هي ليست ككل المزابل ..او هو كما نعتقد لأن لا احد رآها من قبل ، و لا احد توصل بكارت بوسطال عنها !! لكنها اشهر المزابل و اكثرها استعمالا في الأحاديث حين تحتد بين المختلفين ! إنها اصبحت مرادفا للإلغاء أو الاقصاء او حتى الانهاء عبر التعبير للآخر المختلف انه لا يساوي بصلة !! و لا مكان له تحت الشمس إلا في مزبلة التاريخ !
لا يذكر التاريخ – بهذا المعنى – ايا ممن وضعوا في مزابله بخير ! فهم بالضرورة أوساخ وقاذورات لا يتحملها الانقياء الذين يكتب التاريخ بنقائهم ! لذلك فإنه بمقدور كل فرد او جماعة أو أمة أن يتخيلوا كل الوسخين الذين لا يذكرهم التاريخ النظيف الشريف إلا بالقذارة لأدوارهم السيئة أو لخيانتهم للنقاء !!
إنما ، لا بد من التنبيه إلى كون هذه المزبلة الكبيرة للتاريخ تتسع للجميع ، حتى الذين يتخيلون انهم أنقياء و متعففين فيما قد يوصل إليها.. فالواقع الذي تأسست عليها فكرة المزبلة تلك يجعل بإمكان الطرفين المتناقضين أو المختلفين أن يرمي الآخر فيها ! إذ لكل منهما معاييره الخاصة التي بموجبها يصبح نقيضه مستحقا للرمي فيها عن جدارة.. لتكون النتيجة ان لكل تصوره الخاص لمزبلة التاريخ ، بل أن كلا له مزبلته الخاصة التي يقذف إليها بمن يشاء !!
إن هذه الصورة التي في دواخل تفكيرنا الفردي و الجمعي عن المزبلة الاسطورة هاته لا تفضي إلا خلاصة واحدة هي نتيجة تلك الرغبة الجامحة في "توسيخ"الآخر ،فنجد أنفسنا فجأة في نفس المزبلة !!!
فهل يصح الاقتباس قولا بأن كل الطرق - في الالغاء و الاقصاء – تؤدي إلى ...مزبلة التاريخ!
التعليقات (0)