ناقة كالبدر في ليلة بيضاء وجـه خمري .عينـان واسعتين دعجاويـة حسناء باهر جمالهاقوام متناسق بهي وخدود صافية ورديه. ثغر باسم له بريق لا مع .وجسد ذا ملمس ناعم ساحر.خصلات طوال وشعر حريري شديد سواده فائـح مسكه لمقلتيها بريــق يلمع وشعاع يسر الناظر فتان ...
هذا هو الحال..
الحمد لله الذي وهبنا نعمة العقل فكفرنا به واستخفينا فيه فلم نشكره حق شكره
ولم نستثمره في ما خـُلق له. وضعناه في ثلاجة التبريد وأقفلنا عليه بإحكـــــام حتى تجمــد مع اللحــوم الحمراء والبيضاء فأصبحنا أضحوكة للضـاحكــين ومهزلة للمستهزئـين .
صمت رهيب من الفقهاء والدعاة وعلماء الأمة وكبارها فاسدال الستار على هكذا باب وتكميم أفواه المتكلمــين فيــه والناقـدين له . وفتــح البـاب للمتنطـعــــين والشعــراء المتشـدقـين بالوطنية والقبـلية . المادحــين لكـــل سجــيه اللاهثين وراء الثروة وأرباب الأموال وما زاد الطـين بله انسياق الصالح وراءه وانضمـام ثلـة من الملتزمين والمعتـنين باللحى المشمرين عن الثياب المتصفــين بالنبــي صــلى الله عليـه وسلــم بصفاته الخــــَلقية متناسـين سماته الخـــــُلقية
ففي هذه الحال صـال المنكـر وجال وأصـبح المبجل والمقـدر وتفاقـــــم هذا المرض العضال حتى أصبح داء لا بد من وصفة دوائية متقنه لاقتلاعه. يقابله اضمحلال للحـق وانحـسار له وتضيـيق للخناق عليه حتى تقـــوقع حول نفـســه في ركــن لا يـكاد يَرى ولا يـُرى
ويبدو لي انه بدا يــتوارى عن الأبصـار وجل ما أخشـــاه أن يتلاشى ويندثر ويغطى بركام من رمل وكومة من تراب
ففي كل عام ينقضي نهمس لأنفسنا همسة نمنيها بان القادم سيكون أقل بطـر للحق واقل غمـطـ للمتكلمين فيـه ومع كل إشراق شمس نرنو يومـا تلـو الآخر إلى زوال هـــــذه الـتراهــات طامعـين بان يهـدي الله النـاس للنـور ويعــيد العقـــل لـرؤوس أهلــه ولكن الأمر اخذ يستفـحل ويطغـى على الحق حتى أصبح ظاهرة طفت على السطـح وسطعت وبرزت لصاحب العين الواحــدة من الإسـراف بالنعم إلى تبديد للأموال وتبذيـر للثروات
لم يشهد لها التاريخ مثيلا و لم نسمع عنه لا في العصـور الحجـريه ولا الجاهليـة
أضف إليه تمـرير العمليــات المشبوهة من غســيل للأموال وكفر للنعمة وما يلحق به من نفاق وكذب وفساد و إفسـاد حتى أصـبح المال أداة للهو واللعب لا قيمة له فغلفت هذه المفاسد القلوب وشلت العقول والأذهان
شيء يجعل العقل في الكـف ويفقــد العاقل عقلـه ويجعل المستبصر محملـقا مشدوهـا مذهـولا لا يبرح مـكانه .أمر يدعـو للحــيرة والأسى والدهــشــــة والاستغراب والحزن الألم حتى جرف معـه المجتمع إلى دهالــيز التخـلف وأوقعه فريسة للظنون ونـوبات من جنون عارم.
من يصدق أن ناقة بخمـسة عشـر ملــيون ومن يصــدق أن مــائة ملــيون مـن الريالات تبـذر في عـدة أيــام من جـيب شخـص واحد بـين( منقيـــه ) وولائم بهيمية تبلغ وليمة واحده فقط سبعة وخمسين رأسا من الأغنام وثلاثـة عشـر من الإبل لينتهي مصـيرها حاويات النفايات و تحت أنقاض الرمـال ناهــيك عــن وجبات الغــداء والإفطار والعشاء في الأيـام الأُخــر. أضـف إلى هــذا عطايا لأصحـاب الأمسيات الشعرية وهبات بالغه لمن ينعق وينهق بكل (يا شـيخ يا مقــرئ الضيف)
أخالني اجــزم أن هـذه الأمـوال لم تكـتسب بطـرق شرعيـه ولم تكن بسبل نظاميه وجل
ما اعتقده أنها أمـوال مسروقـة أو غنائم منهـوبة سواء من بيت مـال المسلمـين
أو من مدخرات الشعب المسكين لم يصب العرق من جبين أهلها ولم يتكبد عناء المشقة والتعب أصحابها . وقعت بين أيدهم( باردة مبرده) .
اقل ما يقال عنهم فئــران الصحراء عقليات متخلفة وشرذمه مجتمعه وقلوب كاسدة متعفنة تعيش عصور الظلام في زمن الإسلام بأفكار مترنحة بربرية ويلحق بهم المصفقين والمطبلين لهم فقد لا يقلون وطئا عن من سبقهم .
ما نراه وما نلتمسه من عـُتي وفسقـ وكفر بالنعــم بات جالبا للنقم من منع للغيث وانقطاع للمـطر وأجـداب للأرض وموت للـزرع واشــتداد للمحــن وكــثرة للبــلاء والغـلاء .فنتيجتها أن عجـت الأسـواق وقوارع الطـرق بالمتسولـين والمتوسلين .
كلما دعينا لصلاة استسـقاء في وقت فيه تصفــيق حــار لأرباب مزاين ابل الصحــراء مطية
الشياطين تلتها رمال مغدقة وأتربت موجـعه وان استجيب لنا فأمطـار غزيرة مغرقه .
ليست المعضلة تكمن في الإبل بل في رؤؤس من يحملون عقول الإبل والمطبلين لهم المدعين برفع رأس القبيلة وإعلاء راية الوطن والمساكين البلهاء تصـفق وتنشـد بـهم الأشعار وتتغنى بأسمائهم وسماتــهم .
كيف بنا أن ننجر وراء هذه الهرتقات ونحن نرى أن أبناء القبائل نزلاء في السجون
إما لقضية دين أو لغرم دم بعضهم يقطن الزنازن لعشرة آلاف ريال وآخرون في صنادق مهترئه يبحثون عن ما يقيهم من برد الشتاء وشمس الصيف الحارقة وهناك من أبناء القبائل من لا يجد ما يسد رمقه ولا يشد من أزره وآخر يبحث عن مال يؤمن به دواء لوالدته أو لوالده وجل من أتحدث عنهم هم من أبناء القبائل .
ومن شك في صدق كلامي فليذهب للسجون ليرى بنفسه أبناء القبائل كم هم محتاجين
فلله المشتكي الشريعة الاسلاميه تضع دية الرجل مائة من الإبل وهؤلاء جعـلوا الناقة بدية مائة رجل.
لو كانوا يبحثون عن الخير فناقة واحدة كفيلة بإخراج اكبر عدد ممكن من خلف قضبان السجون وبث البسمة على محيا ابناء المسجونين .
فأين هم من هذا ؟؟؟
أخي الكريم :
نحن بحاجة إلى وقفة صادقة متمعنة في ما يحدث ونربط الأحداث بعضها ببعض وان نحرك العقل وان لا نجمده ولا نجعله كخرقة من القماش المهتريء وننظر جليا مليا في ما يحدث لنصدح وننتقد ونرد السفيه إلى عقله وان لا نكون مقلدين متبعين لا نَرى إلا ما يُرى لنا
واعلم أن من سوق لهذا الأمر باسم الله فانه كاذب يكذب على الله وعلى رسوله ويحمل النصوص ويؤلها حسب ما يشتهيه غيره ... هذا (للمتفكرين والمتدبرين ) .
(مررها إن أردت )
او انسبها لنفسك ان احببت .......... ولكن قم بواجبها
التعليقات (0)