مواضيع اليوم

مركز الصحافة وحرية الرأي بالخميسات ينظم مائدة مستديرة حول موضوع حماية المال العام

mohamed ch

2010-07-03 12:01:48

0

 

إيمانا منه بضرورة إعادة الحيوية إلى العمل الجمعوي الجاد على صعيد مدينة الخميسات  ، نظم مركز الصحافة وحرية الرأي ،الذي تم تأسيسه شهر مارس الماضي ، مائدة مستديرة حول موضوع :  حماية المال العام ، وذلك على هامش صدور تقرير المجلس الأعلى للحسابات ، الذي رصد جملة من الإختلالات التي عرفها تسيير الموارد المالية والمرافق الحيوية على صعيد مدينة الخميسات ، اللقاء عرف نجاحا تنظيميا كبيرا رغم الإمكانيات البسيطة التي وفرها أعضاء المركز بمجهوداتهم الخاصة، وعرف حضورا مكثفا لعموم المواطنين والفاعلين الجمعويين والمهتمين بالشأن المحلي ، وكان من المنتظر ، بل من المفترض ، حضور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الخميسات ، لتقديم عرض حول "ضرورة عدم الإفلات من الجرائم الإقتصادية" إلا أنه لم يحضر أي عضو من الهيأة المذكورة ،و دون حتى تقديم أي عذر.. وفيما يلي ملخص لأهم فقرات الندوة :


المكان : دار الشباب محمد الزرقطوني بالخميسات .

التاريخ : 12 يونيو 2010

 

المحاور الرئيسية :

 

1- شريط وثائقي أنجزه مركز الصحافة وحرية الرأي حول مجموعة من الإختلالات والخروقات التي وردت في تقرير المجلس الأعلى للحسابات المتعلقة بمدينة الخميسات.

2- عرض قدم من طرف "  جمعية أحياء الخميسات" حول بدايات وإكراهات وأفاق العمل الجمعوي بالمغرب.

3- عرض ألقاه الباحث في العلوم السياسية  مصطفى بوجعبوط تخت عنوان : دور القضاء في حماية المال العام.

 

 

 

1- مساهمة مركز الصحافة وحرية الرأي : تمثلت في شريط وثائقي يوضح بالصوت والصورة جملة من الإختلالات التدبيرية التي عرفتها مدينة الخميسات على مجموعة من المستويات أثناء ولاية المجلس البلدي السابق ، وقد ركز الشريط على بعض الأحياء الهامشية التي اكتوت بنيران النهب الممارس من طرف المسئولين المحليين مما أثر سلبا على كافة مجالات الحياة خصوصا على مستوى معيشة ساكنة هذه الأحياء ، وفي هذا الصدد تضمن الشريط شهادة معبرة لأحد الحرفيين الذين خدعوا بالوعود الكاذبة والمشاريع الوهمية التي لا يعرف بالتحديد المصير الذي آلت إليه .

كما وضح الشريط، الذي أنجزه مركز الصحافة وحرية الرأي بالخميسات، العديد من المشاهد الصادمة من صميم المدينة ،منها على الخصوص شبكة الطرق الداخلية المغشوشة ،التي ما إن تنتهي منها الأشغال حتى تعود إلى سالف عهدها مع قدوم فصل الشتاء ،إضافة إلى أعمدة الإنارة التي يوجد بعضها في حالة يرثى لها بعد أن تم وضعها بعشوائية تثير أكثر من تساؤل ، وقد استغرب الحاضرون فعلا من صورة بينت عمود إنارة تم تشيده ، بقدرة قادر، وسط الطريق في سابقة لم يعرف لها مثيل.

 

بعد عرض الشريط أتى دور الفعاليات الجمعوية بمدينة الخميسات من خلال مداخلة قدمها نور الدين بلقصير، ممثل جمعية أحياء الخميسات و قدم فيها جردا تاريخيا للعمل الجمعوي في نسخته المغربية، والذي عرف في بداية عهده ظهور فئات من المجتمع المغربي تطالب بحقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية ومدنية بناء على ثنائية : خلفية المطلب / خلفية الحق ، بناء على ذلك عرفت تلك المرحلة تشكل إرهاصات تمخض عنها نشوء جمعيات حقوقية و أمازيغية وأخرى خاصة بالمعطلين...، وقد أدى تنامي الوعي الجماهيري بأهمية العمل الجمعوي إلى العمل على اختراقها من طرف النظام عبر مخزنة العمل الجمعوي، من خلال خلق جمعيات تخدم أجندات معينة، وتمييع المطالب، واستقطاب النخب، واحتواء العمل الجمعوي الجاد من طرف الأحزاب الإدارية والحركات الأصولية..

إضافة إلى ذلك، تطرقت المداخلة إلى مجموعة من الإشكالات الصادمة التي زكتها الأرقام الفلكية للاختلاسات التي شهدتها مجموعة من المؤسسات الحيوية ، فعلى سبيل المثال عرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي اختلاس ما قدر ب 115 مليار درهم ، كانت ستوفر ملايين من مناصب الشغل والوحدات السكنية ، إضافة إلى عدة مؤسسات عمومية أخرى شهدت عدة اختلاسات بأرقام فلكية..

وفي نفس الصدد أوضح ممثل جمعية أحياء الخميسات بعض الإنعكاسات السلبية لسياسة الخوصصة على الإقتصاد الوطني بفعل تفويت عدة مؤسسات حيوية مقابل مبالغ زهيدة لا تمثل قيمتها الحقيقية.

ولتجاوز حالة الركود التنموي التي زكتها الأرقام السالف ذكرها، دعت جمعية أحياء الخميسات عموم المواطنين بالمدينة إلى الإلتفاف حول الهياكل الجمعوية في أفق وضع تصور شمولي يستوعب المرحلة برهاناتها وإشكالاتها التي تستوجب العمل التشاركي كمفتاح أساسي للنهوض بالأوضاع المعيشية لساكنة المدينة والتصدي لكل الإختلالات والمظاهر السلبية.

 

2- دور القضاء في حماية المال العام : مصطفى بوجعبوط

 

ركز الباحث مصطفى بوجعبوط في عرضه حول دور القضاء في حماية المال العام ، على مكانة القضاء في المجتمع ، ودوره الرئيسي في ترشيد الحياة بشكل عام ، فبعدما كان الحديث عن القضاء من الطابوهات المحرمة أصبح مطلب إصلاحه ملحا استنادا إلى بعض التقارير الدولية والتشخيص الشمولي لبنية وأدوار القضاء المغربي الذين أشرا على حالة الأزمة المعقدة التي يعرفها هذا الجهاز الذي رصدت لإصلاحه ميزانيات كبيرة وأسال الحديث حوله الكثير من المداد بفعل توالي الدعوات النابعة من إحساس عميق تولد عنه وعي شبه مطلق بازدواجية اللغة الرسمية المستخدمة عند تناول هذا الموضوع الشائك ، بين "الخطاب الرسمي، الذي يتبنى فصل السلط ، وبين الواقع المعاش الذي يؤشر على النقيض التام حيث الخروقات بالجملة في ظل واقع يتداخل في تشكيله ما هو سياسي وقضائي بشكل

فاضح".

بعد هذه المقدمة التي شخصت أزمة القضاء ، انتقل الباحث إلى الحديث عن الآليات الواجب اتخاذها لحماية المال العام من طرف الهيئات الموكول إليها ذلك ، فعلى سبيل المثال قدمت المفتشية العامة للمالية منذ سنة 1960 إلى 2009 ما مجموعه 3200 تقرير لم تحرك إزاءه آليات العقاب...وهو رقم غني عن كل تعليق..، إضافة إلى ذلك فإن غياب ثقافة المساءلة أدت إلى إقبار تقرير المجلس الأعلى للحسابات وهو ما يمثل تحديا سافرا لضحايا نهب المال العمومي ، كأن الدولة المغربية تقول لهم : اشربوا البحر إن استطعتم. فلا القضاء ولا البرلمان بغرفتيه ولا الحكومة طالبوا بتحريك مسطرة المتابعة القضائية في حق لصوص المال العام بنفس السرعة التي يعاقب بها الصحفيون والحقوقيون ، فالحكومة بصمتها مسئولة، لأنها تزكي وضعية التقارير باعتبارها ماكياجا رخيصا لتزيين الواجهة المشروخة ، فالظرفية الصعبة تقتضي القيام بافتحاص شامل لطرق صرف المال العمومي وإعمال مبدأ "من أين لك هذا " ،والعمل على إقرار الشفافية بين المواطنين والمنتخبين..

وفي ختام المائدة المستديرة أعطيت الكلمة لمواطنتين تكلمتا بعفوية مطلقة مشخصتين من منظورهما الوضعية الكارثية للحي الذي يقطنان به –حي مركش المعروف بديور الحمر- مشيرتان إلى وضعيته الصعبة في ظل غياب أبسط شروط العيش الكريم من إنارة ومسالك طرقية..في حالة أشبه ما تكون بوضعية قرية نائية، وهو الحي الكائن في المدار الحضري يا حسرتاه..

بعد ذلك تم فتح باب المداخلات أمام الحضور ، و التي شكلت في الواقع شهادات صادمة لمواطنين تحدثوا بعفوية كبيرة عبروا بها عما يعانيه المواطن المغربي البسيط من إشكالات على كل الأصعدة أظهرت أن شعارات الواجهة لا تمثل حقيقة الأوضاع الكارثية لمغرب التقدم والحداثة والتفرد بالجمال ، هكذا تحدث المواطنون ، فأبلغوا بدموعهم التي لم يستطع بعضهم مقاومتها تذمرهم من الحيف الذي يطالهم على كل المستويات ، والذي حول حياتهم كدرا بفعل سياسات النهب المتوحش التي يتورط فيها المسئولون أسوة ببعض المحسوبين على العمل الجمعوي..، إضافة إلى سياسة القمع التي تزكيها المقاربة الأمنية الأحادية ، فقد اشتكى شاب يقطن بحي" أحفور المعطي" من التصرفات العدوانية والخرقاء للجهاز الأمني الذي يعاقب المواطنين على تعاونهم الإيجابي مع بعض الفعاليات المدنية والسياسية عن طريق فبركة ملفات مطبوخة لتوريطهم في قضايا المخدرات وغيرها..، المتدخلة سميرة ، فاعلة جمعوية ، أشارت إلى محنة الجمعيات الصغيرة مع مصالح العمالة التي تنهج سياسة الإقصاء الممنهج لكل الفعاليات الجمعوية النزيهة وتخص الجمعيات المتواطئة في هدر أموال الفقراء بالدعم والاحتضان، فهل هذه هي دولة العهد الجديد...؟؟

مداخلة أعضاء مركز الصحافة وحرية الرأي ركزت على بعض التناقضات التي عرفتها مبادرة التنمية البشرية ، مع إعطاء نماذج حية تمثلت في "مركز تصفية الدم" الذي أنشئ بتكلفة باهضة بلغت 420 مليون درهم دون أن يستفيد منه أحد إلى حد الساعة ، فمن المسئول يا ترى؟؟ ،.مداخلة أخرى اعتبرت المجلس الأعلى للحسابات "عبئا على مال الشعب باعتباره جهاز أجوف عديم الصلاحية قراراته تتعفن في الرفوف..في وقت تزداد فيه الخروقات لتسود كل جماعات ومناطق المغرب على يد المافيا المخزنية وخدامها من أخطوبوطات الفساد وعصاباتهم المتشابكة..ليظل السؤال مطروحا : ما العمل؟؟" ، مواطن اخر أشار إلى الخروقات التي شابت عملية منح رخص النقل المخصصة أصلا للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة والمعطلين فإذا بمصالح العمالة تمنحها لأشخاص هم في غنى عنها ، حصلوا عليها بفعل علاقات القرابة والصداقة التي تجمعهم بمراكز القرار داخل العمالة ، فكيف يعقل ، قال المواطن ، أن يمنح العامل عبد الرحمن زيدوح ، رخصة نقل لسيدة تقطن بفرنسا..؟؟

مواطن آخر اشتكى حالته الاجتماعية الصعبة التي تفاقمت بفعل الإعاقة التي تعرض لها أحد أبنائه بعد حادثة سير تم حرمانه من أي تعويضات..

وعلى منوال المداخلات السابقة تحدث فاعل جمعوي عن جملة من الخروقات التي تفاقمت وأدت إلى ظهور مافيات تغتني على ظهور المواطنين..

لتبقى المداخلة الأخيرة التي أثرت على كل الحاضرين ، بعدما سالت الدموع حارقة من مقل مواطن تحدث بصراحة كبيرة عن وضعية إقليم الخميسات الكارثية والحيف الذي تتعرض له المدينة باستمرار من طرف مراكز القرار حتى أن "الحرف الأول لرقم بطاقة التعريف المخصص لإقليم الخميسات هو إيكس ، أي أنها مدينة مجهولة "..

 

محمد الشاوي / الخميسات.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !