من المعلوم ان شهر رمضان، هو من الشهور التي تقلب كيان المسلمين رأسا على عقب، وانقلاب الكيان يؤدي الى انقلاب المزاج طبعا، هناك تباين واضح في تغير الامزجه خلال فترة اليوم، واشد حالات المزاج المتعكر هي تلك التي تسبق اوقات الفطور بدقائق او ساعات.
من المعلوم علميا ان تغير المزاج عند الناس، يؤثر على نفسياتهم وبالتالي على تعاملهم مع الاخرين، فالصائم عصبي "متنرفز" وان ادعى غير ذلك.
مزاجيات الصيام انتقلت الى المدونات، وهذا ما انتبه اليه الكثيرون، وانا شخصيا لاحظت بعض الملاحظات التي اجملها بالاتي:
ـ لغرض تضيعة الوقت وقتله لجأ البعض الى كتابة المواضيع فقط لغرض الكتابة، فتجده يحجز الواجهة ليكتب موضوعا من سطرين او ثلاثة لا يوجد بينهم اي ربط، محاولا تكبير الخط وقصر السطر على كلمتين ومجوعة نقاط، ليخدعنا بكبر موضوعه، فظهرت لنا مواضيع كان من يكتبها هم طلاب في الصف الرابع ابتدائي او اقل، اضافة الى شحة المواضيع وندرتها بشكل عام، وتركيز معظم الكتاب على نقل المواضيع وحتى دون ان يكتبوا في الحاشية ولو عدة كلمات كتعقيب.
ـ الساعات الاربعة الاخيرة قبل فترة الفطور حسب توقيت معظم الدول العربية، ساعات خاملة ميتة لا توجد فيها اي حيوية. وتمتد هذه الفترة الى ساعتين بعد الفطور ايضا هي ساعات الهضم واكل المكسرات والمعجنات، مع وجود نشاط غير طبيعي في عدد القراءات والتعليقات في فترة السحور.
ـ المتابع للتعليقات يلاحظ غليان وعدم سيطرة على النفس لدى الكثير من المعلقين او المدونين، ممن اعتدنا على رصانتهم وهدوئهم.
ـ ابتعاد المدونين عن المواضيع الدينية بصورة عامة، على عكس ما هو متوقع، واعزي هذا ربما الى الرتابة والملل فبعض المدونين يجدون في التدوين هروب من الطقوس الدينية المركزة التي يحيوها خلال فترة الصيام.
ـ ندرة وشحة البذاءة! فالتعليقات البذيئة والمسيئة انخفضت الى اقل حد، وهذا دليل آخر على ان مصدر هذه التعليقات غالبا اشخاص متدينين جدا، وبسبب احترامهم لشهر صيامهم، حاولوا التقليل من كتابة التعليقات المسيئة قدر الامكان، مع تكرار عباراتهم الشهيرة ـ اللهم اني صائم ـ انا شخصيا باعتباري اكبر متلقي للبذاءة وبفخر، لم اتلق الاساءة الا ما ندر، والخوف كل الخوف هو انفتاح شهية هؤلاء بعد انقضاء رمضان.
ـ من الطبيعي ان هناك جزء كبير من الناس لا يعرف الصوم ولا الصلاة ولا القيام الا في رمضان، فتجده انسانا آخر في هذا الشهر. وبعض هؤلاء مدنون هنا في ايلاف، يملكون خطا علمانيا او ليبراليا واضحا، ما لاحظناه .. هو انهم خففوا الوطء هذه الايام، وبعضهم اخذ اجازة من التدوين وبعضهم اكتفى بمقال او مقالين يتيمين، حتى ان البعض تصورني منهم عندما انقطعت لفترة معينة.
ـ بعضهم فقد التركيز، وخلطت الامور عنده، فبدأ يخلط بين الزوايا فينزل مقالا ادبيا في الصفحة الرياضية وسياسيا في الفنية، وعندما تعتب عليه يقول لك: انت مجنون .. وانا ممنون .. ولله في خلقه شؤون.
هذا ابرز ما استطعت رصده على منبر مدونات ايلاف
عندما تسأل الصائم، هل انت جائع؟ عطشان؟ تعبان؟ يجيبك على الفور ودون اي تفكير لا ...
هل تتمنى ان يعود رمضان؟ اكــــــــــــــــــــــــــــيد
هل مللت من الصيام؟ لا ...
ولكن الحقيقة غير ذلك طبعا .. والدليل على ذلك .. ان فراق رمضان عندهم .. عيـــــــــــــد
كل عام والجميع بالف خير!
ملاحظة
هذا المقال كتبته قبل ثلاث سنين .. ومازال الوضع كما هو لم يتغير فالكلمات مازالت صالحة لهذا الزمان وكل زمان
التعليقات (0)