مواضيع اليوم

مريم ...هي سماي

فريد دولتي

2009-06-07 00:24:25

0

مريم نامت معظم الطريق هناك ، ذقنها ينغرس داخل قميصها المفتوح يغرق في امواج من اللحم الابيض.لقد رايتها خلال المراءة ،هناك في الخلف ،عندما كانت الاشجار تتوالى وتتوارى ،الصمت يلف المكان ثابث لايتغير.
والداي كانا بانتظارنا عند الباب الامامي بمجرد ان سحبنا اليهما من الطريق تمكنت ان ارى عبر النافدة، البسمة ارتسمت على شفاهمابوجوه متمايلة،كانا مليئين بالاثارة،انها زيارة مريم الاولى.
حملتها بين ذراعي داخل المنزل وهي لاتزال نائمة.. والداي تحركا بهدوء شديد تفاديا بعدم ايقاضها.كلاهما كان حريص على دوره في حملها،هممت ان ادفعها الي امي ،فأجتني وهي تخاطبني،بأني احملها بنقس الطريقة التي حملني فيها ابي من قبل.
لم ارفع عيناي عن مريم في اللحظة التي رفعتها عاليا الي فوق..فوق راسي،انزلتها ببطء وقمت بالدوران ببطء أنا وهي تمسك بذراعي الممدودة. بوسعي ان اسمع والداي وهما يصدران اهات مكتومة تعبر عن الاحتجاج . تبدو كما لو كانت عالما بعيدا عنا نحن الاثنان.عينا مريم مفتوحة مثل لغم ينفجر،شفرات مروحة السقف التي تعلو راسها تطوف مثل غيمة خشبية. في تلك اللحظة عرفت بان كل شيء سيكون مختلفا بالنسبة لها.ابتسمت،انفجر وجهها فاصبح متعدد الطويات،حتى أن اللثة الوردية كانت ظاهرة للعيان.خيط سائل ينزلق ويختفي من فمها . يستقر هناك، يسقط نحو وجهي،يتراى لي سائل يشبه الماس،يهبط على شفتاي ،اشعر به على لساني،يعطيني مذاق مثل الثقة..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !