مواضيع اليوم

مزاعم ابن تيمية وقياساته في الميزان النقدي

احمد الدراجي

2017-03-06 20:59:26

0

 

مزاعم ابن تيمية وقياساته في الميزان النقدي

 

لا يعرف الحق أو الكون معه أو فيه من خلال التربع على عرش الخلافة أو الزعامة أو الملك أو الرئاسة أو السلطة، ، ولا بالجلوس على الكراسي والمقاعد، ولا بتقمص المواقع والمناصب والدرجات والالقاب، فكثير من الأنبياء والأولياء والمصلحون والمفكرون لم تبسط لهم اليد والأمور، ولا يعرف الحق ببذل المال والعطايا والهبات، ولا بالواجهة والعناوين والألقاب، كما اعتقد المشركون وغيرهم : {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}،

ولا بكثرة الفتوحات والغزوات لأن النصر له سننه ونواميسه وقوانينه فقد يجعل الله النصر على يد الظالم الفاجر الجائر،كما إنه لا يخلوا تأريخ أمة أو شعب أو طائفة من البطولات والأمجاد، حتى الجاهلية القديمة برز فيها بطولات عنترة ووفاء السموأل وسخاء حاتم!، ولا يعرف الحق والكون فيه ومعه بقوة الملك والسلاح واتساع السلطان والبلدان، وإلا لكان الغرب الكافر هم أهل الحق، ولا بغيرها من الاعتبارات التي ما أنزل الله بها من سلطان ولم يقرها العقل ولا الفطرة ولا الإنسانية،

فللحق والكون معه وفيه ضوابط ومعايير تستند إلى الدليل الشرعي العلمي الأخلاقي الإنساني، {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ومدى التزام وتطبيق الإنسان للحق ومنظومة القيم والأخلاق والمبادئ الرسالية الإنسانية، يقول الإمام علي (عليه السلام): اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله ... إنّ الحق لا يُعرف بالرجال‏ وإنّما يُعرف الرجال بالحقّ...

لقد أبطل المرجع الصرخي الحسني تلك المقاييس الباطلة وخصوصاً ما يزعمه ابن تيمية وأئمته وما يؤسسون له من قياس الأمور والتقييم للحق والصدق والكون معه وفيه على أساس المعارك والغزوات والفتوحات الإسلامية، حيث علق في المحاضرة الثالثة والعشرين من بحث (وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري)، قائلا:

((2ـ وهنا أود الإشارة إلى ما نذكره دائمًا من بطلان ما يزعمه ابن تيميّة وأئمته ويؤسّسون له وعليه من قياس الأمور على المعارك والغزوات والانتصارات والفتوحات، فلا ملازمة بين ذلك وبين الحق والكون على الحق والصدق على الحق والثبات على الحق.

3ـ فسيرةُ الأنبياء وواقعُ حالهم يشهدُ لهم بالإمامة، بالرغم من تمكّن الأعداء منهم والاستخفاف بهم وسبّهم ولعنهم والافتراء عليهم واتّهامهم بشتّى التُهَمِ واستضعافهم وتطريدهم وتشريدهم وتقتيلهم.

4ـ وسيّدنا إبراهيم الرسول النبيّ الإمام الأمّة لم يملك ولم يتسلّط ولم تنعقد له خلافة، وهو الإمام أبو الأئمّة والرُسُل والأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم وعلى خاتمهم وعلى أهل بيته) .

5ـ وها هو صلاح الدين القائد الإسلامي البطل الشجاع الفاتح خرج بنفسه ومن ذاته للغزْوِ وتحرير بلاد الإسلام والمسلمين ومقدّساتهم وتطهيرها من الفرِنج، لكنّه سرعان ما تراجع عن عزمه بعد خروج نور الدين بجيشه ليؤازره في الغزْوِ وفتْح البلدان؛ لاحتماله أنّ سلطانه وملكه سيكون مهددًا بالانتصار على الفرِنج، والتهديد المحتمل يأتي من نور الدين، قائدِه الأصلي، والمنعم عليه وعلى أهلِهِ، ومولاه ومولاهم، وولي أمرِه واَمرِهم.

6ـ ولا يخفى على كلّ العقلاء الطبيعة البشريّة في عدم الاكتفاء لا بسلطة ولا مال ولا بجبل من ذهب ولا بجبلين، بل سيبتغي ثالثًا ورابعًا وكلّ الجبال، فدافِعُ الغزو وتوسعة الملك والسلطة طبيعة بشريّة ثابتة قطعًا ويدل عليها واقع الحال عند الحكام في مشارق الأرض ومغاربها وفي جميع الأديان والملل والنحل وحتّى عند المجتمعات القروية والبدائية وفي كلّ الأزمان، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّه لا يوجد عصمة عندهم .))

https://www.youtube.com/watch?v=q_vsT43tVyI&feature=youtu.be

المحاضرة الثالثة والعشرون "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"

بقلم

احمد الدراجي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !