائها ومشردا تموج فى مخيلته بصمات ما تركه صاحب المحفظة. ليخرج خارج المزرعة ويجلس بجانب دكان ملاحق ولما راه خرج اليه وقال انها النعمة والبركة صاحبت مجيء المسيرون الجدد لهده المزرعة رغم تضررنا من الغبار الناتج عن الاشغال فقد غرست المغروسات الجديدة والمتيرة لشهية الدواقيين واقلعت الاشجار الباسقة الغير الخلابة والمثيرة للاشمئزاز ورصفت كل جوانبها وتوافد الزبناء ما جعل دخلنا يتحسن .......مرددا ثبا للماضى ولرموزها ولتتبعهم النعلة الى يوم الدين لينهض اليه صاحب محل اخر وهو جاره وقد لقطت ادنه كل ماباح به صاحب الدكان ليبدا بالكلام وتعترى وحهه علامات القسوة. انتم قوم تتنكرون لاسيادكم رغم جبروتهم وجهلهم وانتم من الدين ياكلون الغلة ويسبون الملة وتتبدلون حسب الزمان والمكان وصاحب المكان والمقام ........ اما نحن فنقولها فى السر والعلنية فلم يغدقوا علينا المسيرون السابقون للمزرعة المجاورة لنا بالامتيازات و لا بالولائم ولم ننل الا هدا المحل ومع دالك بالسومة الكرائية ككل العامة ....... وبمشقة الانفس ورد عليه الداكن وما دخلك ورد عليه الاخر ما يدفعنا الغيرة من البلدة ومن ابناءها .......الغيرة على المصلحيين ومن الكرماء والمتطوعيين وليس على الابالسة والمتكبرين المتجبرين ....انت مازلت يافعا وتنقصك الثحربة وقد مررت كل ايام حياتك فى دالك الجحر ولم تبقى فيك الايام الا السجالات البوليميكية الفارغة والانتقامات والوعود الوهمية .ونتمنى من الزمان ان يشافك .وتقدم اليهم صاحبنا وعلامات الفرح والتهجم بادية فى وجهه مالكم يااحبتنا تتعاركوا على اوهام فالمسؤوليين لهم مصالح كما انتم ومن لا مصلحة له فليس هو بكائن والمسير الحقيقى للمزرعة فهو من احدث فيها تغيرات متنوعة كيفية ونوعية واستجابت للعام والخاص حاضرا ومستقبلا مع اضافات مساحات جديدة والزيادة فى الغلة. ومن اراد ان يقتات من غلة المزرعة عن طريق الريع فالكلب والعين حارسها.وسكت هنيهة واضاف تسيير المزرعة يتطلب الرؤية والوضوح ثم الاسلوب وبعد النظر وقوة الشخصية وطول اليد وصلابتها والضرب بها من حديد احيانا وعفة النفس والغرس فى الاماكن العمومية والابتعاد ما امكن عن الخاصة الضيقة والمقفلة الساعية الى اخد الكل من لاشىء.ودارت به داكرته ليسترجع مساره الطفولى ومعاشرته لكل صغيرة وكبيرة لمحيط المزرعة ولكائناتها بغتة ليجر نفسه بالبوح لكن اهل هده الارض يسعون لكل شىء فى لاشئء لايساعدون فى تنمية مرافق المزرعة ولا فى تنظيفها ولا فى حراستها بل يطبلون ويزمرون لنيل رضاء مسيرى للمزرعة بالنهار ليرجعوا الليل بالعويل والصراخ والشكاوى وعدم رضاهم بالامس وباليوم اي قوم هدا انهم لعنة السماء والارض فلياتى الزرهونى يحكمهم مرة اخرى لعلهم يتعافون ويتصالحون مع انفسهم ومحيطهم لبنموا المزرعة وتزدهر.
التعليقات (0)