لازالت الكارثة الإنسانية التي راح ضحيتها الشاب محمد حبوب وزوجته الأمريكية تلقي بظلالها على الرأي العام الزموري، حيث استنكر الجميع الطريقة اللإنسانية التي تم التعامل بها مع جثتي الراحلين داخل مستودع للأموات أشبه ما يكون بالقبر في ظل غياب أبسط التجهيزات التي تراعي حرمة الموتى، ناهيك عن الطريقة البشعة التي تم التعامل بها مع الجثتين حيث تم الإلقاء بهما بعشوائية داخل حفرة لا تحمل من المستودع إلا الإسم ،كما وقف الجميع مشدوها أمام شريط فيديو تم نشره على موقع اليوتوب وثق بالصوت والصورة ما تم ذكره،ولأننا شعب كالكامون لا نعطي المفعول إلا عندما نعصر، فقد تفتقت عبقرية المسؤولين عن تسيير المستشفى بفكرة تبليط مستودع الأموات وإزالة القاذورات والأزبال منه بمجرد علمهم بزيارة محتملة لمسؤول في السفارة الأمريكية...كل هذا يعطي البرهان الذي لا مجمجة فيه على أن الضحكات الصفراء التي تتقنع بها السيدة الوزيرة لا تعكس حال هذا القطاع الحيوي الذي يعيش على واقع الإهمال واللامبالاة ، كأن أرواح الناس وسلامتهم لم تعد تساوي لدى معالي الوزيرة وموظفيها جناح بعوضة..لقد انكشف المستور ووقف الكل على التدني الخطير للخدمات الصحية رغم أن هذا القطاع يستنزف ميزانيات ضخمة يتحمل وزرها المغلوبون على أمرهم من مواطنين يزداد اقتناعهم يوما بعد أخر أن مظلة الصحة في هذا الوطن لم يتم تصميمها بالحجم الكافي لتغطيتهم..
وفي هذا الصدد، فقد نظم مركز الصحافة وحرية الرأي ،وهو إطار جمعوي مستقل تم تأسيسه شهر مارس الماضي،وقفة احتجاجية عبر فيها المواطنون عن شجبهم للطريقة العشوائية واللإنسانية التي تم بها التعامل مع جثتي الراحلين وهذا نص البيان الذي أصدره مركز الصحافة وحرية الرأي :
على إثر الفاجعة التي حلت بالشاب محمد حبوب وزوجته الأمريكية يوم الأحد 07 نونبر2010، ونظرا للتعامل المهين واللاإنساني الذي تعامل به المشرفون على سيارة الإسعاف والمستشفى الإقليمي بالخميسات، حيث تم لف جثة الزوج وزوجته الأمريكية في غطاء وتم رميهما على الأرض المتسخة، عوض وضعهم بالمبرد الخاص بالجثث، وبعد وقوفنا كمركز على الوضع الكارثي الذي كان صادما بالمستشفى الإقليمي بالخميسات، خاصة مستودع الأموات الذي تحول إلى مطرح للنفايات تملأه القاذورات والديدان والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، والتي تم التخلص منها بمجرد علمهم بقدوم مسؤول أمريكي، فأعطيت الأوامر للعمال بإخلاء المستودع من الازبال وتبييضه والقيام بأعمال النظافة خشية الفضيحة، وبناءا عليه نعلن للرأي العام المحلي والوطني ما يلي:
1. إدانتنا للتعامل المهين الذي تعامل به المسؤولون بالمستشفى الإقليمي وسيارة الإسعاف التابعة لبلدية الخميسات مع الجثتين دون مراعاة لحرمة الموتى ومشاعر الأهل.
2. استغرابنا للوضعية التي آل إليها المستشفى الإقليمي بالخميسات ومستودع الأموات الوحيد بإقليم يتجاوز عدد سكانه 521ألف نسمة.
3. مطالبتنا المسؤولين محليا ووطنيا، وخاصة وزارة الصحة لفتح تحقيق في الموضوع وتحديد المسؤولين عن هذا الوضع الكارثي.
4. تشديدنا على ضرورة تحسين جودة الخدمات بهذا المرفق، الذي يعرف عدة خروقات على مستوى التسيير والتدبير، ووضع حد للفوضى التي يعرفها وجعله في متناول الجميع عوض منطق المحسوبية والزبونية.
5. دعوتنا لكل الإطارات التقدمية الديمقراطية الجادة في الإقليم للعمل على خلق جبهة من اجل التصدي وفضح كل أشكال الفساد والتسيب والفوضى ونهب المال العام ومتابعة المسؤولين عنها .
مركز الصحافة وحرية الرأي
التعليقات (0)