مواضيع اليوم

مرور عام علي بركان نبرو !

ادريس حسن يعيدي

2012-11-15 10:02:26

0

مرور عام على بركان نبرو
الكاتب ادريس يعيدي
بعد مرور سنة كاملة على بركان نبرو في جنوب دنكاليا أريد أن أسلط الضوء الكاشف حول هذه التسائلات ما هو مصير النازحين الذين طُمرت مناطقهم وقرآهم بفعل البركان ؟..
وماذا حصل للمتضررين الذين فقدوا كل ممتلكاتهم؟.. وهل تم إسعافهم وإغاثتهم علي الوجه المطلوب ؟ وناذا قدمت الحكومة لهم هل قامت بدورها المطلوب ؟
للإجابة على هذه الاسئلة أعود الى الوراء في بدايات البركان لكي أبحث وأحلل سلوك النظام ومنطق تعامله مع هذه الازمة فبادر النظام الارتري من البداية بإغلاق المنطقة المنكوبة أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية في وقت الذي يفترض من الحكومة الوطنية العاقلة مبادرة فتح المنطقة وليس إغلاقها والقيام بإنقاذ وإسعاف المتضرييين وفي نفس الوقت تكثيف دور الاعلام .
لكن للاسف النظام الحاكم في ارتريا خالف كل الأعمال الروتينية المعمولة لمثل هذه الحالات في العالم وقام بفرض تعتيم إعلامي كامل عن المنطقة حتى غابت الصورة عن التلفزيون القومي وكان التلفزويون مشغولاً بالرقص وإعداد لعيد الشهداء الذي كان على بعد عشرين يوم من تلك الحادثة .
وفي نفس الوقت مارس بطريقة صارمة عزل المنطقة المنكوبة ومحاصرة النازحيين والمتضرريين إغاثياً في الداخل والخارج رغم فداحة الحدث وهوله ورغم بشاعة المعاناة الناتجة عن البركان ورغم كثرة المتضررين والنازحين ورغم الخسائر الفادحة مع كل هذه الاشياء الرهيبة لكن استطاع النظام تصوير هذه الفظائع والمآسي الانسانية الناتجة عن البركان بأنه حادث بسيط وعابر لا يمكن الانشغال به ولا اشغال العالم به
في حين أدرك التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الاحمر نوايا النظام بادر وقدم مناشدة عاجلة للعالم وأعلن المنطقة التي أصابها البركان بأنها من طقة منكوبة وشارك التنظيم بهذه المبادرة موقع عدوليس وموقع فرجت وموقع عونا بالإضافة الي بعض الاقلام الوطنية الغيورة فشكلت هذه المواقف مبادرة إنسانية إتسمت باليغظة والوطنية والمسؤولية نابعة من الحرص الشديد للمواطنين وايضا معرفة عميق لتصرفات النظام المتوقعة وهي بكل تأكيد محاولة منطقية من التنظيم العفري والمواقع الوطنية للتعامل السليم لمثل هذه الأزمات وإحتوائها وإنقاذ المنكوبين لكي يتم في النهاية تقليل الخسائر والدعوة الى اغاثة الناجين والنازحين والمتضررين .
لكن في المقابل منطق تعامل النظام مع الأزمة كان قائم على تجاهل متعمد وتعتيم إعلامي ممنهج ومحاصرة المتضررين ووعزل المنطقة المنكوبة عن الرأي العام الداخلي والخارجي فليس غريب علينا هذا التصرف العجيب من النظام إزاء هذه الأزمة رغم إيغالها الشديد في اللؤم والبشاعة لأننا نعلم أسلوب تفكير النظام العنصري وأيدولوجيته المعادية للعفر ومنهجه في إدارة منطقة دنكاليا بطريقة استئصاليه
ولذلك نعتبر تصرفه مع البركان نتيجة مترتبة علي طريقة تفكيره وما يحمله من الايدولوجية التطهيرية الاحلالية التي يمارسها في المنطقة.
والنظام بكل جدارة استطاع عزل المنطقة المنكوبة وإخفائها عن العالم وحتى عن الأقاليم الارترية الاخرى وبالتالي تفرد بالتعامل مع النازحين ومعالجة المتضرريين بطريقته الخاصة إذن أنا أريد أن أسلط الضوء على طريقة تعامل النظام وأسلوب معالجاته لهذه الازمة خلال عام على خطوات مصحوبة بتساؤلات وعلامات إستفهام لنوايا النظام في حركة من حركاته
الخطوة الأولى :-
أول خطوة قام به النظام الارتري تجاه النازحين والمتضررين في بركان نبرو تعبئة أكثر من خمسة الآف من الأهالي والعوائل المنكوبة بالشاحنات الى منطقة ( أَلَآلِيAlale ) الموجودة على بعد أمتار من مدينة عصب دون القيام بتقديم الضروريات اللازمة في مثل هذه الحالات الطارئة وكان المطلوب منهم الاسعاف ثم اختيار المكان المناسب ثم فتح الابواب لمساعدتهم لكن لم يحصل شئ من هذه المتطلبات العاجلة لمثل حالتهم وقد نفذ النظام الخطوة الاولى دون تقديم ما يمكن تقديمه لهاؤلاء المتضرريين.
وفي نفس الوقت أفرزت هذه الخطوة علامات إستفهام كثيرة في اوساط الشعبية وعند المتابعيين لماذا كان النقل الى منطقة ( ألالي Alale ) بالذات ؟.. ولماذا لم تتم إختيار قرية ودّي التي تتميزبغزارة المياه ووفرة الطريق وقربها من مناطق المنكوبة؟.. او لماذا لم يختاروا منطقة قحري التي تلي ودّي؟.. ثم لماذا لم يختاروا مديرية بيلول التي هي مرجع ومقر ومديرية المناطق المتضررة ؟.. وما المغزى وراء ترك كل هذه المناطق التي تتميز بالسكنى والاسعاف والقرب والمياه ؟...
الخطوة الثانية :-
تم إسكان النازحيين في مخيمات في ( ألالي ) وكان نصيب كل 25 خمسة وعشرين فرد خيمة واحدة والاغرب من هذا كله تم تفريق العوائل عن بعضها البعض بمعنى أوضح تم تشتيتهم وخلطهم في المخيمات وهذا التصرف الغريب أثار ريبة وتسائل عند الأهالي ومن بعده عند المتابعييين لماذا هذا الاسلوب الذي يفرق بين المرء وزوجه والأب لابنه؟.. ومالمغزى من ورائه ؟.. ولماذا يتم تفريقنا وتشتيتنا ؟.. لمصلحة من كل هذه الترتيبات الغريبة؟...
الخطوة الثالثة :-
بعد إسكان النازحيين تم جمع تبرعات محلية شعبية للمتضررين والنازحين وبعدها تم تسليم التبرعات على النظام وهو قام بدور التوزيع على المستحقين .
لكن للاسف والذي تم إيصاله وتوزيعه لا تفي متطلبات النازحين ولا تضمد جراح المتضررين واستطيع أن أجزم أنها لا تغطي ربع احتجاجاتهم العاجلة .
وفوق هذا كله وزع النظام هذه المعوناة علي حسب ولاءآتهم لنظام الجبهة الشعبية وإن كانت ولاءهم كبيرة نصيبهم أكبر وإن كانت ولاءهم قليل فنصيبهم قليل ايضا وإن كانوا يشكون في ولائه فيحرمونه .
بهذه المعايير الغريبة تم صرف تلك المعوناة البسيطة بعدها بقيت العوائل المنكوبة تواجه مصير مجهول في العراء تحت المخيمات وهم بلاشك يمرون بظروف قاسية جداً ومنها انتشار الامراض والابئة حتى صلت وفيات الاطفال وكبار السن بمعدلات مخيفة .
فأدت كل هذه الأسباب أن يترك النازحين مخيماتهم والعودة الى مناطقهم المنكوبة رغم خطورتها يفضلون العيش في مناطقهم لأنهم يعتبرون العودة افضل بكثير من الموت البطئ تحت المخيمات فأما للحيلولة لتلك العودة أنزل فرق عسكرية وإنشاء نقاط تفتيش في الطرقات القريبة لإعادتهم مرة أخرى الى المخيمات ...

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !